الجزء ( 3 ) من مقالات جاسم الرصيف الساخرة

الجمعة، ٩ رمضان ١٤٢٨ هـ

القسم الرابع : مطيّنه منيّلة يا حاجّة ( كوندي ) . جاسم الرصيف

جاسم الرصيف
ــــــــــــــــــــــــــــ
( مطيّنة منيّلة ) يا حاجّة ( كوندي ) !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لست ممّن يدّعون العبقرية في موضوع لايحتاج حتى لذكاء عادي لفهم ظاهرة : مرض تعاطي الكذب المقمر المشمس لإدارة عميد تجار الحروب الأغبياء في العالم . هذه الادارة إتخذت من حزمة اكاذيب عن العراق المحتل دريئة مدرّعة ( مستلتة ) ــ من ( ستلايت ) ــ تحتمي بها من كل رياح الارض فضلا عن رياح السماء : من اكذوبة سلاح التدمير العراقي الشامل الذي صار ذريعة لتدمير العراق الشامل ، مرورا باكاذيب يصعب حصرها في مقال ، وانتهاء باسطورة ( تحرير العراق !؟ ) التي تبيّن ان مبناها ومعناها هو تحرير العراق من اهله العرب وتفريغه من ثرواته الوطنية في شافطات حرب خلت من ايّة شرعية واخلاق .

من خلال شبكة ( إن . بي . سي ) الأمريكية فقعتنا الحاجّة المدرّعة المخوّذة ( كوندي ) ، نبية تجار الحروب المحليين المستوردين خصيصا للعراق بقبعات عراقية مستعارة ، بذات الأغاني المثيرة للغثيان لكثرة تكرارها : ( الولايات المتحدة تريد ضمان سلامة اراضي العراق في مواجهة جيران مشاغبين مثل ايران ) !! . والمضحك في تصريح الآنسة ( كوندي ) هو انها تعلم بكيفية استيراد منظمات الحرس الثوري الأيراني ، ( منظمة بدر) و (حزب الدعوة ) ، تحت غطاء ( عراقيين معارضين للنظام ) ، وتعرف انهم مرّوا نحو ( بغداد ) من غبار دبابات الاحتلال ذاتها !! .

اراهن ان الدكتورة ( كوندي ) لاتستطيع الاعتراف بذلك امام الشعب الأمريكي ، لأنها ستتحوّل فورا الى اضحوكة دبلوماسية !! . وارهن انها تعرف حدود الخطيئة التي ارتكبتها قوات الاحتلال عندما استعانت بمنظمات ، يعرف حتى ابناء قرانا من الأميين ، انها ايرانية قلبا وقالبا نجحت في خداع اغبياء ادارة عميد الاغبياء ، وتسللت الى مفاصل الحكم في العراق من خلال ابواب المراعي الخضراء التي مازالت مفتوحة الذراعين والساقين لها وبكل ديمقراطية !! . فعلام صارت ايران اذن ( مشاغبة ) و (محور شر ّ ) اذا كانت خارجية ( كوندي ) تتعاطى ولحد كتابة هذا المقال مراسيم الحب والمودّة مع حرس الثورة الأيراني ( الارهابي ؟! ) على شكل وزراء ونواب في حكومة الاحتلال المركّب ؟! .

لن تجيب ( الحاجّة ) عن هذا السؤال قط !! .
والاجابة ليست بلغز ولا سر ّ لأن كل العراقيين يعرفون كيف ورّط الأغبياء انفسهم بذات الشباك التي نصبوها لغيرهم وماعادوا يستطيعون الانفلات منها . ببساطة اكثر تفيد حمقى هذا الزمان ــ وتسهيلا لعمل المترجمين ( العرب ) في وكالات التجسس الأمريكية العاكفة على دراسة ما يكتبه معارضو الاحتلال ــ : ثمة قدم لقوات الاحتلال مربوط بحبل ايراني والقدم الآخر مربوط بحبل المقاومة العربية العراقية ، ووحده الرأس مازال حيّا يدعي مايشاء !! .

ادارة الاحتلال اعلنت وامام العالم كلّه ، ومنذ اليوم الأول الذي دخلت بغداد فيه ، عن أهم ماتريد ان ( تضمن سلامته ) : وزارة النفط العراقية !! . وكل ماعدها ترك للنهب والسلب الموثق وتحت انظار جنود الاحتلال وتجار الحروب العراقيين الذين رافقوهم يوم الغزو ومابعده ، ومن بين ماترك سائبا : كل الحدود الدولية للعراق ، ومعظمها مازال سائبا بطبيعة الحال ، فضلا عن نصف مليون برميل نفط مازالت تهرّب يوميا على ايادي العصابات المعروفة لأجهزة ( الحاجّة كوندي ) لأنها تمرّ من تحت انوف جنودها هناك ، ممّن يفترض انهم ( يرون النملة السوداء في الليلة الظلماء ) بفضل اجهزتهم التي يقال انها ( متطوّرة ؟! ) واسلحتهم الفتاكة الى هذا الحد ّ المخزي .

وعلى الجناح الآخر ، الأكثر اضحاكا ، تقول الآنسة ( كوندي ) في مقابلتها الدعائية تلك : ( ان الموقف تحسّن في العراق في ظل ّ استراتيجية الرئيس جورج بوش ، اجراء زيادة مؤقتة في القوات لإتاحة الوقت للنواب العراقيين لتحقيق المصالحة الوطنية ) !! ولم نعرف اي النواب تعني !! أنواب ايران ام نواب شعب ( كوندي ) المختار من تجار الحروب الأكراد ؟؟!! . وهل مازالت وزيرة خارجية اعظم دولة في العالم تظن ان العراقيين يثقون بهكذا ( نوّاب ) هزجوا بحقهم ذات يوم ديمقراطي :
( قشمرتنا المرجعية !! وانتخبنا السرسرية !! ) ؟؟ .

ريش ( الموقف الحسن ) الذي تراه محبوبة تجار الحروب ( مطيّن بنيلة ) ، ( مهبّب ) ــ كما يقول الاخوة المصريون بلهجتهم العامية ــ على دلالة مقتل اكثر من مليون شهيد وتهجير اربعة ملايين من عرب العراق ، ودلالة ان من تبقى حيّا من عرب العراق في الجنوب والشمال والوسط صرف اكثر من نصف عمره الذي جايل الاحتلال حبيسا في بيته ، وفي الزقاق ، والحي ّ الذي شاء له قدر الله ان يسكنه فيقع في سهو من التأريخ ضمن حدود فرقة موت تابعة لتاجر حرب من المتعاقدين مع الاحتلال بوظيفة رئيس وزراء او وزير او نائب وغير ذلك من القاب فارغة من معناها ومبناها . صار المواطن العراقي من اهل البلد نائب مواطن مفعول بكرامته في ظل ( تحسّن الظروف ) و استراتيجية عميد الحمقى القديمة والجديدة !! .

والأكثر إضحاكا في رؤى ( الحاجّة كوندي ) انها ترى في هذا النوع من ( التحسّن ) فرصة لإقامة ( مصالحة وطنية ) لاوجود لها اصلا ولافصلا ولانسبا سليما ، بل صارت من مستحيلات العراق الجديد ، إذ لايمكن لكل ّ القوى الوطنية ان ( تصالح ) ، بهذه البساطة وهذا الغباء ، من دمّر البلد دون مسوّغ شرعي ، ودون وازع اخلاقي !! كما لايمكن لها ان تتعامل مع من يبنون ، ويساعدون في بناء ، اغلى واثمن سفارة احتلال حربية مدرّعة في العالم على ( امل !! ) : البقاء الأبدي .

وكأن المصالحة الوطنية ، التي تعنيها صاحبة ( الوضع المتحسّن المطيّن بنيلة وهباب ) ، قائمة حساب يطلبها زبون نافذ فاحش الثراء والغباء في آن من نادل معدم في مطعم ، وليس قائمة حساب يقدمها شعب أهين حتى النخاع في كل قيمه وبدون استثناء !! وكأن النادل الذي تستخدمه إدارة عميد تجار الحروب بصفة رئيس وزراء ، لامعنى ولامبنى وطني حقيقي لهم ، قادر على سلخ لحم شعب كامل لإجباره على تقديم مراسيم الاحترام على بساط احمر من دمائهم لمن غزاهم وانتهك اعراضهم وشتت ارضهم الى مستوطنات للمتعاقدين معه !! .

واخيرا فطنت الدكتورة ( كوندي ) الى حقيقة سبق وان داست عليها بحذائها ، وقالت : ( ان الشرق الأوسط المستقر سيجعل اميركا اكثر امنا ) !! . يالها من ( عبقرية ) مثيرة للحسد في هذا الاكتشاف ، او الكشف ، المتأخر جدا جدا من اخت الرجال !! .

أبعد كل هذه ( الفوضى الخلاّقة ) التي فتحت ابواب جحيمها ادارتك يا آنسة ( كوندي ) ، وبعد كل هذا العجز عن غلق ولو باب واحد من ابوابها المشرعة على المجهول ، تكتشفين وبكل هذا ( الذكاء الخارق الحارق ) ان: الشرق الأوسط ( المستقر ) سيضمن امانا اكثر لأميركا ؟! .

ماذا كان حال هذا الشرق العجيب اذن قبل الاحتلال يا ( حاجّة ) ؟! .

jarraseef@yahoo.com


جاسم الرصيف
ـــــــــــــــــــــــ
معطف مدرّع وخوذة ل ( كي مون )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قديما قالت العرب في معرض وصفها للحمقى : ( بال حمار فإستبال أحمرة !! ) ، وحديثا تقدمت القوانين وحمت للحيوانات الحمقاء حقوقا وصار لها انصار ومحبّين بلغت الحماسة ببعضهم نسيان بشر ضاعت حقوقهم على مناضد حروب ( الحيوانات الناطقة ) سهوا مع البشر !! وماعدنا قادرين على تسمية ( الحمار!؟ ) باسمه لئلا نقع تحت طائلة جريمة الإرهاب بالكلمات لحمقى تولّوا قيادة هذا العالم من خارج شرعية السماء ومن خارج القياسات البشرية .

+ + +

( هدية الله ) لحمقاه ، ممن إقتبعوا العائدية العراقية زورا ، وتعاطوا ولاءاتهم غير العراقية علنا ، وصل الى يقين حاسم ، ربما يعجز حتى عن الاعتراف به لنفسه وهو يختلي بها ، أنه :
مهزوم لامحالة في العراق الذي غزاه !! .
وان من توسّم فيهم ( ديمقراطية ) تشبه ( ديمقراطية ) اسرائيل قد باعوا ذات البضاعة من وراء ظهره لأكثر من شار ، فصار( عميد الأغبياء في العالم ) نكتة تتعاطاها البشرية على طول وعرض خطوط الطول والعرض حول الكرة الأرضية عن حماقة بهذا الحجم!! لذا راح مريدوه الخلّص ، من المحافظين الجدد والقدامي ، ينصحون برمي ( معطف الهزيمة ) الثقيل على بديل مقنع ، ومقنّع ، ( الشرعية ) قد تتحمل اكتافه ( ورود ؟! ) العراقيين القاتلة الشائكة في احتلال جديد !! .

ولأن منظمة الأمم ( المتحدة على إهانة العرب والمسلمين ) ، التي إغتصب مجلس ( امنها ؟! ) حقوق البشرية على حق ( الفيتو ) و البند الحربي السابع ، دائرة ملحقة بوزارة غراب الحروب ونبيّة الفوضى الخلاقة حجة المسلمين المتأمركين ( كوندي ) ، آية الدبلوماسية ( الناجحة ) في تفتيت وتجزئة كل ما هو عربي وكل ما هو اسلامي ، قد ضمنت له بالتجربة آبار نفط وقواعد عسكرية صارت مهددة ( بتسونامي ) سيناريوهات الرحيل عن العراق امام ( حفاة عراة ) من المقاومين العرب في العراق ، فقد تم اختيار هذا البديل المقنع والمقنّع لخروج (عميد الأغبياء في العالم ) ، بلا معطف هزيمة ، ودخول اممية ( بان كي مون ) بديلا امريكيا بامتياز ( شرعي ) في هذه المرة لتقسيم العراق ونشر ( فدراليات ) الطوائف ( المظلومة !؟ ) إرثا لتجار الحروب على اوراق ( كي مون ) فقط .

وفي ( عام الكلب ) هذا ، وفق الصين وهي عضو دائم بلا لون ولاطعم ولا رائحة في مجلس ( الأمن ) ، تآلفت بالصدفة ، وربما غير الصدفة ، مع ( كي مون ) على تناول لحوم الكلاب مشوية ومقلية ومسلوقة ، وافق مجلس ( الأمن ) وبالاجماع على ( توسيع دور!! ) الحماقة في التعاطي مع احتلال العراق ، وفرش المجلس( الموقر ) اكبر مائدة استعدادا لوليمة : تناول لحوم من تبقى من البشر في العراق هذه المرة ، تحت معطف ( الشرعية ) الجديد ، لقتل وتشريد ما تبقى من عرب العراق وفق منهج الحمقى الذين يجرون الحمقى الى ذات الحفرة الموحلة القاتلة بيسر عجيب !! .

( كي مون ) ، الذي نجا من موت اكيد في محابس المراعي الخضراء قبل اشهر ، بدا ( سعيدا !؟ ) بهذا الدور الجديد ، وسيجيّش موظفيه ( لدوره ) الواسع الشاسع في العراق المحتل ــ وليس من المستغرب ان يكونوا امريكان ، او من عملاء امريكان ، او تجار حروب يمثلون العراق زورا كما هو حاصل الآن في ( نيوريورك ) وكما جرت عادة الأمم المتحدة في كل ما يخص العراق ــ وطريف ( الأمين ) العام وكل موظفيه في آن انهم عاجزين وبالمطلق عن وصف احتلال العراق بأنه :
غير شرعي ، كما اجمعت كل البشرية الملحقة قسرا بهذه المنظمة !! .

قد يتظاهر ( كي مون ) ، بعد اشهر من خوض تجربة ( الدور الواسع ) مخوّذا مدرّعا ، وبعد ان يزج بموظفيه في جحيم العراق ، لتوظيف بنده الحربي السابع تزامنا مع هروب ( هدية الله ) من هذا الجحيم لتشريع احتلال ثان للعراق متعدد الجنسيات ظاهرا ، أمريكي مضمونا ، وتحت عذر مكافحة ( الارهاب الدولي ) ، التي يحلو له ولغيره من موظفي الأمم ( المتحدة على إهانتنا )الصاقها بكل حركات المقاومة الوطنية خاصة اذا كانت عربية او اسلامية ، ولكنه سيحمل طائعا سعيدا وزر ( معطف الهزيمة التأريخية ) ذاتها التي حملها من وافق على تنصيبه ( امينا ) عاما ، وضيفا امميا في ( نيويورك ) لأجل محدود ، وغاية بدت معروفة لكل مجانين العالم .

ولكن ؟! .
من يضمن لأمم ( كي مون ) ، المتحدة على إهانتنا ، ان تمر بسلام على بوابات ( بغداد ) و( الفلوجة ) و( الرمادي ) و ( ديالى ) و( الموصل ) ؟! .
لا احد !! لا احد بكل تأكيد !! .

لأن ذاكرات الشعوب حيّة وحيوية اكثر بكثير من ذاكرات الحمقى من تجار الحروب ، ولعل اول واهم المآخذ على هذه الأمم المتحدة انها فرضت على العراقيين ابشع انواع الحصار الدولي في العصر الحديث ، تحت كذبة اسلحة التدمير الشامل العراقية التي حصدت ومازالت تحصد ارواح ملايين الأطفال والنساء والرجال باضطراد دون ان يهتز ضمير صاحب ( فيتو ) واحد من اعضاء مجلس ( الأمن ) الدولي ليطالب بمحاسبة من كذب من مجرمي الحروب وتجارها الدوليين والمحليين !! ومن أخّر وماطل عامدا متعمدا كشف هذه الحقيقة في حينها ليمرّر غزو العراق على اجنحة اكاذيب وكذابين قد لايليق وصف مجرمي حرب بحجم جرائم الحرب التي ارتكبوها تحت انظار هذه المنظمة القوية القادرة على كل ماهو مسلم وعربي والعاجزة بالمطلق عن غيره .

لم نسمع ولا إدانة واحدة من هذه المنظمة ، ووفق بندها الحربي السابع ، لمن غزا العراق دون مبرر شرعي ودون مبرر اخلاقي !! ولم نسمع من هذه المنظمة عن إجراء واحد ضد من يقتلون عرب العراق وبالجملة ويشردونهم الملايين منهم ويسرقون ثروات العراقيين علنا ثم يجالسون موظفي الأمم المتحدة علنا في ( نيويورك ) !! لم نسمع عن ادانة تسوير المدن العربية العراقية الرافضة للإحتلال في بغداد و الأنبار وغيرها ــ وهذا حقها الشرعي الأممي ــ باسوار من كونكريت وتراب ودبابات وقناصة متعددي الولاءات يقتلون على الهوية العربية لأن من يفعل ذلك هو الآمر الناهي في مجلس ( الأمن ) الدولي وصاحب ( الفيتو ) العنصري الأكثر استخداما ضد حقوق الانسان على الدين والقومية !! .

ولكننا نرى ( السعادة ) تتلامع في عيني ( كي مون ) وهو يعرب عن فرحه ( بدور واسع !! ) في حاضرة ( الرشيد ) و( المنصور بالله ) ، ونعرف ان حتى مجانين " العالم الرابع الجديد " ، الذي إنحدر اليه العراق تحت انظار الأمم المتحدة ، لن يثقوا بمن اجاز لتجار الحروب المحليين ان يجالسوا موظفي الأمم المتحدة في ذات البناية التي طالما اهين فيها العرب والمسلمون علنا ( بفيتوات ) العنصرية ضد كل حقوقهم الانسانية !! .

+ + +

( معطف الهزيمة ) صار اوسع من كتفي ( هدية الله ) لتجار الحروب ( العراقيين ) ، واثقل مما يتحمّله وحيدا مكروها من كل شعوب الأرض ، حتى الأمريكي منها ، فهل تتحمّله اكتاف ( بان كي مون ) الأممية في ذات الحفرة العراقية القاتلة ؟! .

لا اظن !!
الا ّ اذا خانتني شرائع الأرض والسماء التي اعرفها في العراق .

jarraseef@yahoo.com


جاسم الرصيف
ــــــــــــــــــــــ
تجارة الكذب ( المذهبي )
ــــــــــــــــــــــــــــــ

يستسيغ المرء الكذب حالما يسقط من قاموسه مشاعر الخجل والحياء من الناس ، ولا اظن ان عاقلين يختلفان على هذه الحقيقة !! .

( عبد الحسين عبطان ) ، نائب محافظ ( النجف ) المحتلة ، ايراني الأصل ، اطلق واحدة من اكبر واردأ أكاذيب اسلاميي ( كوندي ) ومستعمرة ( الحكيم ) حبكة ونسجا في عصر تجارة الأكاذيب المربحة الذي ضرب العراق . وكذبة هذا ( الاسلامي ) ليست محبكة منسوجة بما فيه الكفاية فلم تجد عاقلا عراقيا واحدا يقبلها ، وقد لاتجد عاقلا واحدا من العالمين الاسلامي والعربي ينظر اليها بغير عين الاستهجان ، ولكنه القاها وهنا الطامّة امام ( لجان اعادة بناء العتبات المقدسة ) في ايران :

تقول الكذبة التي عززتها ذات المصادر المقيمة سهوا باسم العراق في ( واشنطن ) ودعت للتظاهر احتجاجا ضد ( الارهابيين !؟ ) الذين عناهم ( عبطان ) :

( استنادا الى المعلومات الواردة والدقيقة ــ ولاحظوا كم ظلمت مفردة " الدقيقة " !! ــ فإن الوهابيين حاولوا تفجير مراقد الأئمة في النجف وكربلاء على غرار حادثة سامراء ، الا انه تم ّ كشف مخططهم الاجرامي ) !! ولم تنته الكذبة عند هذا الحد ّ ، ولكن تجدر الاشارة الى ان مفردة ( وهابيين ) ، وهي توأم مفردة ( نواصب ) ، صارت تلصق عند كل ّ من جاء تحت عباءة ( تحرير العراق !! ) بكل ّ من شاء الله له قدر الولادة مسلما يعيش في العراق من غير شيعة ( فارس ) واتباع ( ابي لؤلؤة ) و ( عميد الأغبياء في العالم ) .

والتفجير المزعوم :

( كان يقضي بان تقلع طائرة ــ !! ــ من احدى دول الجوار وتقوم بقصف المراقد ) !! .
حسب ( عبطان ) ، ووكالة ( مهر ) للأنباء وصحيفة ( الوفاق ) الأيرانية التي نقلت نجمة الأكاذيب الطائفية هذه . واشار ( عبطان ) في معرض ايغاله في التحريض الطائفي السياسي واستمطار الدعم من المغفلين :
( التيارات السلفية في دول الخليج الفارسي ــ !! ــ وخاصة السعودية والامارات والأردن تقوم بجمع مليارات الدولارات لوضعها تحت تصرف الارهابيين لتنفيذ عمليات ارهابية في العراق ) الذي صار ملكا ( لعبطان ) وتجار الأكاذيب من ذوي الجنسيات والولاءات المتعددة ، فتحولت مراقد الأئمة الأطهار رضوان عليهم الى مراقد فارسية لأئمة فرس لاعلاقة لهم بالعرب !! .

والرجل لم يذهب للإستنجاد باهله الأيرانيين من ( الارهابيين العرب ) العراقيين وعرب دول الجوار ، بل راح ليبشرهم : ( يدخل 1750 زائر ايراني يوميا للعتبات المقدسة وسيرتفع العدد الى 2750 زائر يوميا ) ، لذا دعا الحمقى من اهله الى :( زيادة المساعدات ــ الايرانية ــ لترميم العتبات المقدسة ) في العراق التي استولى عليها بقوة دبابات الاحتلال الأمريكي و( تقية الحرس الثوري ) الأيراني ، ولا احد سأله في مؤتمر ( الأذكياء الصالحين ) هذا : كيف ستعبر طائرة ( الوهابيين او النواصب ) من السعودية دون ان يكتشفها او تراها قوات الاحتلال المركّب للعراق !! . وما جدوى هذا العمل الاجرامي لمن يفعله ؟! .

وكي نرى ، من زاوية اخرى ذات علاقة ، كم هي مظلومة مفردات مثل : ( ارهابي ) و ( وهابي ) و ( قومجي ) و ( شوفيني ) ، وكم هي راجت الأكاذيب ( المذهبية ) في سوق المذاهب السياسية ، فلنعد لماض قريب جدا نشرت فيه جريدة ( الوطن ) الكويتية في عددها الصادر يوم ( 4. 2 . 2004 ) نقلا عن مصادر ايرانية خبرا هذا نصه :
( وجه رئيس مجلس الشورى ، البرلمان ، في ايران " مهدي كروبي " نقدا لاذعا الى رئيس مجلس صيانة الدستور آية الله " جنتي " ــ وهو شخصية نافذة لدى المتشددين ــ لوصفه المرجع الشيعي في العراق آية الله " علي السيستاني " بانه " عميل للانجليز !! " ، وقال " كروبي " بأن هذا لاتهام يثبت انه ــ "جنتي " ــ غير ملتزم بالدين ) !! .
بعبارة اخرى ، ثمة ثقافة تلفيق مدروسة ، وغير مدروسة ، حتى من كبار رجال الدين الأيرانيين الذين تربّى بينهم ( عبطان ) لتدويخ الناس بالتهم والأكاذيب التي يطلقونها ضد من يكرهونهم ، تماما كما هو ديدن اتباعهم الذين اقتبعوا جنسية ( العراق ) بالتزوير وجاءوا مع دبابات الغزو الأمريكي للعراق .

وهنا تقع مفارقة المضحكة :

من المعروف ان السيد ( السيستاني ) يقدم مساعدات هائلة لأهله في ايران من ( خمس آل البيت ) العرب ــ !!؟؟ ــ ومن جيوب العراقيين البسطاء ، والرجل ( متهم ) بانه ( عميل للأمريكان ) ، فيما يستجدي( عبطان ) العميل المزدوج لأيران واميركا الاموال من بسطاء الشعب الأيراني لذات ( آل البيت ) من عرب العراق !! .

لذا احترنا كيف نفسر المتاجرة بمراقد اهلنا مّمن يدعون زورا نسبهم اليهم !! .
وكان انساب الرجال صارت تحسب نقدا ( كاش ) على كبر العمامة ومن يجيد نسج الاكاذيب في هذا الزمن المر ّ .

jarraseef@yahoo.com


جاسم الرصيف
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
( المهدي الأمريكي ) المنتظر في العالم الرابع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حال ( فخامة !؟ ) رئيس وزراء تحالف ( المعدلّين وراثيا ) في حكومة الاحتلال صار مزريا بامتياز ، بعد ان اعلنت فرنسا وقبلها شخصيات نافذة في اميركا كما اعلنت بريطانيا ( العظمى سابقا ) وثاني اكبر حليف ( لعميد الحمقى في العالم ) انها : راحلة على قدمي الهزيمة الثانية خلال قرنين في العراق !! . وتحولت الصحف البريطانية والأمريكية في آن من موقف الداعم الحليف المصفق والمطبل للاحتلال الى موقف الناقد اللاذع لنجوم ( الديمقراطية الجديدة ) اللاّمعين من العملاء متعددي الجنسيات والولاءات .

صحيفة ( الغارديان ) البريطانية ، ودون لف ّ ولادروان بريطاني معروف ، وصّفت ( المالكي ) بأنه :
( دمية بيد الأمريكان في المنطقة الخضراء ، لاتمتلك غير القليل من السلطة خارج اسوار غرفتها ) المحاصرة ، المستأجرة بدون بدل ايجار وعلى نفقة ( العم سام ) !! . ولم تكن ( الدمية ) بعيدة عن هذه الحقيقة التي ذكرتها ( الغارديان ) عندما ( شكت !! ) ، علنا قبل اشهر وبصراحة ، انها : ( عاجزة ) عن تحريك فصيل من جنود الجيش ( الوطني العراقي ) الا بموافقة حرّاسه متعددي الجنسيات .

( الغارديان ) ترى ان دمية الأمريكان : ( ستواجه كارثة في الداخل ) اذا ما تخلى عنها من نصّبها ( رجلا طيّبا !؟ ) و( فخامة !؟ ) سجينة في واحدة من غرف المراعي الخضراء ، ويبدو ان محلّل ( الغارديان ) نسي ، او تناسى ، رهانات ( الدمية ) وعلاقاتها الشخصية على تحالفاته متعددة الجنسيات مع دول الجوار العراقي الحسن وغير الحسن وعلى طريقة ( الزوج آخر من يعلم !! ) بزوجته التي باعت ( كل شئ ) لعشّاقها من خلف ظهره ، كما نسي الكاتب البريطاني ، او تناسى ، ( كارثة الاحتلال ) ذاتها التي دمّرت العراق والحقت بمن احتلها عارا تأريخيا واخلاقيا يصعب محوه لعقود كثيرة قادمة ، لبريطانيا حصة لاتقل عن حصة ادارة ( عميد الأغبياء في العالم ) .

وبعيدا عن ذكر كوارث الاحتلال منذ يومه الأول ، قريبا من دكتاتورية المرحوم ( صدام حسين ) ، التي وفرت للعراقيين رغم الحصار الدولي الأبشع في تأريخ الشرق الأوسط ماتيّسر من لقمة العيش والأمان في الداخل وعلى الحدود ، قريبا مما انجزته ( ديمقراطية متعددي الولاءات ) من بحيرات وانهار دماء وفساد رسمي موثق ، نجد ان ( عراق اليوم ) قد انتقل بيسر على ايادي رجال ونساء ( الفوضى الخلاّقة ) الى :
ما اسمّيه :
العالم الرابع من سلّم تصنيف التقدم في الدول !! .
اذ ماعاد العراقي يشعر بأمان في بيته ، ناهيك عن تحوله الى مشروع جثة متشظيّة او مجهولة نالت كفايتها من التعذيب خارج البيت .

( والمشكلة الأعقد هي الفراغ الذي لم يظهر فيه " زعيم " قادر على تكوين تحالف مختلف بعد ان تخلت ) عن الدمية كثرة من ( مناصريها وباتت حكومته تمثل الأقلية ) ، هكذا ترى ( الغارديان ) ، متناسية مرة اخرى حقيقة تاريخية تكررت لدى اكثر من شعب حول هذا العالم تشير الى ان : هذا هو المصير الحتمي لكل متعاون مع اجنبي على احتلال ما يفترض انه بلده ، ونهاية لابد ّ يواجهها في يوم آجل او عاجل كل عميل للأجانب ضد ّ بلاده .

( قبل الاحتلال ) كانت للعراق حدود دولية آمنة ، لامفخخات فيه غير بضعة من حزب الدعوة ( الاسلامي !؟ ) نالت طلاب وطالبات الجامعة المستنصرية في ( بغداد ) سنة 1979 ، ومفخخات نضال ( علاّوي يجرح ويداوي ) في مرآب بغدادي ، وبضعة طلقات غدر ضد الجيش العراقي في الجنوب يطلقها حرس الثورة الأيرانية بالتعاون من منظمة بدر( العراقية ) القبعة الفارسية النسب ، وثمة امان مطلق لكل مواطن ، ايا كانت قوميته وايا صار مذهبه الديني ، في كل مكان في العراق ، والمقارنة ( بعد الاحتلال ) اكثر من مؤلمة واكبر من يصفها مقال .

وعجيب ( الدمية ) التي انتهى تأريخ استخدامها ( اكسباير ) في المراعي الخضراء انها ترى من نوافذ محبسها :
( لا أحد يمتلك الحق لوضع جدول مواعيد للحكومة " العراقية " المنتخبة من شعبها ) !! .
ووصفت ( الغارديان ) هذه الرؤية بانها ( مهزلة !! ) ، ولكن بعد اكثر من اربع سنوات من تجربة النظرية البريطانية في استعمار الشعوب : ( فرّق تسد ) ، لأنها وجدت نفسها مع اعلامها المسيّس الموجّه مهزومة اكثر من مرة في العراق لامحالة .

وجاء تصريح ( الدمية ) اكبر بكثير من ( مهزلة ) ، حسب الوصف البريطاني ، من خلال تصريح جديد يقول فيه :
( هناك مسؤولون امريكيون يتعاملون مع العراق وكأنه قرية تابعة لهم ) !! .
و( الدمية ) لم تسكر وحيدة بعد على طاولة العشاق الأيرانيين الجدد الذين وصفوا عذّال العشيقة من عرب العراق ( بالفاسدين !؟ ) . تناست ( الدمية ) ببساطة عجيبة من تبناها لقيطة في ازقة تعدد الجنسيات والولاءات وجاء بها ( بطّة عرجاء ) اصلا الى العراق نالت لقب ( فخامة !! ) .

واستعارت ( دمية الأمريكان ) ، ربما للمرة الألف إثارة لللقرف ، مفردات ماعادت تعني شيئا للعراقيين مثل وصف : ( عراقية ) لحكومة غير عراقية الا ّ بلهجة اتباع ( العم سام ) و( ابو ناجي ) و( ابو لؤلؤة ) ، وسرحت على ملعب مفردة : ( شعبها ) ، الذي لاتتجرأ على التجوال في شوارعه ، كما وثقت غباء او تغاب عن حقيقة ان : ( العراق بلد لمحتل ) وصار ( حقّا !! ) غير شرعي وغير اخلاقي لمن احتله بالتعاون مع عملائه مدفوعي الأجر من ثروات العراق نفسها .

والتوبيخات العلنية ، العابرة للقارات ، بين حكومة الدمى ومن استاجرها من قوات الاحتلال لاترمز الى تناقض بين هذا وذاك اكثر ممّا تعني : خلافات بين رب ّ عمل ومستخدم فاشل !! عجزوا جميعا عن ( كسب عقول وارواح العراقيين ) على ضفتي نهر عربي طوله مليون شهيد وعرضه خيام اكثر من اربعة ملايين مهجّر في ( القرية الأمريكية ) في العراق ، وحيث مازال الحرّاس الأمريكان قادرين على اعتقال ( الدمية المتمردة ) ظاهرا و (الطيبة ) المغناج باطنا حسب معرفة نبي الكذابين من تجار الحروب .

رب ّ العمل الأمريكي يبحث الآن عن :

( مهدي ) جديد طال ( انتظاره ) لحكم خرابات( القرية الأمريكية ) ــ التي كانت تسمّى العراق ــ بأية طريقة مناسبة حتى ولو بتقسيمه الى شركات تجار حروب محليين تحت يافطات ( فيدراليات طائفية وعرقية ) تضمن نفطا لعجلات ( الفوضى الخلاّقة ) التي اعطبتها المقاومة العراقية في الشرق الأوسط ، ولابأس ان ينال لاحقا وصف ( دمية ) او( بطّة عرجاء ) ، مشروطا ومشروما ، على تعدد جنسيات وولاءات غير عربية ( شوفينية ) وغير اسلامية ( ارهابية ) ضد المحتلّين .

ولكن السؤال الذي لم يجب احد عنه لحد ّ الآن في ظلال هذا التخبّط المضحك هو :

هل تنجح الدمية الجديدة ، او ( المهدي الأمريكي المنتظر ) من مطابخ البيت ( الأبيض على اسود ) ، في لعب دور ( المبشّر ) و( الزعيم ) ( الّلي ماشافش حاجة ) في مسرح جريمة الاحتلال ؟! .

jarraseef@yahoo.com

جاسم الرصيف
ـــــــــــــــــــــــــ
بطّة عرجاء في بحيرة ( كوليرا الديمقراطية )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

.. ولأن وضعنا صار قصيدة عصماء ، جاءت على بحور عدّة من الأوزان غثها وسمينها ساقط عمدا في مقلاة الاحتلال المركّب ، وصارت ( الفوضى الخلاّقة ) آية الدم العراقي الوحيدة التي تتحكّم في كل ّ مفصل من مفاصلنا وفصولنا ، وصارت الوحي المقدس لفرق الموت ومنظّري ( مابعد العولمة ) وقرّاء وقارئات الطالع وحشّاشي تجارة الحروب وكتّاب ( فانتازيا ) التاريخ العراقي ، حيث دمّرت ( هدية الله ) للحمقى كل ماخلقه الله الذي نعرفه من حقوق انسانية ، فلنتعرّف على آخر ( مدهشات ) عراق اليوم :

المدهشة الأولى :

من وزن خفيف الذبابة ، ولابأس من الذبابة الخفيفة النظيفة حسب المصلحة ، اذ باغتتنا الاخبار ان عقر دار نائب المفوّض السامي الأمريكي ( الرئيس ) بلا شعب ( مام جلال الطالباني ) مطوّق الآن بجحافل خطيرة من اسهالات ( الكوليرا الديمقراطية ) المتفشية من ( 4000 ) مفخخة بشرية هناك ، قابلة للزيادة والنقصان ، من جرّاء شرب مياه الأمطار والمجاري وانابيب شبكة المياه التي لم تمسّها ( بركات الفوضى الخلاّقة ) ولم يصلّ عليها ( هدية الله الأمريكي ) لحمقى العراقيين بعد .

و( ما يسعد !؟ ) في الخبر ان نجوم ( الفدرالية ) ، التي تشبه ( ديمقراطيتها ديمقراطية اسرائيل ) يعدّون جميعا من الناجين من مجازر ( الاسهال الديمقراطي ) لأن يد ( عميد الأغبياء ) المقدّسة قد مسّت ببركاتها الربّانية حساباتهم المصرفية المدرّعة المقاومة لهذه الأمراض المحلية المعدية ، وتحوّل شبه الشحاذ منهم الى ملياردير ممتلئ بالأموال العراقية المنهوبة، مدجّج بجنسية بلد آخر جاهزة للحرب ووفق البند السابع من كتاب ( كي مون ) الأممي المقدس ( على الحبلين يلعب ) ضد االارهاب الموجّه لعملاء الاحتلال حتى اذا كان مجرّد : مرض كوليرا !! .

تتقاضى ( مملكة الرياح الأربعة ) الكردية ( 17 % ) من عائدات نفط العراق ، والنسبة اكبر من العدد الحقيقي لسكان المملكة قياسا الى الشعب العراقي ، كما تتقاضى ( 100 % ) من عائدات ما ينهب من ثروات وطنية واقعة ضمن حدودها الدولية : من ( القطب الجنوبي حتى القطب الشمالي ) ، فضلا عن مكافآت ( حسن السيرة والسلوك ) مع قوات الاحتلال الذي ربطت مصيرها بذيله المقدس . وكل هذا لم يشفع لفقراء ( شعب ) وزير الصحّة الكردية ( زريان ــ !! ــ عثمان ) مناعة ضد مفخخات الكوليرا !! وصار الوضع اكثر من ( مزر ) حسب وكالة انباء ( رويترز ) التي حذر ( زريان ) من خلالها بحصول كارثة اسهالية قد تمتد الى المراعي الخضراء في ( بغداد ) : ( اذا لم تقدم دول اخرى ــ !؟ ــ ومنظمة الصحة العالمية مساعدات عاجلة ) للمملكة واختصاصي النهب والنصب والاحتيال !! .
ما يحمد ( لزريان ) انه لم يتهم العرب ( الشوفينيين القومجيين ) ولا الاسلاميين ( التكفيريين ) بهذه الجريمة .

والمدهشة الثانية :

من الوزن الثقيل ، ومن بحور وبحيرات وانهار شعر مابعد العولمة ، اذ افاد تقرير صادر عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ، نكاية بزميله الهلال الاسلامي من كل الألوان ، ان عدد ( المفقودين ) في العراق منذ عام ( 1980 ) وحتى هذه الأيام ( الديمقراطية ) يقدر ب ( 375 ) الفا كحد ّ ادنى قابل للزيادة الى : مليون !! فقط !؟ ، حتى كتابة التقرير الذي جاء تحت عنوان : ( واقع مرير ومأساة عالقة ) !! . وبطبيعة الحال ، لم يوصّف التقرير دور دول العالم ( المتحضر ) في رسم هذه المأساة ، ليبكينا على من مضى وعلى من بقي حيّا مرشحا للفقدان منا ، دون ان نلقي باللوم على من انتهكوا انسانيتنا من ( المتحضرين ) الذي داسوا على كل قيمنا بدو بكل بداوة .

وعرّف التقرير بالجانب ( المشرق !! ) لتجارة الحرب العراقية مشيرا الى :
( ان معهد الطب العدلي في " بغداد " ــ وحده !! ولا ادري لماذا تجاهل بقية المعاهد في المحافظات الأخرى !؟ ــ استلم حوالي عشرين الف جثة ) خلال سنة ( ديمقراطية ) واحدة انتهت إحصايئتها في شهر يونيو / حزيران ( 2007 ) ، وتم ّ ــ بحمد الله ، وتحت نظر ( هدية الله ) لحمقانا ــ التعرف على ( 50 % ) من هذه الجثث ، وسافر النصف ( المجهول ) الى مقابر ( النجف ) و (كربلاء ) ، كشهادات دولية على ( مظلومية ) ميليشيات ( ابي لؤلؤة ) الفارسي وفيالق الثورة ( الاسلامية ؟! ) التي غزت العراق من تحت ظلال دبابات عميد الأغبياء في العالم .

وعلى هوامش مدهشاتنا :

وصل ( نفاد الصبر ) برب ّ العمل و (والي النعمة الديمقراطية ) انه طيّر لمستخدميه من تجار الحروب المحلّيين انذارا وتهديدا عابرا للقارات ( بدفع ثمن ) غال كما يبدو ، اذا لم يصفّوا خلافاتهم حول حصصهم من الإرث العراقي وقبل ( فوات الأوان ) الأمريكي . وكان قد سبق الانذار توصيف صريح فصيح لهذا ( الثمن ) من المعلّمة الحاجة ( كوندي ) يشير بكل بساطة الى : ( التعليق على اعمدة الكهرباء في شوارع بغداد ) التي ورثت ( حق ) تقرير مصيرها ومصير مستخدميها بحجّة ربّانية جمعت حولها كل هذه الغيمة من المعممّين ، وبدون عمّات ، من ( الاسلام المعدّل ) وراثيا وفق مقاسات مختبرات الديمقراطية الأمريكية ، مع غيمة اخرى من علمانيي آخر زمان ممّن اباحوا الزنى بوحدة العراق ارضا وشعبا على فراشات ( حصص ) لرفاق السلاح من تجار الحروب الذين امتهنوا وظيفة خيول حرب لجنود الاحتلال .

وعلى هامش ( مأساة ) من فقد ومن بقي حيا من عرب العراق ايضا :

نشرت مجلة ( فوريين بوليسي ) الأمريكية نتائج استطلاع اجرته مع ( 100 ) من خبراء ( الأمن القومي الأمريكي ) ، ممن سبق وان عملوا في مختلف الاختصاصات الهامة ، وفي عهود رؤساء مختلفين ، اجمع ( 92 ) منهم على ان غزو العراق اللاشرعي واللااخلاقي : ( يؤثر سلبيا على الأمن القومي الأمريكي ) ، ومن ثم يؤثر سلبيا على الشعب الأمريكي نفسه الذي دفع ، ومازال يدفع ، ثمن الطيش في تجارة الحروب الأمريكية من الضرائب المجبية من لقمة عيشه .

المدهشة الثالثة وليست الأخيرة :

من عيار الغباء الثقيل العابر للقارات ، وهي ان ما يشاع ويظهر قليله ان ( عميد الحمقى في العالم ) و (هدية السماء ) المظلمة لفرق الموت الطائفية العنصرية في العراق سيستبدل وجها من تجار الحروب بوجه تاجر حرب آخر من ذات الشلّة التي غزت العراق ، لتحمي ( المهدي الأمريكي المنتظر ) الجديد وهو يدير مفاتيح آبار النفط العراقية لذات الدبابات التي جاء من غبار سرفها وغبار احذية جنودها !! .

ويبدو ان ( آية الغباء ) الأمريكي لاتعرف ان لعبة تبديل الوجوه باتت اقدم من : ( هاي !! ) والسلام عليكم .

jarraseef@yahoo.com

جاسم الرصيف
ـــــــــــــــــــــــــــ
حتّى حب ّ بغداد راح يغضبهم !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تأخذ الحماقة اصحابها في كثير من الأحيان الى ضفاف الحقد والجنون والغضب الأعمى !! .

مامن مواطن حقيقي على وجه هذه الأرض لايحب البلاد التي ولد فيها ، الإ ّ غلاة المستعمرين وعملائهم يتجاهلون ، عن عمد او غباء ، هذه الحقيقة فيتوهّمون ان الجميع سينحني إجلالا واحتراما لهم ، ويتعامل معهم ( كهدايا من الله !؟ ) ، كما اعلن ( الرئيس ) بلا شعب ( جلال الطالباني ) واتباع اول وزيرة خارجية مدرّعة مخوّذة في التأريخ : ( كوندي ) نبيّة المتذللّين في شرقنا الأوسط ، الكبير ثم الصغير ثم ( بالمشمش !! ) كما يقول اخواننا في مصر .

( تذمّر شديد !؟ ) اصاب موظفي السفارة الأمريكية في ( القاهرة ) ، ممّن يجيدون اللغة العربية وقيل ان من بينهم السفير متنكرا ، بعد ان حضروا حفلا للمطرب العراقي المبدع ( كاظم الساهر ) الذي قدّم لجمهوره أغان رثى معظمها العراق المحتل ّ في وضعه ( الديمقراطي الجديد ) ، وكانت بيضة القبّان وكاسرة ظهر الرضا في غضب الدبلوماسيين الأمريكان التي جعلتهم يغادرون القاعة احتجاجا ( !!؟؟ ) ضد ّ ( كاظم الساهر ) كلمات اغنية تقول :

( ليس لنا سواك يا الله
( فارحمنا من الذين دمّروا بلادنا !!
( يكرهون الحب ّ !!
( يكرهو الحياة !!
( يكرهون الزرع !!
( يكرهون السلام !!
( تعالي اقبّل وجهك !!
( تعالي اشرب دمعك !!
( بغداد !! بغداد !! بغداد !! ) .

ولأن العراقي ، العربي بوجه خاص ، مشتبه به ومشروع ( ارهابي ) و مفخخة (شوفينية ) على قدر الله في خلقه عربيا ، وفق الفهم الأمريكي لموظفي المحافظين القدامى والجدد في ادارة عميد تجار الحروب في العالم ، ممن لم يشعروا بخجل قط من تصدير ( فوضاهم الدموية الخلاّقة ) لخلق حاضنة للشرق الأوسخ الجديد الذي شاءوه لنا ، فقد حضر دبلوماسيّو السفارة متنكرين لرصد ما يجري مباشرة في ذلك الحفل الذي غصّت به القاعة حتى توكّا الفائض من المحبّين لعروبة العراق على اكتاف الأرصفة المجاورة ليسمعوا شيئا عن جراح ( بغداد ) مغنّاة على صوت العراق الشجي الحزين :
( بغداد ) !! .

من ( حق !؟ ) المحتل ّ الأمريكي ان يغضب من آلامنا وآهاتنا ، وهو يمزق كل شئ في العراق في عربدة سكارى ماعادوا يفرقون بين طفل وشجرة ودار وامرأة ومقاوم وطني فحصدوا الجميع ( لتحرير؟! ) العراق من اهله العرب !! . ومن ( حق !؟ ) المحتل ان يضعنا على كل قوائمه ( الأمامية والخلفية ) كارهابيين و شوفينين مشتبه بهم مادمنا نحب( بغداد ) ونرثاها معتقلة في قفص الاحتلال !! . ومن ( حقه ) ان يرانا من قمّة تعاليه العنصري على البشر صغارا ، بلا قيمة ، يمكن سحقنا في اية لحظة !! . لذا صار من حقنا الا ّ نراه اطلاقا وهو يحلّق في غيوم كبرياء اثبتت وقائع الأرض العراقية انها : خلّبيات مرضى واحلام سكارى .

واحد منا ، كطرفي معادلة : غاز وشعب يريد التحرّر ممّن غزاه ، يمثل دور القرود الثلاثة في حكاية الجهل والتجاهل عن غباء : ( لايسمع ) و ( لايرى ) و ( لايتكلّم ) عمّا يجري من دمار ( ببغداد الرشيد ) ، حاضرة هذا العالم قبل الف عام ، ومهد الحضارة الانسانية بلا منازع ، التي علّمت كتّاب التقارير : غزاة وعملاء ابجدية الكتابة وترقيم عدد غير المرغوب بهم في حضارة تجّار الحروب . والآخر ، الشعب العراقي ، كفلت له كل شرائع الأرض والسماء حق مقاومة من غزا بلده دون مسوّغ شرعي ولا مبرر اخلاقي ، ولو بالأغاني والمفردات التي لايمكن لأعتى قوى العالم ان تأسرها او تصادرها .

على لوحة ( شرف ) عراقية سجّل الغاضبون من كلماتنا ( مجدهم ؟! ) الموثق :
قبور مليون شهيد ، وخيام اربعة ملايين مهجّر عربي من اجل بضعة آبار نفط ، تناهبت الفائض منها عصابات ( شعيط ) و(معيط ) و( شدّاد ذيله بالخيط ) التي آزرت ، وما زالت تؤازر ، الاحتلال فيما تستجدي وتستنهض الضمائر الميّتة الأمم ( المتحدة على اهانتنا ) في قدر الله عربا ومسلمين بضعة ملايين من الدولارات ممّن يريد التصدّق على المهجّرين والمهاجرين من ضحايا ( فوضاهم الخلاقة ) !! . وعلى ذات اللوحة وبنكهة العراق وحدها ينحت الرافضون للاحتلال وعملائه مجدهم حتى بالكلمات .

ما كنا نعرف ، قبل( فوضى كوندي الخلاّقة ) ، ان بيننا ( روافض ) و ( نواصب ) !! وكان الكردي يستطيع السفر والاقامة من ابعد قرى الشمال الى ابعد قرى جنوب العراق دون ان يفكر العربي هناك بأن هذا يمكن ان يكون عميلا ( لهدية الله ) لحمقاه من تجار الحروب المحليين ، وكان العربي يرتاد ابعد قرى الأكراد دون ان تمس قلبه نبضة تردد من احتمال ان يعامله اكراد ( كوندي ) على انه مشروع ( ارهابي ) ومفخخة ( شوفينية ) ، حتى حلّت كوارث ( الديمقراطية النموذج ) على اجنحة قوات ( التحرير ) الزائف غير مرحب بها .

( دمروا بلادنا ) !! .
نعم . على دلالة حماية وزارة النفط دون غيرها ، وحل ّ الجيش الوطني ، وتسليم الوزارات لفرق الموت الطائفية ، والسرقة المنظمة لكل آثار الحضارة العراقية . وعلى دلالة العن امراض المجتمعات التي زرقوا بها عملائهم لترويج ( ايدز المحاصصة الطائفية العنصرية ) ، ودلالة النفط المنهوب من تحت الاجنحة المتطورة وغير المتطورة لقوات ( التحرير ) الأعمى .

( يكرهون الحب ّ ) !! .
نعم . إذ كنا اخوة في السرّاء والضرّاء وما فكر احد منا بإخوّة عصابات فرق الموت التي صدّروها لنا مع فوضاهم الخلاقة .

( يكرهون الحياة ) !! .
نعم . وعلى دلالة انهم يفترضون الحياة الكريمة ( حقا ؟! ) لهم وحدهم دون شعوب الأرض ، وذات قيمة ( حضارية ) لمن امتلكوا ( حق ّ القوة ) وحده ، لاتضاهيها في القيمة حياة شعب كامل منا مقابل فرد واحد منهم . ومعنى ومبنى قيمة الفرد المقتول عمدا في عالمهم ( المتحضر ) وقيمة الفرد في عراق اليوم من عالم ( التحرير ) الرابع الذي انزلوا بلادنا اليه قسرا .

( يكرهون السلام ) !! .
نعم . وعلى دلالات بقايا اعتدتهم الحربية المشبعة باليورانيوم المنضب التي دمروا فيها البلد لبضعة بلايين سنين قادمة ، ودلالة تأريخية اخرى ، ظني كبير انهم يجهلونها ، وهي ان ( بغداد ) ما استسلمت قط لغاز مهما كانت قوته ، ومهما طالت مدة مكوثة ضيفا غير مرغوب به فيها .

نعم !! .
غنوا ( لبغداد ) الأسيرة ودمعها حبيس خلف قضبان الاحتلال وعملائه !! .
غنوا لدموعنا عن سنين تضيع تحت سرف الدبابات وازيز الطائرات التي تمحو كل مانحب !! .
غنوا كل مفردات التحرير !! .
ففي قلب كل مسلم وعربي شريف ثمة نبضة حرّة اسمها :
( بغداد ) !! .

jarraseef@yahoo.com


جاسم الرصيف
ــــــــــــــــــــــــ
ساعة " الشيخ بلا ريشة "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وانا اتأمّل مندهشا مستغربا منبهرا بصورة ( رائعة ) من صور العملية ( البطولية !؟ ) ــ حسب احمق من المعجبين به عبر " السي ان ان " ــ التي أنجزها عميد تجار الحروب في العالم ، إذ حط ّ بطائرته الخاصة في مطار معسكر لجنوده يبعد عشرات الكيومترات عن المناطق الآهلة بسكان محافظة الرمادي ، دون انذار مسبق لمريديه في حكومة الاحتلال ، واتمعّن بصورة ( رائعة ) اخرى له مزهوا بمقابلة تويجر حرب كل مجده ( الوطني ) انه : ( عربي سنّي ) مدجج ببعض اعوانه الذين ينفذون حكم الاعدام الفوري ( باعدائهم ) واعداء الاحتلال في آن ، تذكرت اغنية كنا نتعاطاها في زمن الطفولة :

( يا قشمر !! ياعيوني !! لابس قاط زيتوني !! )
( لابس ساعة لمّاعة !! تسوا كل الجماعة !! ) ...
ومعناها بالفصيح :
يا احمق ياعيني ّ لابس بذلة زيتوني ( اللون )
لابس ساعة لمّاعة ثمنها يعادل كل الجماعة .

وفي نفس الوقت ضربت وعيي بحدّة نكتة من الوزن الخفيف عن احمق كثرت ذنوبه سمع خطيب الجامع يحذّر الناس من ( قيام الساعة ) ويشرح ما يجري يومها ، فبادر هذا لبيع ساعته بأبخس الأثمان فورا رعبا من ( الساعة ) التي يقابل فيها وجه ربّه .

+ + +

ردّدت وسائل الاعلام ، اسم ( الشيخ ابو ريشة ) اكثر من ترديدها لأخبار مدينة ( والت ديزني ) ، وصار الرجل مثلا يحتذى وينتعل من العرب السنة الذي خلق بالصدفة منهم ، بعد قبوله بوظيفة مسمار حذاء لأقرب ضباط الاحتلال في محافظة الرمادي ، وبعد ان تكررت غارات رجاله المدعومين بقوات الاحتلال على رجال المقاومة من اهل المحافظة وتنفيذ حكم الاعدام الفوري بكل من يقبضون عليه منهم ، وبتهمة انهم من : تنظيم ( القاعدة ) !! .

ولأن المفردات طلّقت معانيها منذ اليوم للاحتلال فقد صارت مفردة ( القاعدة ) اقرب الطرق لتنفيذ هذا النوع من الاعدامات الفورية بلا شاهد ولا مدّع ولاقاض غير فرق الموت . واصبحت التهمة المفضلة والأكثر رواجا للاحتلال وحكومته وتجار الحروب المحليين ، لتسويق وشرعنة الابادة الجماعية للعرب السنة وذبحهم بخنجر مثلوم ، حتى ان المرء ليخيّل له ومن خلال هذه الأكاذيب الاعلامية اليومية ان الغالبية العظمى من العرب السنة صاروا : اعضاء في هذا التنظيم !! .

سئل واحد من اتباع ( الشيخ ابي لؤلؤة العربي السني ) من محافظة الأنبار من قبل قناة ( الجزيرة ) قبل اسابيع عن السبب الذي يجعلهم ينفذون احكام الاعدام الفورية بالناس ، فتعاطى ( كلمة حق يراد بها باطل ) يمارسه : لاتوجود محاكم ولا حكومة في المحافظة ، ولا علاقة لنا بالقوات الامريكية المعنية بأمن المحافظة لنستدعيها ، وليس لدينا سجون !! ولهذا نقتلهم دفاعا عن النفس !! . وصدق الرجل في معظم ماقال الا ّ علاقتهم بقوات الاحتلال ، ودفاعهم عن النفس التي اعلنت خيانتها لوطنها ولأهلها ، وقد كذب نقدا وامام ملايين من البشر دون خجل ولا حياء عرف عن الرجال الحقيقيين من العرب السنة .

وفي العودة الى ( بطولة ) عميد تجار الحروب في العالم ووالي نعمتهم في العراق فقد وافق الأوّل في الغباء على مقابلة ( الشيخ ابو ريشة ) ، وهذا كان يرتدي العقال والكوفية البيضاء رمزا لأصله ، وله شاربين ولحية سوداء مشذّبة ــ تذكر المرء بمرساة سفينة صدئة ــ مؤطرة بعباءة عربية مذهّبة الصدر ، وساعته تتلامع وتتلاصف في رسغه وهو يصافح عمّه ووالي نعمته عميد تجار الحروب في العالم مستظلا العلم الأمريكي ، سعيدا بغارته ( المعجزة ) على خمسين خروفا ذبحها اكراما وتبركا بضيفه : ( هدية الله ) لمرضاه من تجار الحروب العراقيين .

هذه كانت ( اروع ) صورة تعرفت من خلالها على نمط جديد من المشعوذين باسم العرب السنة في العراق ، الذي قبّله رفيقه في السلاح الطائفي الشهير( المالكي ) قبل اشهر وهو يؤدّي ( بطولة ) زيارة محافظة الأنبار من تحت ظلال قوات الاحتلال التي لولاها لما تجرّا قط على المرور من ابعد حدودها الصحراوية ، ولأن نجمه سطع وحظّه لمع كأوّل رجل يحمل السلاح علنا ضد اهله فقد لبّى وعلى غير مألوفه عميد تجار الحروب في العالم دعوة ( الشيخ ابو ريشة ) لتناول الطعام في مضيفه العامر بخيانة الوطن والأهل .

والأخير ، طال عمره وقل ّ قدره ، صار نجما ( محسودا !؟ ) من رفاق سلاح ادّوا للاحتلال خدمات اكبر ممّا قدم هذا ، ولكنه اجترح المعجزات في الخيانة فحق له ( المجد ) في الصور والتصوير الى جانب اغبى رئيس بلد في العالم ، دون مراجعة متعبة ولابحث طويل في بطون الكتب ، ولاشك عندي انه طيّر للمصورين حلمه في الاكثار من الصور ليتباهى بها في مضيفه العامر بالخونة ، وليبتز العراقيين العزّل من السلاح لاحقا بجوازات مرور يعبر بها سيطرات وجدران العزل التي اقامتها قوات الاحتلال في محافظة الأنبار .

ولأنه ( الفلتة ) من بين العرب السنة ، لم يكتف عميد تجار الحروب في العالم بتشريفه بقبول دعوته ، بل وجامله ولاطفه ، وربما ربّت على مرساة حنكه السوداء مداعبا ، واخبره ان : ساعته جميلة !! .
وعلى غير عادة العرب الأصائل لم يتنازل ( الشيخ ابو ريشة ) ويهدي ساعته لولي نعمته لجملة من الأسباب حيّرت خبراء السياسة والاقتصاد الدوليين والمحليين ، وهي بايجاز :

ان ( الساعة ) ويومها بيد الله وليس بيد ( الشيخ بلا ريشة ) .
انها صارت من اثمن ساعات محافظة الأنبار بعد اعجاب سيد الأغبياء بها علنا .
انها قرّبته من يوم القيامة يوم لاينفع مال ــ ولاريش ــ ولا بنون .

+ + +

فوجئت بطفل يتمنى الحصول على الف صورة من صور ( ابو ريشة ) وعمّه والي نعمة تجار الحروب ، فلما سألته : ولماذا الف صورة ؟!
اجاب : احتاج كعبين جديدين لحذائي !! .

jarraseef@yahoo.com

جاسم الرصيف
ـــــــــــــــــــــــــ
( علاّويهم ) وعلاّوينا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( علاّوي يجرح ويداوي ) !! .

مثل نتدواله عمّن يلحق الأذى عامدا متعمدا بآخر ، ثم يهوّن عليه الضرر باسترضائه كاذبا متحايلا ،فإن رضي عن حماقة وهانت عليه مصيبته صار : ( خفر نصبة ) ــ مثابة للنصابين والمحتالين ــ مفعولا به من كل نصّاب ومحتال ، وإن رفض عن وعي وكرامة يقع ، كما وقع العراقيون اليوم ، في دائرة حرب ( علاّوي يجرح ويداوي ) الذي اعد ّ له بكل تأكيد ضررا آخر ، اشد ّ وادهى ، وهذا فعلته تماما كل حكومات الاحتلال واولها : حكومة ( اياد علاّوي ) ، مذ حصلت على ( إرث ) احتلال العراق بقبعة عراقية متعددة الجنسيات .

ولأن ( اياد علاّوي ) يظهر الآن ، من خلال شركات تسويق السياسيين من ذوي البضاعة البائرة ، على علن : ( المهدي الأمريكي المنتظر ) في العراق المحتل ّ ، مع ان ( عهده الديمقراطي ؟! ) ، من صلعة الفساد المالي والاداري المستديمة الى فردتي حذاء احداهما امريكية والثانية بريطانية ، كان من اسوأ العهود بلا منازع على دلالة الامتياز في مجازر ( الفلوجة ) ، حيث رخّص ( علاوي ) لأولياء نعمته بضربها بكل انواع الأسلحة المحرمة وغير المحرمة للقضاء على سكانها الرافضين للاحتلال ، ورخّص قيمة الفرد العراقي حتى صارت تقتل بالمجان ، ولكنه مصر ّ على تعاطي جريمة الحكم الاحتلالي ( ثانية !؟ ) .

ولعله لم يكتف بما اجازه من جرائم على طول وعرض المحافظات العربية الرافضة للاحتلال ، كما لم يكتف بتزييت وتزيين طريق انزلاق العراق الى ( العالم الرابع ) والأخير من سلالم تقدم الدول في عهده ( الميمون ) ، وتتويج البلد ( ملكا ) مصونا غير مسؤول للبلدان الفاسدة ماليا وادرايا ، بعد ان بصم ( علاّوي ) ضاحكا مبتسما على قانون المحاصصة الطائفية والعرقية الدموية الرثة امام نبي ّ حرامية بغداد ( بريمر ) ، وساهم مع رفاقه من تجار الحروب في نشر سرطان فرق الموت ، ولكنه مازال يحلم بالعودة لتمثيل مسلسل جديد من جرائم الحرب ضد الانسانية قد يحمل اسم : ( عودة علاّوي نبيّا ) او ( علاّوي ... ) !! .

ولن اطيل في سرد ( منجزات !؟ ) واحد من بضاعات الشركات الأمريكية المتخصصّة في تسويق وتهذيب صور اللصوص الدوليين وتجار الحروب الّلامعين ممّن بارت قيمتهم في اسواقهم الوطنية ، وهي اكبر واثقل من الهم ّ على قلب العراقي ، لذا ساضع اطارا موجزا لأرضية سوق ( علاّوي ) متعددة الجنسيات ، واعتذر للقراء عن رثاثة هذا الاطار لأنه مستل ّ من رثاثة رؤى صاحبه قياسا لرؤى عراق الشرفاء :

( * ) كان السيّد ( علاّوي ) من اول المطبلين والمزمرين والباصمين على استيراد فرق الموت وعقود المتعة الايرانية التي اقتبعت اسم العراق على تقية ( الحكيم ) و ( الجعفري ) التي شوّهت العرب الشيعة بين اخوانهم العرب اولا ، وبين المسلمين عامة ، ممّن فاجأتهم ولأول مرّة من العراق مفردات : ( نواصب ) و ( روافض ) و ( شرق اوسط كبير ) ، جاءت من تحت طاولات تجار الحروب الذين دخلوا ( بغداد ) ادلاّء اذلاّء ( تمسكنوا ) لدبابات الاحتلال ( حتى تمكنوا ) من مفاصل الحكم ،، عن غباء ، وربّما نفاق احمق ، من ( علاوي ) ورفاقه في السلاح ، ثم انقلبوا على ( العلماني البعثي الأمريكي البريطاني ) الوارث الأول لحكومة الاحتلال وطردوه : ( عينك !! عينك !! ) ، كما نقول في العراق ، ونقدا وعدا بانتخابات هو اول العارفين بانها ستزور لصالح ايران ، وزوّرت رغما عنه ، ورغم كل احتجاجاته واحتجاجات ( العرب السنة ) ممّن سمحوا لكلاب الأمريكان البوليسية بتشمّم ( ظهورهم ) وبطونهم ( الكريمة ) وهم يدخلون ويخرجون فرحين من والى المراعي الخضراء المحاصرة بشرفاء العراقيين . وجاء هذا الجرح بلا دواء ، عصيّا على الشفاء .

( * ) في مقر ( تقاعده !! ) خارج العراق جرد ( علاّوي ) حسابات الربح والخسارة ، بعد طرده من ( جنّة ) المراعي الخضراء ، فوجد نفسه اول المفلسين سياسيا من حفل ( مولد الديمقراطية الجديدة ) مع ان ( الحمّص ) ملأ جيوبه وجيوب شلّته من معممّين و( افندية ) وشحّاذين تحولوا بين ليلة ( ديمقراطية ) وضحاها النفطي الى مليونيرية وربما بليونيرية ، لأن الاحتلال منحهم القاب مستشارين لنبي الحرامية ( بريمر ) مازالت سارية المفعول ، ووجد ( علاّوي ) ان خسارته السياسية مركّبة ، كاسرة للبطن والبطين والصلعة اللّجين ، إذ انقلب عليه رفاقه الأيرانيين الذين مهّد لهم الطريق نحو المراعي الخضراء ، ولم يربح غير تجار حروب محليين صغارا لااثر ولا تأثير لهم على عرب العراق ( شيعة وسنّة ) ، فضلا عن خسارته لأكثرية الشعب العراقي التي لم توال الاحتلال منذ يومه الأول ، ومازالت تحتقر كل من دخل مع دباباته ممّن يدّعون انهم : مازالوا ( عراقيين ) رغم تعدد جنسياتهم . وهذا جرح غباء لايداوى !! .

( * ) ( علاّوي يجرح ويداوي ) يسوّق نفسه ، على جناح شركات تسويق ودعاية مدفوعة الأجر لتلميع صورته من غبار جرائم الحرب ضد الانسانية التي ارتكبت في عهدة بحق العراقيين ومنها قصف ( الفلوجة ) بالاسلحة المحرمة دوليا ، وبعلمه ومشاركته فاعلا ومفعولا به ، اصالة ونيابة ووكالة ،، ومن غبارات فساد مالي واداري خرافية صنفت بعضها صحف اجنبية على انها : ( اكبر سرقة ) مالية في مستهل هذا القرن ، ومن رذاذها ثراؤه وثراء اعضاء جمعيته الخاصة من تجار الحروب . وهذا جرح آخر لم يكتشف ( علاّوي ) ــ عن تشوّش رؤية اكيد ــ عمقه بعد ، لأنه لم يفطن الى حقيقة كبيرة من حقائق هذا القرن : وهي ان شعوب الشرق الأوسط ( الكبير ، والصغير ، وما بينهما ) لن تحترم قط اي قادم اليها متعدّد الجنسيات من مواخير شركات تسويق من بارت بضاعته من السياسيين بالمعنى وتجار الحروب الأجنبية بالمبنى !! .

( * ) و( علاّوي ) يسوّق نفسه بالتحالف مع بطّة عرجاء عمياء من تجار حروب ( كوندي ) الأكراد ، الذين يرون في احتلال العراق ( تحريرا !؟ ) وفي عميد الأغبياء وتجار الحروب ( هدية من الله !! ) لحمقاه ، لعلّه اذا عاد ( مهديا امريكيا منتظرا ) في المراعي الخضراء يمنحهم حق الاستقلال في دولة من جنوب ( بغداد ) حتى جنوب ( ارمينيا ) شمالا على ( صفر ) موثق محقّق عبر دول الجوار الحسن وغير الحسن ، حسب الطلب الأمريكي . وهذا جرح آخر لم يسبر غوره ( مهدي امريكا ) بعد : لأن كل عرب العراق ، ومعهم التركمان ، وشرفاء الأكراد من خارج جيب ( كوندي ) يرفضون ( فدرلة ) البلد لصالح مقاولين متعاقدين مع شركات الاستعمار الديمقراطي الجديد !!

( * ) و( علاّوي ) استهدف من مقر اقامته مدفوعة الأجور من الأموال العراقية المسروقة بضعة انفار من العرب السنّة ، ممّن ادمنوا شم ّ الكلاب البوليسية الأمريكية ( لظهورهم ) وبطونهم التي لم تمتلئ بعد ، وسوّغ لهم ( الحج ّ )ّ الى كعبة تجار الحروب : ( واشنطن ) ، تمهيدا لمبايعته ( مهديا امريكيا منتظرا ) من هناك يعيد العراق المتمرد الثائر الى حاضرة بار ( العم ّ سام ) الزاخر بالعطايا والهدايا والحور الشقر العين ، ولو على آخر ايام عمر المسنّين منهم ، ولا بأس ولاضير من السفر على ( 180 ) درجة من مضمار مفردة ( الوطنية ) ، وساحة مفردة ( الاستقلال ) الصحيح . ( ويا روح بالنهيبة ما بعدك روح ) !! . وهذا جرح لم ينزف بعد ، ولكنه سينزف بكل تأكيد : رفضا ( لعلاّوي ) ومن والاه ومن تعاطى معه خمرة تعدد الجنسيات والولاءات وتعليب المواطنة المسمومة على انها منتج ( عراقي ) جاء ( سهوا !؟ ) عبر قنوات الاتصال بمخابرات الدول التي لاتريد للعراق ان يكون مستقرا ولامستقلا ، ولاتريد له ان يستعيد هويته العراقية العربية المصادرة رغما عنه بحق القوة لابقوة الحق ، ولكن ..

هذا علاّويهم !! .

وسيظهر من بين شرفاء العراق ( علاّوينا ) المنصور بالله ليعلّينا بعز ّ الحرية ، حاملا راية عرب العراق : ( شيعة وسنة ) ، ومؤاخاة كل العراقيين ، من كل القوميات والأديان ، بقوة الحق في تحرير العراق والعراقيين من الاحتلال وادرانه المرضية المعدية .

jarraseef@yahoo.com

جاسم الرصيف
ـــــــــــــــــــــــ
الجنرال الأمريكي ( يخون ) امّته ؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست اعجوبة ان يدفع الجشع ، او الخبل ، وحتى مرض جنون العظمة فردا ، او مجموعة من افراد ، للإنتحار او قتل بضعة آلاف ، وحتى ملايين ، من البشر . يحتفظ التأريخ بسجل طويل لمثل هذه الأنماط الشاذة دخلت قواميس الغرابة الانسانية من بشر خلقوا بين البشر ثم انقلبوا ضد ّ البشرية على توحّش عجيب وغباء اعجب .

بكامل هنداميهما ، الدبلوماسي والعسكري ، واجه ( كروكر ) ،المفوض السامي لعميد الأغبياء في العالم في العراق ، و( بتريوس ) ، القائد العسكري لقوات الاحتلال ، الذي فكك الأمريكان إسمه الى : ( بتراي أس ) !! ومعناها : من يخوننا !! اعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين لطرح ( خلاصة ) ما توصلا اليه كمسؤولين ميدانيين للإ حتلال الفاشل بامتيازين امريكي وايراني .

وبكامل وعييهما طرحا ( رؤيتيهما ) الكسيحتين عن : حاضر ومستقبل ( المستعمرة ) الأمريكية ( الجديدة ) ، وبلّطا الطريق لقائدهما الغبي الأعلى لإقامة ( طويلة الأمد ) ومزيد من الأكاذيب عن ( تقدّم وتحسّن ) لاطعم ولا لون ولارائحة له في العراق ، يصبغ ويدبغ ، ويسقل ويلمّع في معامل البيت الأبيض فتبدو ( المستعمرة الجديدة ) وجيش الاحتلال في افضل حال ، لاتعوزها غير اوصاف مستعارة عن الجنة .

وفق نظرية القط ( توم ) والفأر ( جيري ) ، في تسالي الأطفال ، سلق وشوى ( الكونغرس ) ومجلس النواب الرجلين لجهة التعرف على : ما اسفرت عنه نظرية ( الفوضى الخلاّقة ) في العراق ، في الأقل ، دون الشرقين الكبير ثم الصغير ، واحتمال ظهور ما بينهما من شرق اوسط في غيب حمقى المحافظين الأمريكان من مرضى جنون العظمة الذي يفرغ من معناه ومبناه كلما مسته ايادي وعقول وقلوب شرفاء العراقيين .

( بيضة القباّن ) وكاسرة ظهر الأكاذيب الأمريكية : العراق ، الذي ذبح وقطّع وسلق وشوي في مطابخ المحافظين الأمريكان ، لم تسفر عن ( وجبة مستساغة ) على موائد تجار الحروب من قراصنة القرن الحادي والعشرين ( المتحضّرين ) ، من الخوذة والدرع الواقي من حسد الشعوب ( غير المتحضرة ) حتى الأحذية الملطخة بدماء الأبرياء هناك ، وعلى دلالة ان الجنرال ( الذي يخون شعبه الأمريكي ) والدبلوماسي الذي يجيد تلطيف وتسويق الأكاذيب لم يكن بوسعهما غير الاعتراف الصريح الفصيح بأن : ( الوضع صعب !! ) .

بعد اكثر من اربع سنوات ونصف من الإقامة غير السعيدة في العراق ( النموذج ؟! ) ، الذي قسّموه مكافآت شخصية لتجار الحروب المحليين الموالين لهم ، وتقطيع اوصال حتى الأحياء في ( بغداد ) بحواجز ومحاجر الفصل العنصري وسدود العرقية الفجّة ، وسقوط مليون شهيد وتهجير اربعة ملايين من عرب العراق ، تبين ان ( بيضة القباّن ) في ( ديمقراطية ) اميركا ، المصدّرة خصيصا للشرق الأوسط ، بمواصفات لاعلاقة لها بأي ّ نوع من الديمقراطيات ، قد تلقحّت سرّا وعن غفلة اكيدة بفرخ معدّل وراثيا مات ، وتعفّن ، قبل ان يرى نور ( هدية الله ) لمرضاه من خونة بلادهم !! .

كلاهما جاهدا وقاتلا ، الجنرال والسفير، قتال ( الأبطال ) امام المجلسين للتهوين والتقليل من اهمية ما اعترفا به من : ( صعوبة الوضع !! ) ، ومن اهمية ( الخسائر البشرية ) التي تقترب حثيثا من اربعة آلاف جندي فضلا عن عشرات الألوف من الجرحى ــ وفق مايعلن على ذمّة الجيش الأمريكي وحده ــ وعلى امل ( تحسن الأوضاع ) في ( اجل مفتوح ) و( بلا ضمانات ) ، من اي طرف فاعل ومفعول به ، في المستعمرة عصية المنال .

لم تسفر استراتيجية عميد الحمقى القديمة والجديدة عن غير السيطرة على اقل من ثلث مساحة العاصمة ( بغداد ) ، وبمعونة جدران الفصل العنصري والجواسيس والاسلاميين المعدلين وراثيا في المعامل الأمريكية ، وعن بضعة معسكرات نقطوية في بقية المحافظات تحميها الطائرات والستلايتات وكل ما تيسّر من وسائل الرقابة والحماية والبطش ، وهذا ماتحاشى ذكره الرجلان اللذين انضما بكامل وعيهما الى قائمة الكذابين على شعبهم وشعوب العالم في آن .

وهذا مانجح الكذابان الجديدان في تمريره على مجلسي الشيوخ والنواب الأمرييكيين ، خاصة ممّن مازالوا يجهلون تركيبة سكان العراق ويصدّقون ان العرب السنة ( الارهابيين الشوفينيين ؟! ) يسكنون محافظتي ( الأنبار وصلاح الدين ) فقط ، وبعد اكثر من اربع سنوات ونصف من تعاطي كؤوس الجهل والغباء في المراعي الخضراء التي لايستطيع سكانها المرور حتى في شوارع الثلث ( المحرّر ) من ( بغداد ) !! ولم يكلف اعضاء المجلسين ، ديمقراطيين وجمهوريين ، انفسهم بطرح اسئلة عن : حال العراقيين الذين مسّتهم ( بركات ) الغزو ، غير الشرعي وغير الأخلاقي ، قدرما اهتموا ( بأولادهم وبناتهم ) المتورطين في وحل العراق .

لم يبد احد من المتنافسين على مقعد رئيس أمريكا الجديد اهتماما بآثار الغزو على العراقيين ، لأن إنسانيتهم وديمقراطيتهم في العيش وحق الحوار تقتصر على الأمريكان وحدهم دون شعوب الأرض وعلى دلالة المقارنة بين قيمة الفرد الأمريكي وقيمة الفرد العراقي !! . لم يبد احد منهم اسفا عن ضحايا الغزو من الأبرياء بين قتيل ومنتهك عرضه ومسلوبة ارضه ، قدرما كانوا يفكرون بوسائل ( النجاة ) بمن تبقى لهم من جنود هناك !! . ولأن الكذابين الجديدين يعرفان هذه الحقيقة فقد اغفلا وتغافلا عن اي حديث عن حدود المأساة العراقية الحالية وبحجمها المعروف .

واعقب ذلك قيام عميد تجار الحروب في العالم ( بالموافقة ؟! ) على اجراء ( تخفيض ) في عديد قواته ، وبالتقسيط المشروط ( بتحسّن القدرة القتالية ) لجراء تجار الحروب المحليين ، التي تعد ّ لإعادة احتلال العراق بوجوه عراقية متعددة الجنسيات والولاءات ، وهذا كل ماتعنيه جملة ( تحسّن الظروف ) على الموائد الأمريكية ، في حال وصلت قوات الاحتلال الأصلية الى ادنى مستوياتها بالتقسيط المريح او غير المريح ، ولحماية اغلى واثمن سفارة امريكية في العالم محاصرة بالعراقيين الرافضين للاحتلال وجرائه المحليين .

تسفير الوضع الصعب ومفخخاته القاتلة الى : منضدة الرئيس الجديد في العام المقبل ليس غير جهاد مراوغين وكذابين يعرفون حجم الكارثة التي اصابت اميركا من جراء غزوها الأحمق للعراق ، ولكنهم يتكتمون على ابعادها الكاملة امام شعبهم ، لتلطيخ ياقة الرئيس القادم بلطخة : اعلان الهزيمة التي لم ينفع في تأجيلها لا ( ابوريشة ) الذي انهلست ريشاته ، ولا تجار حروب آخرين مقيمين في المراعي الخضراء بلا ريش .

jarrseef@yahoo.com

جاسم الرصيف
ــــــــــــــــــــــــ
مخابيل حروب الدولتين الأعظم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

احصائيتان لاتخلوان من الطرافة والتفرد عن خسائر الجيش الأمريكي في حروبه المعاصرة : في العراق وافغانستان ، بشكل خاص ، نشرتا خلال الأسابيع الماضية . الأولى : طبّية بحتة ، تشير الى ان ( آلاف الجنود العائدين من الخدمة في العراق يعانون من اصابات شديدة التعقيد في الرأس والدماغ من جراء التفجيرات والعمليات العسكرية ) ويرى الباحثون ان معظم هؤلاء سيعانون من ( عوارض مرضية قد تلازمهم طوال حياتهم ) !! .

ويبدو ان النفط العراقي ، خفيفا كان ام ثقيلا ، لايفيد في هذا المجال الطبي الدقيق ، من حيث ان الأطباء المختصين يشخصون ان هذه : ( الاصابات مختلفة بشكل كبير عمّا اعتادت ان تعالجه الطواقم الطبية للحالات الناجمة عن حوادث السير أو العمل ) وهذا يشكل ( تحديا كبيرا للنظام الصحي الأمريكي غير المؤهّل للتعاطي معها ) ــ الله يساعد النظام الصحّي العراقي في عهده ( الديمقراطي ) !! ويساعد الشعب الأمريكي الذي سيبتلى بمخابيل من نوع جديد !! ــ ومن عوارض هذه الاصابات ، او الخبل ، سيّان : ( الصداع والدوار ومصاعب النوم والإكتئاب والإرتباك وصعوبة التركيز ومشاكل النطق والنظر ) !! .

وهذا يوجز كل اعراض الجنون ، لو تفحصناها ، المعروفة في شرقنا الأوسط المنكوب بحروبه التي تبدو بلا نهاية حتى آخر بئر نفط من ( النعمة ) ، او النقمة ، ( مطلوب حيّا او ميّتا ) في كل برامج حمقى ( الفوضى الخلاّقة ) من الأمريكان ( المهتمّين !؟ ) بنفط الشرق الأوسط فغزوا العراق على سبيل تجربة حظهم النفطي ، ونجحوا في الوصول الى آبار النفط العراقية ولكن بالمقابل كثر عدد مجانينهم الرسميين العائدين من ( جنّة الديمقراطية ) ، فضلا عن مجانينهم الطلقاء في ادارة عميد تجار الحروب في العالم .

الدكتورة ( ساندي شنايدر) ، مديرة معهد التأهيل الدماغي في جامعة ( فاندربلت ) قالت بهذا الصدد : ( انا امارس العمل في هذا القطاع منذ اكثر من عشرين سنة ، ولدي فريق طبّي متخصص وواسع الخبرة ، غير انهم يقولون لي انهم يشاهدون الآن مالم يرونه من قبل ) !! . طبعا !! وهل دخول العراق بصفة غزاة يتمتعون بأدمغة سليمة مثل خروج هذه الأدمغة منه ؟! لا !! بكل تأكيد !! انها الحرب!! وهي ( لعنة العراق ) الشهيرة من جديد تضرب باجنحتها الخفية كل دماغ معاد عن غير حق ّ للعراقيين .

احد المرضى ــ لم يعلن عن اسمه ــ انتحر !! مع انه تلقى برمامجا تأهيليا استعاد في نهايته كامل ذاكرته المضروبة التي تعافت من جديد على ذكرى العراق فقررت ان تمسح نفسها من الوجود على : قرار الإنتحار !! . ( المصاب لن يشعر باصابته إلا ّ بعد مرور فترة طويلة ) ، حسب الدكتورة ( غين ) الأخصائية ، و( علاج الاصابة يبقى اصعب من تشخيصها ، لأن الطب الحديث يقف عاجزا عن علاج اساس المشكلة ، ويكتفي بتقديم عقاقير مضادّة للعوارض المرضية ) !! كما تقول الطبيبة . وترك المجال واسعا للعلاج بالشعوذة من جراء ( السياحة !؟ ) غير الشرعية في العراق .

ومن خلال اقوال الأطباء المختصين ، وتكتم الجيش الأمريكي على عدد الاصابات ، يستشف ان بضعة آلاف ممّن عايشوا العراق المحتل ّ سيعيشون مدى الحياة على العقاقير المسكّنة والمهدّئة لعوارض الجنون المذكور الذي ربحوه عن ( جدارة واستحقاق ) عن بطولتهم في معركة ( تحرير العراق ) من اهله العرب ، ولاشفيع لهم في حاضر طب ّ حديث عاجز عن تقديم علاج شاف ، ولا في مستقبل مازال مجهولا في طي ّ الغيب الأمريكي وقوائم الأرباح والخسائر التي لابد ّ ان تعلن ذات يوم وبالتفصيل الممل ّ الصريح .

ويتطرق التقرير الثاني الى : ( ارتفاع مطّرد ) في معدلات الانتحار بين الجنود الأمريكان ممّن مسّت اقدامهم ارض العراق وافغانستان ، ومع انه يشير الى ان سبب هذا التنامي المضطرد في عدد المنتحرين ويوصّفه : ( تقصيرا في العناية الطبية وفشلا في العناية النفسية ) للجنود العائدين من جبهات الحرب ، حيث انتحر لحد الآن ( 5000 ) آلاف جندي امريكي ، ولكن التقرير يشير ايضا الى ان : ( ثلث العائدين ابلغوا عن معاناتهم من التوتر الاضطرابي المرافق للصدمة ) ، صدمة الحرب التي تشهّتها ادارة عميد تجار الحروب .

وهذا مايحصل للجنود البريطانيين ، بالعدوى كما يبدو ، على قلّتهم قياسا لرفاقهم الأمريكان ــ وكلنا في الهوى سوا !! كما يشير مثل عربي دارج ــ حيث ذكرت مؤسسة ( الرفاهية العسكرية للأمراض العقلية ) في بريطانيا ان اكثر من ( 1300 ) جندي بريطاني ، عادوا خلال سنوات مابين ( 2003 ــ 2005 ) قد مسّتهم ذات المشاكل النفسية والعقلية وحالات الإكتئاب المرضية التي اصابت رفاقهم في السلاح الجنود الأمريكان . ويتّضح ان ( لعنة العراق ) لاتوفر ( عظمة ) لأحد .

انا شخصيا شعرت بالاكتئاب من الاحصائيتين ، وفي ظني اصيب بالكآبة كل من قرأ هذا المقال بعدي ، لأن هؤلاء المخابيل الموثقين رسميا في الدولتين الأعظم لايعلنون مع ارقام الخسائر اليومية لقوات الاحتلال التي ماتزال تنال حصتها اليومية من ( لعنة العراق ) ، مع أنهم خسائر حقيقية ، ملغومة ، ومتفجّرة ، بين ذويهم الامريكان والبريطانيين وغيرهم من متعددي الجنسيات الذين ساهموا في غزو العراق ، الذين ضيعوا السمعة الاخلاقية والشرعية لبلادهم ، وخسروا حياة ابنائهم ، ولم يربحوا العراق بكل تأكيد !! .

ولله في مجانينه غاية .

jarraseef@yahoo.com
















0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]



<< الصفحة الرئيسية