الجزء ( 3 ) من مقالات جاسم الرصيف الساخرة

الجمعة، ٥ ربيع الآخر ١٤٢٩ هـ

القسم 12 : صك ّ مقتدى في مصرف الصبر والسلوان .. وغيره

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــــــ

صك ّ ( مقتدى ) في مصرف ( الصبر والسلوان )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

على طريقة العثمانيين القدامى ، الذين عوّدوا ( مخاتيرنا ) الأميين ان بصمة الإبهام والختم ، أو الدمغة العثمانية ، توأمان لكل أمّي ، أصدر الفتى المحتار ( مقتدى الصدر ) " فرمانه " لأتباعه ، من صف ّ الدراسة والتفرغ للعلم في ( قم ) . وجاء ( الفرمان ) بالحبر الأزرق السماوي ليحلّق بمن تبقى من ( جيش المهدي ) الى درب التبّانة وبنات نعش ، فلا هو ( ثائر ) ضد الاحتلالين الأمريكي والأيراني ، على دلالة شراكته في حكومة الإحتلالين ، ولاهو ( عصابات خارجة على القانون ) كما يوصّف ( نوري المالكي ) ، ولاهو ( عربي ) عراقي بوضوح ، ولم يحصل على جنسية أيرانية أو أمريكية بعد !! .

وفي قراءة لخبير خطوط ( خبيث !؟ ) ، أفاد هذا : أن التجربة التراكمية لمستوى الخط ّ في رسالة ( المحارب مقتدى ) تشير الى أنه لم يتجاوز في أفضل حالاته النجاح ، ( وبالشحّيط ) ، من المدرسة الإبتدائية ، وأنه مصاب ( بشيزوفرينيا ) حادّة تخوّله وحده من دون مخلوقات هذا العصر ( حق ّ ) النطق بإسم ( الله !! ) الذي ختم رسله منذ اكثر من أربعة عشر قرنا ، ( فحق ّ !؟ ) لمقتدى أن ( ينوب ) عن خالقه ، أو يتفرد بنقل وحيه ، كما جاء في مستهل فرمانه قائلا :

( والشكر لكم من الله وليس مني ) !! .

دون أن يخبر أحدا بإسم الوحي ( الإلهي ) الذي نزل عليه في ( قم ) !! .

ومن معالم ( الدون كيشوتية ) في ( فرمان مقتدى ) أنه يرى مالايراه غيره على دلالة : ( صبركم وطاعتكم وتكاتفكم ودفاعكم عن شعبكم وأرضكم وعرضكم ) ، وكم وكم وكم ، لأنه هو من إعترف علنا بأن بعضا من رفاقه في السلاح ( شذّوا عن كل القيم ) ، ولأن ( الشعب والأرض والعرض ) الذي عناه ( السيّد القائد ) هو مجرد حصّة جيشه من النفوذ والتهريب اللاوطني في البصرة المبتلاة بعصابات ما أنزل بها الله الذي نعرفه ، وهو غير الله الذي شكر فرق الموت على مافعلت ، دون سلطان ولاقيم ولا ميزان !! .

وبدمغة : ( السلام على المجاهدين الذين لم يجعلوا للعدو مكانا آمنا ) عبر ( المحارب مقتدى ) درب التبّانة وضيّع بنات نعش في هبّته ضد ( العدو !! ) ، الذي يعرف العراقيون أنه منظمة بدر وحزب الدعوة ، وليس عصابات ( إطّلاعات ) الفارسية ولا القوات الأمريكية الغازية ، كما قد يتوهم غير العراقيين ، على دلالة جاهزية مجمّدته ، التي تشتغل حسب رغبة قيادات الاحتلالين اللذين تنشط تحت مظلتيهما كل أنواع الموبقات بحق ( الشعب والأرض والعرض ) المعروض في مزادات شركة برلمان ( كوندي ) العتيدة .

وكي يرتّق الدارس في ( قم ) ثوب ( فرمانه ) ببهارات منغولية أفاد في جملة إعتراضية ساقطة بين نقاط فواصل ( الشيزوفرينيا ) بقوله : ( وإنّي لأشد من أزركم وأثمّن جهودكم في مواجهة العدو الأكبر ) ، وغيّب إسم ( العدو الأكبر ) عل خط ّ رجعة يمكّنه اذا مانفد وقوده أنه قصد : أميركا ، أو أيران ، وحتى الشعب العراقي ، اذا إقتضت الحاجة مزيدا من تمزيق اللحمة والنسيج الصحيح للشعب العراقي الصحيح ، ولا بأس عندها وبالتجربة القديمة من أخذ ( ثارات الحسين ) من ( آل الحسين ) وفقا لرياح طهران وواشنطن ، نسخا عما تفعله الآن منظمة بدر وحزب الدعوة .

ويعمّق المحارب مقتدى ( شيزوفرينياه ) في منح ضحاياه من جيش المهدي صفة ( شهداء العراق !! ) ، وهم لم يقتلوا دفاعا عن العراق ، ولا عن بطيخ البصرة حتى ، بل حاربوا شركاء لهم من ميناء ( أبو فلوس ) حتى ( دشداشة ) العروس في شط العرب ، ومن مدينة الثورة التي سمّاها صاحب ( الفرمان ) مدينة الصدر الى ذات المراعي الخضراء التي تتشمّم في بواباتها البطن والظهر ، والتي يقيم فيها وزراؤه ونوابه الحفاة العراة سابقا ، والمليونيرات ( بلا حسد ) حاليا من نهيبة أثاث البيت العراقي الذي هرّب وبيع علنا وبالمزايدات الوطنية الرخيصة تحت رعاية نبي الأكاذيب ال ( 935 ) .

وبشطحة قلم زرقاء ، لاأبرد منها غير معناها ومبناها ، كافأ ( المحارب القائد ) عوائل ضحاياه بصك ّ فريد في قوله : ( نسأل لهم الصبر والسلوان على ما إختاره لهم الله ــ !! ــ جل ّ جلاله ) ، وبهذا يؤكد ( وكالته الربانية العجيبة ) ، و ( حق نيابته ) عن ( الله !! ) في ما إختاره هو لجيشه من قتال وتجميد وشذوذ عن القيم ، ولا أحد يدري من أي مصرف ستسحب العوائل المنكوبة بقتلاها وجرحاها منحة ( الصبر والسلوان ) ، ولكنها أصبحت على يقين ، كما بقية الشعب العراقي ، ان هؤلاء الضحايا سيتوهجون ( أنجما زاهرة ) في عالم الغيب وحده وموائد تجارة الحروب ، وأنهم ( أوسمة بيضاء ) في الكفن الأبيض الذي إرتداه ( مقتدى ) يوما ثم تبين انه راية استسلام للاحتلالين .

وان ( الجزاء ) الذي ستناله الضحايا وعوائلها لابد آت من ايران واميركا معا على جناح ( خير جزاء المحسنين ) كما تفضل أخوكم ( مقتدى ) في ( 23 ربيع الأول 1429 ) ، الذي نسي ان يذكر الى جواره التأريخ العبري والتأريخ الفارسي المصادف لمستهل العام السادس من الاحتلالات المركبة في العراق المحتل ّ الذي غادره ( السيّد القائد ) متفرغا دارسا لعلوم التقيّة في ( قم ) !! .

jarraseef@yahoo.com

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــــــ

مسرحية : هزيمة مقتدى !!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كلّما نظرت الى صورة القائد ( مقتدى الصدر ) تذكّرت ان المطربة العربية المعمّرة ( صباح ) ، طال عمرها ، وعقبا لزواجها الثاني بعد المائة ، كانت قد أتحفتنا قبل عقود بأغنية مستهلها : ( دخل عيونك حاكينا !! ولوماعيونك ماجينا !! ) ، ودام ظلّها على منبريات من نسخوها تكريما لعيني ( الحبيب ) اللتين تستحقان المجئ رغم الظروف الأمنية السيئة !! .

+ + +

بعد سنة من الاحتلال تقريبا ، وفي خضم الفوضى الخلاّقة التي صدرتها الحاجّة المدرّعة المخوّذة سمراء البيت الأبيض وبيوتات ( العرب أوطاني من الشام لتطوان ) وولي أمرها نبي الأكاذيب ال ( 935 ) ، وبعد أن بلغت عمليات السطو على ثروات وتأريخ العراق أوجها على عشرات المليارات من الدولارات ، عراقية الأصل والنسب ، مجهولة المصير لحد ّ الآن ، إرتدى ( مقتدى الصدر ) كفنا ابيض وأعلن حربه الوطنية ضد الإحتلال ، فحوصر في النجف ولمع نجمه ( قائدا ) لم تخل وسيلة إعلام من صوته وصورته واخبار ( جيش المهدي ) الذي شكلّه .

وبعيدا عن الخلفيات الشخصية لرجل ( الدين ) ، الذي ظهر شابا ثم حجة اسلام ومسلمين ، وقائدا لجيش ، قريبا ممّا أنجزه ( لأهله ) : الشعب العراقي ، يجد المتابع ان ( منجزاته ) توثق لمسرحية هزلية من طراز ردئ ، على مافيها من دموية ، مزدوجة الإخراج الأمريكي الأيراني ، بدأت فصولها تباعا وكما يلي :

الفصل الأول :

حوّل ( السيد ) كفنه الأبيض المنبري الى راية إستسلام لقوات الاحتلال من النجف ، بكل ماتعنيه النجف للعراقيين من معان وأيحاءات ، مقابل مشاركة ( مظلوميه ) بعملية المحاصصة السياسية الطائفية للإرث العراقي على مبنى : عدد الكراسي في الوزارات والبرلمان ، الذي جدّد وعلى مدى خمس سنوات لبقاء الإحتلال رسميا في العراق ومن خلال الأمم المتحدة على إهانتنا عربا مسلمين ، تحولنا بفضل بعض ( السادة ) من ( آل البيت ) العربي نسبا الى أتباع لمسودين لآل البيتين الأبيض والأسود رغما عنا ، وعلى حمولة ثقل وثائقها الدولية والأقليمية والمحلية يسقط وبالضربة القاضية أقوى الحمير العراقية .

الفصل الثاني :

ترك السيد ( الحبل ) لميليشياته ( على غارب ) فوضى الحاجّة ( كوندي ) الخلاّقة ، فراح جلّها ينفذ أجندات فارسية ضد عرب العراق من ( أبناء العامّة ؟! ) ، شيعة وسنة !!وكادت ميليشيات ( السيد ) تقنع العراقيين بقوة سلاحها الفالت ان الإمام ( علي ّ ) رضي الله عنه مع أولاده : فرس كانوا يعبدون النار ، ممتطين مفردتي ( نواصب ) و ( روافض ) على مضمار الدم بين فرق موت ، سنية وشيعية ، إستباحت الدم العراقي البرئ من الطرفين ، كما لم تفعله المغول بحق اهل بغداد واطرافها ، تحت ذرائع كلّها خدمت الاحتلال على أكذوبة ( حرب طائفية ) سوّغت وسوقت للاحتلال اطروحات البقاء عقودا من النهب المنظم لثروات العراق .

الفصل الثالث :

بعد خلافات سياسية على حصص اللصوص المشاركين في عملية النهيبة المنظمة لثروات العراق ، وتقاسم حصص الطوائف والعوائل المؤيدة للاحتلال ، وتزامن هذه الخلافات مع الحصاد الدموي المحاصصاتي على مقبرة مليون شهيد برئ وخيام خمسة ملايين مهجّر ومهاجر ، وتزايد ضغوط المنظمات الإنسانية الدولية والأقليمية على قاوات الاحتلال ، واشتداد المقاومة الوطنية التي رفعت خسائرها الى أقصاها الذي ماعاد يحتمل ، امرت قوات الاحتلال المشتركة ( مقتداها ) ان يهدئ اللعب ( لكسب عقول وأرواح الناس ) داخل وخارج العراق ، فأعلن تجميد ميليشياته ، مع إحتفاظه بكل الألقاب والكراسي التي نالها في الحكومة ، وقبض على بعض مؤيديه ثم اطلق سراحهم من ضمن المشهد الهزلي ، ( فتحسن الوضع الأمني ) في بغداد وأطرافها ، وكأن التجميد المرسوم هذا الذي تجدّد هو : البلسم لأزقة المذاهب الاسلامية لتمرير وتسويق إنتصارات أمريكية وهمية الى ساحة الأكاذيب ال ( 935 ) الشهيرة .

الفصل الرابع والأخير :

جاء على شكل إعلان هزيمة واضحة امام قوات الاحتلال ( لأخطر رجل في العراق ) : حجة الاسلام والمسلمين المجنح بخمسة وزراء وثلاثين من نواب الإمّعات العراقية ، بالتزامن غير البرئ مع جولات الإنتخابات الرئاسية في اميركا ، لمنح مرشح الحزب الجمهوري ( جون مكين ) ، الطامح لإحتلال العراق لمدة ( 100 ) سنة أخرى ، حرية الحركة على ( نصر كبير ) للصهاينة الأمريكان ، لابد ّ ان يتبجح به هذا في مناظراته القادمة مع مرشح الحزب الديمقراطي المنافس والمعارض لبقاء القوات الأمريكية في العراق !! . فأكد ( مقتدى ) ان كفنه القديم لم يكن غير خدعة ( وطنية ) وراية استسلام حقيقية ، مع أنه رتق العذر بالإنزواء والإنكفاء بما هو أقبح من الدور التمثيلي الذي قام به : ( التفرّغ للدراسة ) !! . فألقى بنكتة ( ثورية ) لايحتفظ تأريخ كل الشعوب التي عانت من احتلال بأخ أو أخت لها ، وظل العذر مقطوعا من شجرة ( السيد ) وحده لاشريك له في الهزيمة العلنية .

على كل ، نال ( السيد ) اكثر من حصته من اموال العراق ، بعد ان كان شبه حاف كما يعرف أهالي مدينة ( الثورة ) البغدادية ، التي البسها عباءة ( المظلومية ) ولم تستطع لحد ّ الآن ، وقد لاتستطيع إنتزاعها بعد ، على تهم جاءت منه بعد غيره من : ( أنحراف عن جادة الصواب ) و ( جرائم دنيوية ) وغير ذلك . وسيعتكف للدراسة في ايران ، بعد ان أدى وبكفاءة مشهودة دوره المرسوم له بعناية من قبل شريكي الاحتلال الأمريكي والأيراني . وأراهن أنه لن يرتدي كفنه الأبيض بعد اليوم ، ليتمتع بإجازته السوداء مدى الحياة ، تاركا ( لمظلومية ) مظلومية جديدة ماعاد معنيا بها على أنغام بقية أغنية المطربة ( صباح ) :

( وصلتونا لنص ّ البير .. وقطعتوا الحبل بينا !! ويلي ويلي !! ) .


جاسم الرصيف

ــــــــــــــــــــــــــــ

مشكلة ( البرنس سكسوكة ) في الأنبار

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مامن مفردات ظلمت في العمق ، مثل : وطن ووطنية ونخب ثقافية واسلام ومسلمين ، كما حصل في عراقنا الجديد . مامن عميل للاحتلالين الأمريكي والأيراني أفقع من شمس الظهيرة واكثر احمرارا من شمس الغروب لم يزن بهذه المفردات سرا وعلنا كما يحصل اليوم في ارض السوادين . فهذا يمثل ( وطنيين ) يعتاشون من عوائد الدم العراقي المستباح في البيت الأبيض ، وذاك يمتصها من البيت الأسود ، على جناحات اسلام ومسلمين من ( آل البيتين ) ، شيعة وسنة ، ونخبا ( ثقافية ) ، لم يهتز ضميرها بعد امام اكبر مجزرة حرب بشرية ضد عرب العراق في مستهل هذا القرن القبيح .

جنوبا ، تتطاحن ميليشيات إقتبعت ( الشيعة ) راية على مسالك آبار النفط ومسارب التهريب وزراعة الحشيشة ، وكأنها صممت لتلطيخ وجه الشيعة العرب العراقيين بأردأ انواع العارات : من وحل التواطؤ مع الاحتلالين ، الى حمامات الدم الشيعي المستباح على مذبح ( حسين ) لاعلاقة له بالمجرمين واللصوص والجواسيس الذين يرفعون رايته ويتباكون عليه زورا ، ( آلا ) ليسوا من صلبه و( عامة ) من بطون الجاهلية الأولى ، كادوا ينقلون الشبهة الى التأريخ الشخصي للإمام الشهيد ( الحسين ) رضوان الله عليه .

وفي الوسط ( الارهابي ) للعراق ، ينبري واحد مثل ( امير عشائر ) الدولار ، يدعى ( علي الحاتم السليمان ) ، متخوذا برايات عشائر الدليم العربية في محافظة الأنبار ، مصرّا على عرض ساعته الذهبية : ليرينا بركات عمّته ( كوندي ) ، تحت بقايا شاربين شبه محفوفين و ( سكسوكة ) حكيم صيني ، وهو يتنافس مع خصمه ( طارق الهاشمي ) ، المدرّع بحزب ( إسلامي ) خضع لكل التعديلات الوراثية في مراعي البيت الأبيض الخضراء وكعبة نبي الأكاذيب ال ( 935 ) ، لأنهما : مختلفان على عوائد العمالة للبيتن معا .

و( البرنس علي سكسوكة ) ، في مباراته الديمقراطية مع ضابط قديم في الجيش العراقي طرد ( لحسن سلوكه ) ، اصدر امرا اميريا من ملف ( حسد العيشة ) بطرد اعضاء اسلاميي ( كوندي ) من اتباع ( الهاشمي ) ، ومنحهم فرصة ( شهر واحد ) لمغادرة إمارة الأنبار التي ورثها عن الاحتلالين بجدارة لايحسد عليها . ومعنى ( الفرمان ) الصادر من سمو الأمير ( علي سكسوكة ) : أنه يعلن أنه الآمر الناهي الوحيد والقائد العام لقوات ( الإنقاذ ) الدولارية المسلحة بعد جندي الاحتلال الذي يأمر الجميع في الأنبار ، وعلى مبنى ان ( البرنس سكسوكة ) يرى نفسه : المالك الوحيد لإمارة ( السكاسيك ) المورثة له ، على غرار أمارة ( الحكيم ) في الجنوب وإمارة ( كردستان ) في الشمال .

واعلن الأمير ( سكسوكة ) أنه شكل كيانا سياسيا تحت مسمى : ( الجبهة الوطنية للإنقاذ ) ، على مضمار إنقاذ مؤخرات الإحتلالين من الشي والقلي والسلق الذي تتركه عمليات المقاومة الوطنية هناك ، وغرفة عمليات ظن سمو الأمير ( على ) أنه : ( المهدي السني المنتظر ) لإنقاذ الاحتلالين من ورطتهم المضحكة في متاهات العرب السنة الرافضين للاحتلالين ، وانه وحدة القادر على تمتيعهما بالحلال وقبض الثمن نقدا في مضارب عمالته التي ابدعت ( جبهة ) استعارت وصف ( وطنية ) من البسطال الأمريكي حتى ( الكيوة ) الأيرانية التي رضي هذا بوظيفة شريط إنقاذ مشترك لهما .

ولم يفت ( البرنس سكسوكة ) ان يذكر ان ( جبهته ) ، الملطخة بعار الخيانة لإحتلاليين اجنبيين في آن ، تضم : ( نخبا مثقفة ونخبا فكرية ودينية وشيوخ عشائر ووجهاء مجتمع ) !! وكأنه ذاك المريض الذي يتمنى ذات المرض للجميع لئلا يتفرد وحده بنياشين العمالة دون النخب ، التي ذكرها لفظا وعجز عن منح شعب إمارته عناوينها ( الوطنية ) ، التي تبجح بها وهو يستعرض ساعته الذهبية اللماعة ، التي يوحي بعرضها المتعمد ان ثمة ( بركات ذهبية ) لمن يتطوع لقبول عدوى ( مرض الحب ) الذي اصيب به علنا في سرير الاحتلالين .

ولم يفت صاحب السمو ( سكسوكة ) ان يتهم اسلامي ( كوندي ) من ابناء عمومته الطائفية المعدلين وراثيا في مصانع المراعي الخضراء الأمريكية ، أنهم ( هيمنوا على الأنبار ) دون وجه حق ، وانهم حرامية : ( سرقوا مخصصات المحافظة ــ ويعني إمارته ــ من موازنة الإعمار ) . ولسوء ظني الأكيد بأن اسلاميي ( كوندي ) من اتباع ( الهاشمي ) و( آل البيتين والثلاث ورقات ) قد أدوا دورهم ( الوطني ) في حماية مؤخرات الاحتلالين ، من خلال شراكتهم في العملية السياسية ، فهم ( يستحقون ) كل العوائد العملياتية من مخصصات الاعمار وغيرها ، خلافا لرأي سمو ( الأمير علي سكسوكة ) ، الذي مازال يقبض عوائده مباشرة وبالدولار الطازج من ولي أمره : قوات الاحتلال الأمريكية !! . لذا رد ّ حزب ( كوندي الاسلامي ) بأنه : ( سيلجأ الى القضاء لحل هذا الخلاف ) الذي حصل على ( قدر ) اختلاف طرفين عميلين لإحتلالين في مرعى واحد !! .

ولكن ظلت مفردات : الوطنية والنخب المثقفة والاسلام والمسلمين ، سنة وشيعة ، تنتظر لحظة شنقها في منبرية اخرى للصوص عملاء يهجون بعضهم في مضمار فضائح ( حسد العيشة ) .

صاحب السمو ( الشيخ المنقذ علي سكسوكة ) ! .

فخامة ( الأمين ) العام لعمالة إسلاميي ( كوندي ) ! .

اصحاب المناصي من لصوص الاحتلالين ! ..

حفظكم الله ذخرا وطنيا لمحاكم مجرمي الحروب القادمة ان شاء الله !! .

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــ

جئتم متأخرّين .. بلا أسف !!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وفد من ( 77 ) عشيرة عربية من جنوب العراق التقى السيد ( عمرو موسى ) ، الأمين العام للجامعة العربية ، وعرض عليه : ( معاناة العراقيين وخطورة التغلغل الأيراني في العراق ، وطالب بدور عربي أكبر ) في بلد يتشظى يوما بعد يوم من جراء الاحتلالين الى اقطاعيات شخصية لكبار العملاء متعددي الجنسيات ، وكانت وفود من عشائر وجهات عربية من شمال ووسط العراق قد التقت قبل ذلك بالأمين العام ، وقدمت له ذات ( عرض الحال ) ، وكأن عرب العراق قد اتفقوا بالسليقة على مضحكة تفيد ان ( فاقد الشئ ــ عمرو ــ لايعطيه ) بعد ان اثبتت اغلب الدول العربية انها لاتستطيع فك ّ رجل دجاجة عراقية من تحت جندي من جنود الاحتلالين .

واذا كانت المؤاخذة التأريخية التي يصعب على وفد الجنوب العربي للعراق هي ان مرجعياته العربية لم تدن الاحتلالين حال حصولهما ، وظل موقفها مبهما حتى يوم زيارة الوفد ، وان معظمهم قد إنزلق طائعا مثل بعض عرب الوسط والشمال الى ذات الحفرة التي صنعها الاحتلالان فخا سمّي ( عملية سياسية ) صارت بابا واسعا للرشى والنهيبة المنظمة لثروات العراق المحتلة ، ومازال بعضهم يرى وعبر الفضائيات ، وحتى قبل ان يعود مقهورا من القاهرة ان الحكومة الحالية فيها ( شرفاء ) كما صرح احد الشيوخ ، فالوفد في زيارته المتعبة يعرّف جاهدا ( الماء بالماء ) كما اليوم الأول للاحتلالين .

وإذا ما استعرنا مفردة ( صحوة ) ، على غرار ماحصل عند بعض عرب الوسط والشمال ، لتوصيف زيارة وفد عرب الجنوب ، يبدو الجميع مخمورون أو نياما فتحوا عيونهم ، بعد خمس سنين عجاف من الاحتلالين ، فوجدوا أن ( لابواكي لهم ) جميعا من عرب الدول الأخرى ، لأنهم شربوا طائعين كأس ( التحرير؟! ) الأمريكي وحشيشة ( التقيّة ) الفارسية ، وبعد أن صحوا وجدوا انفسهم مرميين ( جثثا مجهولة الهوية ، معصوبة العينين ، موثوقة اليدين ، بلا هوية ) على رصيف المنبوذين عن ( جنّات ) المراعي الخضراء التي إتخذوها مرجعية عن غباء وطني موثق .

وهذا السعي ، من عرب العراق جنوبيين وشماليين ، وصل مصابا بذات المرض الوراثي الشهير ، الذي نسخ فيروسه نفسه منذ عقود ، في الأجيال العربية حسب دون أمم الأرض : الطيبة المفرطة حتى الغباء ، الذي يجعلهم يصدقون دائما كل ( ضيف ) يحتل مضائفهم بقوّة السلاح ثم يقسم لهم بما يرضي غرورهم أنه جاء ( محرّرا !! ) ويسقيهم من ذات الكأس العتيق ، وذات الحشيشة ، فيخدرون بالوعود والأحلام الوردية سنين طويلة يصحون بعدها ليجدوا انهم إلتحفوا غبارات الذل ّ والهزائم المرّة ، وإفترشوا عراء المبعدين المطاردين ، ولايجدون غير الإحتجاج ضد ( هوليود ) لأنها أنتجت افلاما عن عرب اغبياء .

وعلى إستثناء اصغر مدن العراق حجما : ( الفلوجة ) ، التي اشعلت شرارة التحرير والمقاومة الوطنية ، وقدمت للتأريخ عرضا عربيا وطنيا قبل ان يمر عام الاحتلالين الأول ، على قبور اكثر من ( 20 ) الف شهيد من اهلها ، وعلى حقيقة ضراوة اسطورية في القتال اجبرت الاحتلالين على استخدام حتى اسلحة التدمير الشامل والأسلحة المحرّمة دوليا ، الفسفور الأبيض ، نجد ان أسطورة هذه المدينة تجايلت مع غفوة موثقة لمدن عربية نامت على عمى كؤوس معمّمي ( كوندي ) ، عربا ( سادة ؟! ) سنة وشيعة ، مازالوا يتخذون من واشنطن وطهران ( كعبتين ) ومرجعيتين اعلنتا الحرب ضد ( اولاد العامّة ) الرافضين للاحتلالين !! .

لم تؤازر مدن الجنوب العربية ثورة التحرير التي اشعلتها مدن الوسط ، بعد ( بغداد ) ، في السنوات الأولى من الاحتلالين ، وهذه حقيقة لا أحد يستطيع إنكارها من مصطلح ( مثلث الموت السني ) الذي اعلنته قوات الاحتلالين ، الى المرجعيات الدينية المجيّرة المواقف سكوتا عن احتلالين غير شرعيين وغير اخلاقيين قتلا اكثر من مليون وهجّرا اكثر من خمسة ملايين ولدوا وفق ارادة الله عربا مسلمين سنة وشيعة ، فبات عراقنا عبارة عن بلد مخمور يمشي على قدمين متعاديتين في شارع الوطنية الصحيحة ، وفقد إحترامه لنفسه أولا وإحترام عرب الدول الأخرى على مسرح : الحيرة في من يؤيدون من عرب العراق .

وبعد ( صحوة ) من سكر طال ، هبّت الوفود العربية العراقية طالبة ( النجدة ) ممّن فقدوا القدرة على نجدة أنفسهم من بطش ( كوندي ) ونبي الأكاذيب ال ( 935 ) ، ولكن في الوقت الضائع كالعادة العربية العجيبة ، ولم يجدوا لحد ّ الآن صريحا عربيا واحدا يقول لهم :

جئتم متأخرين .. بلا أسف !! .

إنتهت الوليمة مذ دفنت ( الفلوجة ) شهدائها قبل سنين !! .

جاسم الرصيف

ــــــــــــــــــــــــ

وسطاء الفتنة في نار الفتنة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في مقالة له ، في جريدة ( نيويورك تايمز ) ، يقول ( انتوني كوردسمان ) ، عضو مركز الدراسات الدولية والسترتيجية الأمريكي ، ما موجزه ان المعركة الأخيرة التي قادها ( نوري المالكي ) في البصرة هي ( معركة بسط نفوذ ) على النفط لحزبي المجلس الأعلى للثورة الاسلامية والدعوة الاسلامية ، الأيرانيين من لحظة التشكيل في ايران حتى معركة الترحيل الحالية في البصرة ، ضد تيار ( مقتدى الصدر ) من جهة ، ومن جهة ثانية هي خطوة إستعداد لما يدعى بإلانتخابات المحلية في شهر اكتوبر / تشرين الثاني ( 2008 ) .

وطرح الكاتب الأمريكي ثلاثة إحتمالات تهدد ( الإنتصار الأمريكي ؟!! ) في العراق:

أولها : العرب السنة في المحافظات ذات الأغلبية السنية .

وثانيها : الصراع القائم بين العرب والتركمان من جهة والأكراد من جهة ثانية في المناطق الشمالية من العراق ، في كركوك خاصة .

وثالثها : ( الأكثر واقعية ) ، حسب كاتب المقال الأمريكي ، هو أن يتحول النزاع ( السياسي ) بين الأحزاب الشيعية الى ( صراع مسلّح ) كما حصل في البصرة وبقية المحافظات الجنوبية .

ولأنه أسهب في شرح الاحتمال الثالث على غيمة ( شيعية ) عراقية وصف اطرافها جميعا بأنهم ( غير مسالمين ) ، كما لو كانت الرؤى الأمريكية تمثل ( حمامة سلام ) بين اطراف ( عراقية ؟! )، جلّها مزور وليس عراقيا على دلالة حزبي الحكيم والدعوة ، الأيرانيين نسبا وعائدية ، غالبا ما يتجاهلهما الكتاب الأمريكان لتسويق هذين الكيانين للشعب العراقي ولشعوب المنطقة على ان لوجودهما ( شرعية ما ) ، يبدو المقال مثل كثير من المقالات الأمريكية عرضا من عروض الحرب الاعلامية المنظمة ضد عروبة العراق ، من خلال حقنها بناس يتكلمون العربية كما هذين الحزبين ، اللذين يعملان ضد العرب لخدمة أجندات شركة أمريكية ، أيرانية ، وصهيونية واضحة المعالم توظّف صراعات محلية من صنعها لإضعاف كل الشعوب الرافضة لها .

الصراع في البصرة ليس صراعا ( شيعيا شيعيا ) ، كما يظن الحمقى والمأجورين من الكتاب واصحاب نظريات التبسيط والبساطة ، بل هو صراع مخطط له ، مدروس ، ومتقن الإخراج ، على اياد امريكية ايرانية تأخذ ، المكاسب الكبرى النهائية بأنواعها ، حتى ولو أزهقت فيها ارواح عراقيين ، ويد أخرى لذات المخرج الأمريكي الأيراني تعطي بعض المكاسب ( المالية والوظيفية ) الصغيرة والمحدودة لفئة منتقاة بعناية من طرفي المسرحية ، وهي دون المكاسب الأساسية للأجندات الأمريكية والأيرانية في العراق بما لايقاس ، حيث يبدو الوسيط ( حمامة سلام ومحبّة ) وهوالقاتل المحتل وطرفي النزاع قد أخذا من ( الشرعية ) في الوجود ما يبرر فعل الوساطة ، وهما ــ طرفي النزاع ــ فاقدان اصلا لكل شرعية .

وسطاء الفتنة في البصرة ومحافظات الجنوب أبرزهم : قائد قوات ( القدس ) الأيرانية ، و( هادي العامري ) ، مسؤول منظمة ( بدر ) ، الذي كتب عنه ( بريمر ) في مذكراته انه يستحق تمثالا من الحكومة الأيرانية عن خدماته ضد الشعب العراقي بعد الاحتلال ، ممثلا عن المجلس الإسلامي الأعلى للثورة الإسلامية والتقية الأيرانية ، و( علي الأديب ) القيادي في حزب ( الدعوة الاسلامية ) ، وهو حزب نوري المالكي ، وصاحب أوّل تجارب الإرهاب الدولي الأيراني ضد الشعب العراقي ، على دلالة تفجيرات القنابل بين طلاّب الجامعة المستنصرية في بغداد عام ( 1979 ) ، ومحاولة إغتيال المرحوم ( صدام حسين ) اثناء الحرب الأيرانية العراقية ، وقبلهما ( شرف ) تفجير السفارتين الأمريكية والفرنسية عام ( 1984 ) في الكويت ، وواضح أن لاعراقي بين هؤلاء .

وعلى الطرف الآخر ( مقتدى الصدر ) ، الذي تشتغل مجمّدته حسب الأنواء الأمريكية والأيرانية ، الذي ذهب ( دارسا متفرغا ) لعلوم ( قم ) متخليا عن كفن الثورة ضد الاحتلال لصالح راية الاستسلام التي يرفعها وزراؤه ونوابه دائما ، والذين غابوا غيبة أهل الكهف ، اثناء معركة البصرة ، وربما رزم بعضهم حقائبه استعدادا للهروب من المراعي الخضراء ، فندق الإقامة المشتركة ( للشيطان الأكبر ) وآخر الواقفين على عمّاتهم من ( محور الشر ) ، فيما علم آخرون منهم أن كل شئ مدبر ومدروس وأنها زوبعة من تحت عمّة ( السيد ) مرّت قصيرة طريّة بفنجان ( كروكر ) الحاكم الفعلي في العراق ، الذي لاتحصل شاردة ولا واردة من عملائه المزدوجين دون علمه المسبق .

مالذي حصلت عليه آلاف العوائل من ضحايا هذه المعركة غير ( فرمان ) شكر من ( مقتدى ) ؟! .

لاشئ !! .

فيما حصل اتباع للمراعي الخضراء ، من خاصة الخاصة ، على كل عطايا ( المالكي ) من اموال عراقية منهوبة أفتى ( كروكر ) بصرفها حلا ( للمشكلة !؟ ) التي صنعتها دوائره بالتعاون مع أيران ، و( حلالا ) للممثلين والوسطاء الكبار ، فصارت مقولة ( الإنتصار الأمريكي ) ، كما وردت في مقال الكاتب الأمريكي ، تبدو كأنها حقيقة قوية تم تسويقها فورا الى الداخل الأمريكي ، كذريعة إستبقاء قوات الاحتلال لمدة ( 100 ) عام أخرى ، كما يحلم الحزب الجمهوري الأمريكي ، الذي بدا مسيطرا على الوضع امام زوبعة ( مقتدى ) العابرة ، أمّا الضحايا العراقيين فسيعوضون بسخاء من شركة ( الصبر والسلوان ) الأمريكية الأيرانية .

ولله في أمر معمّمي هذا الزمان حكمة .

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

جنوب القلب يمين الذاكرة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جنوب العراق عربي من منتهى شط ّ العرب حتى مبتدأ الفراتين ، باق جنوبا لقلب العراق وثقله وأس ّ مبناه ومعناه ويمينا لذاكرة رقمها صعبة قراءة تضاريسه ، وشبه مستحيلة محاولات تهجّيه لكل غريب . هذا الجنوب ، الذي صار صدرا لرماح الغزاة ، ومغرزة خناجر ، ومزرعة تجارب لإحتلالين ، على الظن ّ أنه سينكر قدر الله في خلقه مسلما عربيا ، هو الفخ ّ والمصيدة لكل طامع به دون وجه حق ّ وهو المنفذ الوحيد للغرباء عندما يندحرون .

+ + +

فمن مشروع ( بايدن ) الصهيوني الى مشروع ( الحكيم ) الأيراني ، مرورا بمشاريع تجار الحروب الأكراد ، تبلّلت تربة الجنوب بدماء شرفائه المقتولين على برائتهم منزلقا للقبول باحتلالين ، ومشروع تقسيم مخالف لكل القيم والأعراف ، يمتطي الطائفية والقومية العنصرية سلاحا لتدمير شامل ، ويقتبع مظلاّت تجار الحروب درعا لحماية اللصوص الأجانب من متعددي الجنسيات الذين يحكمون عراق اليوم ( الجديد ) . ومن إجتهاد هذا لذاك في تفسيخ اللحمة العراقية الى ( حصص ) قوميات وطوائف عنصرية على زخ ّ إعلامي لامثيل له في تأريخ المنطقة يجد المتابع أن الرؤى الصهيونية والأيرانية هي سيّدة الاعلام وآنسته العجوز .

+ + +

وبين ( مالكيّ ) مملوك و( مالكيّ ) حر ّ مافتح الله من أبواب ، فهذا ( نوري ) ، الذي باع قدر الله في خلقه عربيا من عشيرة عربية لمن اشتراه من ايرانيين في حزب الدعوة ولمن اشترى ولائه من أمريكان ، ( صال ) وجال بوجه عراقي وأذرع أميركية وأيرانية ضد كل ما هو عربي في العراق ، فأعدم وقتل وهجّر ونهب وسلب دون تردد ولاوجل تحت حماية من إشتراه من الحوزتين في واشنطن وطهران ، حتى زاد عديد ضحاياه عن مليون قتيل وأكثر من خمسة ملايين مهجّر ومهاجر .

وهذا آية الله ( فاضل المالكي ) ، المقيم في قم ، يعلن أن مايفعله معممّو الاحتلالين لايتجاوز وظيفة ( حمّالة الحطب ) في العراق ويقول : ( أنا هنا في أيران ، وارى انهم لايسمحون لأي مرجع ديني ، حتى لو كان أعلم العلماء ، أن يتدخل في شؤونهم الداخلية والسياسية . نحن في العراق نقول لهم لاتتدخلوا بشؤوننا الداخلية تجنبا للحساسيات والاختراقات ، لأن المرجع ابن البلد أفهم بشؤون بلده .. بصراحة أفتي : بأنه لايجوز لمرجع غير عراقي الأصل ان يتدخل في الشأن السياسي العراقي سواء في قم أو في النجف ، ووجوده في النجف لايعني أنه عراقي ) !! .

ومعروفة هي أسماء المراجع ( غير العراقية ) التي تدير البلد ، في جنوبه بشكل خاص ، على فتاو تدخلت حتى في لبس السراويل وإشارات المرور في الشوارع ، ولكنها لم ( تفت ) ولم تدن علنا وبصراحة الاحتلال الأمريكي والاحتلال الأيراني ، لأن أميركا جيّرتها ورقة لعب في الجنوب ، كما تفعل أيران في آن ، لصالح الدولتين وطالح الشعب العراقي في شقّه العربي بشكل خاص ، ولعل مذكرات سيئ الصيت ( بريمر ) كانت من أوفى الوثائق التي أكدت أبعاد اللعبة الطائفية التي ماخدمت طائفة عربية عراقية قدرما أضرت بها لصالح الاحتلالين .

( هل من الإنصاف أن يسمح لعلماء غير عراقيين في النجف أن يتصرفوا في الشأن السياسي والفتوى ، بينما لايسمح للعراقي الأصيل أن يعلن رأيه وصوته ؟! . هؤلاء المراجع من اصل أيراني يصولون ويجولون في بلادنا ، والسبب أنهم جزء من معادلة تم ّ التفاهم عليها وفق أجندة أقليمية ودولية أن يكون هؤلاء الغطاء الشرعي لهذه العملية السياسية الخاطئة ، وهم دخلوا للعراق من كل القنوات حتى الحوزة والدين ) !! .

هكذا يتساءل آية الله ( فاضل المالكي ) .

ولكن !! .

وقف اللواء ، ( رائد شاكر ) ، قائد عمليات كربلاء ، والقى خطبة حماسية لأفواج الطوارئ من حزبي الدعوة ( الاسلامية ) ومنظمة ( بدر ) ، الأيرانيين ، وقال لهم ما نصّه :

( أؤكد لكم بأنها المعركة الأخيرة لإنهاء التيار العروبي في التيار الصدري ) !! .

تأكيدا لما ذهبت اليه المراجع الأيرانية التي تحكم العراق الآن وتنفيذا لأوامر ( نوري المالكي ) ، وختم خطبته في فقه عملية التفريس بأمر واضح وصريح لأتباع أيران من حملة الوجه العراقي الزائف : بقتل جميع الجرحى من ( التيار العروبي الصدري ) ، فصفقت أميركا ونامت على ظهرها مسترخية أيران .

+ + +

وبعيدا عن كل المؤاخذات الوطنية المطروحة ضد تيار ( مقتدى ) ، قريبا من حقيقة أن معظم من ينتمي الى هذا التيار هم من العراقيين ، نجد أن ملخص مشروع الاحتلالين هو القضاء على ( التيار العروبي ) سواء أكان شيعيا أم كان سنيا ، بأياد عراقية وأمريكية وايرانية على طريقة : توزيع الثارات على دروب الضياع .

ولكن ؟! .

حتمية التأريخ وحتمية اعمار البشر تفيد بحكمة : ( لو دامت لغيرك ماوصلت اليك ) ، وحقيقة : عمره العراق مادام لأحد وما طال عليه احتلال .

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــــ

مصالحة أم مطالحة عراقية ؟!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بات مصطلح ( المصالحة الوطنية ) من اكثر المفردات الاعلامية إثارة للقرف في العراق ، وفي خارجه في آن ، لأن السؤال الذي يطرح نفسه فورا وكلما لفظ المصطلح هو : من يتصالح مع من ؟! .

والاجابة معروفة للعراقيين على نتائج معروفة مسبقا ، ولكن يطيب لقوات الاحتلالين ان تجتر ّ كل مفردة طلّق معناها مبناها على منبريات العملاء المحليين من ( آل البيتين والثلاث ورقات ) .

ثمة خندقان لاثالث لهما في العراق :

اولهما :

المقاومة الوطنية العراقية ، التي تمثل الأغلبية المطلقة من شرفاء العراق عربا ( سنة وشيعة ) واكرادا لم يرتموا في حاضنات الاحتلالين ، اعلنت مرارا انها لن تتصالح مع قوات الاحتلال غير شرعي وغير اخلاقي ، وأكّدت ان آخر من يحق له الكلام عن ( الوطنية ) هم الشعب العراقي وليست قوات الاحتلال وعملائها ، كما اعلنت رفضها مرارا لأي مؤتمر لايعترف بحق المقاومة الوطنية الشرعي في طرد الاحتلالين الأمريكي والأيراني معا ، فضلا عن اعلانها استمرار القتال حتى خروج آخر جندي غاز وآخر عميل ،

وثانيهما :

قوات الاحتلالين وميليشياتهما ، منظمات ( بدر ) وحزب ( الدعوة ) والبيشمركة ، وكل مكوناتهما الأخرى المحاصرة في معسكرات لاتمثل نسبة ( 1% ) من مجمل مساحة العراق ، ولاتستطيع التحرك في المناطق المحرّرة من الاحتلالين الا بإسناد غطاء جوي حربي وسجادة عملاء ، تمتد وتتقلّص وفقا لخارطة التحركات العسكرية لقوات الاحتلالين عن رعب موثق ودائم من غضب الشعب العراقي .

وكلما انعقد مؤتمر تحت يافطة ( المصالحة ) لايرى العراقيون ، وغير العراقيين ، غير ذات الوجوه المستهلكة في عالم العمالة العراقية ، وطريفها انها كلما اجتمعت إختلفت وتخاصمت على حصصها من نهب الثروة الوطنية المحتلة ، كما حصل في مادعي ( بالمؤتمر الثاني ) من اعمال هذه المسرحية المضحكة ، الذي خلا طبعا وطبعا من اي فصيل مقاومة وطنية ، فبدا ان العملاء يحاولون التصالح فيما بينهم فقط ، ومع ذلك إختلفوا مرّة اخرى ، دون ان يطرح اي منهم سؤالا على نفسه قبل عقد المؤتمر الجديد :

لماذا يجتمعون اذا كانوا يعرفون ان الشعب العراقي ، الطرف الأول والأهم ، سيغيب ؟!.

المكسب المؤقت الوحيد الذي ظهر لقوات الاحتلالين هو اعلانات مقرفة عن ( حراك سياسي ) ذكر في وسائل الاعلام الدولية والأقليمية والمحلية ، كما يذكر خبر فقاعة غريبة ظهرت على وجه مستنقع آسن محاصر في المراعي الخضراء ، ثم انفجرت الفقاعة عن هواء فاسد في بوتقة ( كسب قلوب وأرواح ) العراقيين التي ابت ان تصب هذه المرّة ايضا في صالح عمّات الاحتلالين كما كانا يتمنيان . وباتت سخرية ( المصالحة ) تفسّر على انها مطالحة بين لصوص محاصرين .

وهذا ( محمود عثمان ) ، القيادي الكردي المخضرم من مفاوضاته الشهيرة مع الموساد الصهيوني الى موقعه الجديد نائبا في برلمان ( كوندي ) ، يقول لوسائل الاعلام في واحدة من ( محمودياته ) : ( المؤتمر لم يصل حتى الى مرحلة التصالح بين المتنافسين من داخل العملية السياسية ) !! وتساءل محمودا عن صراحته : ( اذا كان من يشتركون في الحكومة قد فشلوا في التصالح فيما بينهم ، فكيف يمكن لنا الحديث عن نجاحات في التصالح مع المتخاصمين الذين هم خارج العملية السياسية ؟! ) .

اي بالله عليك يا ( محمود عثمان ) اعطنا انت الإجابة عن سؤالك الصريح الفصيح !!

لئلا نتهم بأننا ( قومجيين شوفينيين ومسلمين ارهابيين وبعثيين صداميين وتكفيريين ) اذا قلنا لك ولمن يرون ان كل مايجري في العراق اليوم هو مجرد ( خصومة ؟! ) بين فخذين من افخاذ عشيرة العملاء متعددة الجنسيات ، او قبيلتين من قبائل المجرّة السابعة من جيران مجرتنا :

نحن في بلد يعاني من احتلالين ويبقى حقنا قائما وفاعلا في كل انواع المقاومة حتى يرحل آخر جنودهما وآخر الحرامية القادمين في غبارات ( البساطيل ) الأمريكية و( كيوات ) الميليشيات الفارسية .

ومرة اخرى اكدت المقاومة الوطنية ، المسلحة وغير المسلحة ،انها قد رفضت هذه المسرحية قبل ( مكيجة ) ممثليها في المنطقة الخضراء ــ ولاتسقطوا حرف الضاد منها ــ واوصلت رسالتها لكل الأطراف العميلة المعنية بالمطالحة : استمرت في شي ّ وقلي وسلق المقدمات والمؤخرات بوابل من رسائل ( المحبّة ) .

لم يتصالح الاحتلالان مرّة اخرى في معسكراتهما !! .

ومازالت المفردة تحت التداول .

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــــــــ

مستهل العام السادس من الاحتلال

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حسنا !! .

دخل الاحتلال عامه السادس في العراق على مقبرة فاق عديد شهدائها المليون سوّرت بخيام خمسة ملايين مهاجر ومهجّر ، ولكن نبي الأكاذيب ال ( 935 ) مازال يدعي ( نصرا ) لاوجود له ، وحربا ضد طواحين هواء هو وحده من خلقها وأوجدها لتطحن جيشه والشعب العراقي في مجرشة تجار الحروب ، ومازال يتهم الاسلام بدون استثناء ( بالتطرف والارهاب ) وهو سيد المتطرفين والارهابيين على اكثر من دلالة وحقيقة !! .

ولنكررها صريحة فصيحة ، نحن العرب الذين ابتلانا الله بمجرمي الحروب هؤلاء ، كما قالتها المنظمات الدولية ووسائل الاعلام الأجنبية ، التي توفرت على حد ادنى من الحيادية ونقل الحقيقة ، وهي توصّف الوضع قبل الاحتلال :

لم تكن هناك اسلحة تدمير شامل عراقية ، جاءت اكذوبة دمرت العراق والحقت بشعبه اكبر فاجعة انسانية في مستهل هذا القرن !! .

ولم تكن هناك علاقة بين نظام الحكم السابق والمنظمات الاسلامية : ( متطرفة وغير متطرفة ) ، كما تقسّمها بيوت ( الحكمة ) الأمريكية والأوربية ، متناسية وبمنتهى التطرف تطرفا تأريخيا لأديان اخرى ، ولكن صار ( التطرف الاسلامي ) قطعة لبان يستطيب مضغها واجترارها المحافظون المتطرفون الأمريكان والأوربيين في كل منبرية اكاذيب يتعاطونها ضد الاسلام والمسلمين بلا حياء !! .

ومع استحالة حصر ( منجزات ) نبي الأكاذيب ال ( 935 ) للشعب العراقي ، الذي كذب نقدا وعلنا امام العالم كله على ادعاء انه سيحوله بعد احتلاله الى ( نموذج للديمقراطية ) على ( خارطة الدم ) ، التي صدرت عن مشروع ( الشرق الأوسط الكبير ) لمنمنات طائفية وقومية عنصرية على انقاض الدول التي انتخبت لهذا المصير في احلام يقظة محافظى ( بوش ) المتطرفين دينيا وعرقيا ، ومع تحول نظرية ( الشرق الأوسط الكبير) الى صغير ثم الى لاشئ على صخور المقاومة العراقية العربية ، يمكن ان نختار بعضا من مثابات الاحتلال المتطرف ، ودونية تجار حروبه المحليين الذين غالوا في تطرفهم على جرائم حرب ضد الإنسانية قل ّ نظيرها :

+ + +

تناولت لجنة الصليب الأحمر الدولي ، وهي ليست ( اسلامية متطرفة ، ولا بعثية صدامية ، ولا قومجية شوفينية ) الوضع خلال السنوات الخمس الماضية من الاحتلال فقالت ان الشعب العراقي : ( يفتقر الى ابسط مقومات الحياة : من مياه الشرب وخدمات صحية ، وصرف صحي ، والوضع يعد ّ من بين الأسوأ في العالم ) . ولفتت اللجنة الإنتباه الى الوضع الأمني والانساني واشارت الى : ( تراجع العنف في بغداد رافقه تزايد الهجمات خارج العاصمة ، خاصة في ديالى والموصل ) !! .

في اميركا تعوّض شركات الكهرباء المواطنين في حالة انقطاع الطاقة لفترة طويلة عن اي ضرر لحق بطعامهم المحفوظ في الثلاجات واي ضرر آخر اكبر او اصغر منه ، وكذلك شركات المياه الملزمة بتقديم مياه صالحة للشرب ، وهكذا الحال في كل الدول المتحضرة الا في اراضي بلاد السوادين التي تحتلها قوات نبي الأكاذيب الى ( 935 ) فهي لاتشرب ولاتتمتع بغير ضوء الشمس والقمر ، ولا أمن ولا أمان لها مادامت لم تستسلم بعد لإرادة مهووسي التطرف غير الاسلامي المستورد خصيصا للعراقيين .

+ + +

( مادلين اولبرايت ) ، وزير الخارجية الأمريكية الأسبق ، لم تكن متطرفة بنظر المحافظين الأمريكان والأوربيين عندما قالت سنة ( 1991 ) في معرض احاديثها العنصرية الكثيرة عن العراق : ( ماذا نستطيع ان نفعل مع العراق غير تدمير عقوله التي لاتستطيع القنابل الذرية تدميرها !؟ تدمير العقول العراقية أهم من ضرب القنابل ) !! .

وقامت قوات الاحتلال سنة ( 2003 ) بضرب العراقيين الرافضين للاحتلال جميعا وبلا رحمة بالقنابل مع تدمير منهجي مرسوم لكل العقول العراقية التي نجح ( 5500 ) منها في الهروب من العراق الى دول العالم بعد مجزرة اغتيالات طالت ما لايقل عن الفين منهم ، جاء ( 80 % ) منها موجها الى حملة الشهادات العلمية العليا في جامعات بغداد والبصرة والموصل والمستنصرية ، ممّن تعاونت الميليشيات الكردية والأيرانية مع كبار المسؤولين ( العراقيين ) في حكومات الاحتلال المتعاقبة على تصفيتهم بموجب قوائم اعدت في دهاليز الاحتلال .

+ + +

فضلا عما كشفة ( راضي حمزة الراضي ) ، رئيس هيئة النزاهة في العراق ، من سرقات مالية كبرى تجازوت ال ( 18 ) مليار دولار ، بتغطية علنية من ( نوري المالكي ) الذي منع التحقيق رسميا في مالايقل عن ( 2750 ) قضية فساد كبرى في وزارات سيادية وغير سيادية ، ومع ان ( الراضي راضي ) جامل الكونغرس الأمريكي وهو يشهد امامه عن سرقات مالية تعد ّ الأكبر في تأريخ البشرية مذ خلقها الله فلم يذكر لهم ان ( بريمر ) وحده لطش ( 1.4 ) مليار لأصحابه من تجار الحروب الأكراد سلمهم اياه نقدا محمولا في ست طائرات ، لاينكرون الحصول عليها لحد ّ الآن ، عدا مالطشه لنفسه ، ومالطشه وزير الدفاع في حكومة ( اياد علاّوي ) الهارب (حازم الشعلان ) في ( 1.5 ) مليار دولار نقدا صرف مها ربع مليار لشراء خردة اسلحة من بولونيا ( العظمى ) ، تشير معظم المصادر ان مجموع ما تم سرقته من اموال الشعب العراقي على ايادي تجار الحروب الحاليين المشاركين في العملية السياسية تحت ادارة الاحتلال ب ( 80 ) مليار دولار !! .

القصور والفلل والمصانع ، التي اشترتها نجوم ( الديمقرطية العراقية ) الجديدة في اميركا واوربا ودول الجوار العربي وغير العربي ، ليست حديث الشوارع والأزقة العراقية حسب بل وصارت من المواضيع الشهية في وسائل الاعلام الأوربية والأمريكية في كل مكان ، متطرفة وغير متطرفة ، ولم يثبت لنا اي من هؤلاء لحد ّ الآن حقيقة واحدة من اقوال وادعاءات اتباع نبي الأكاذيب الى ( 935 ) عن الأموال التي ( سرقها نظام صدام حسين ) من الشعب العراقي .

+ + +

حسب ( مانفريد نوفاك ) ، الخبير المختص في شؤون التعذيب ، في الأمم المتحدة فإن اميركا ترفض ان يقوم خبراء الأمم المتحدة المعنيين بالشؤون الانسانية بزيارة السجون التي فتحتها قوات الاحتلال في مناطق شتى من شمال الى جنوب العراق وخارجه للنظر بحال اسرى الحرب العراقيين المعتقلين على ( الشبهة ) منذ سنوا ودون محاكمة منذ سنين ، والذين بلغ عديدهم ( 25) الفا حسب المصادر الأمريكية واكثر من ( 150 ) الفا حسب المصادر الوطنية العراقية اغلبهم وبنسبة ( 95 % ) من العرب السنة من سكنة المحافظات الخطيرة في بغداد والأنبار والموصل وصلاح الدين وكركوك وديالي وبعض اطراف الحلة والبصرة !! .

واشنطن ردت تعقيبا عن اعلان ( مانفريد نوفاك ) بقولها الذي يؤكد تطرفا ضد العراقيين العرب لامثيل له قط : ( نظرا للنزاع المسلح الدائر في العراق فأن حقوق الانسان غير قابلة للتطبيق ) !! . وكأن الاحتلال هو مجرد ( نزاع مسلح ) بين عائلتين او قبيلتين وليس احتلالا اجنبيا سبّب كل ما يجري !! وكأن حقوق الانسان عند هؤلاء حقوقا لايستحقها الانسان مادام عراقيا رافضا للاحتلال !! .

فمن هو المتطرف ضد الانسانية اليوم : أهو المحتل الذي اغتصب ارضا وثروة شعب بقوة الأكاذيب والسلاح أم الضحية العراقية ؟! .

جاسم الرصيف

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

تقرير حقوق الانسان : ( الأمريكي )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تقرير حقوق الانسان الذي نشرته وزارة خارجية ( كوندي ) عن الدول الأخرى اغاض العملاق الصيني ، ورد ّ بتقرير مماثل يصف حقوق الانسان حسب مفهوم آخر ، وبعيدا عن طرافة التقريرين اللذين يوثقان لحروب تقارير لاتقف على غير قاعدة المصالح الدولية ، التي تفسرها كل دولة حسب مصالحها من تشويه سمعة هنا وضغط معنوي هناك ، قريبا من رؤى الصينيين الذين خرجوا عن طورهم ، نجد ان التعليق الصيني على تقرير ( كوندي ) جاء اكثر من حاد ولاذع .

شتيمة ( النفاق ) و ( ازدواجية المعايير ) ، ومثالها الأبرز كان ماارتكبته قوات الاحتلال الأمريكية في العراق ، وكل ماجرى فيه من هدر امريكي متعمد لحقوق الانسان العراقي ، على كارثة تهجير خمسة ملايين وما لايقل عن مليون ضحية عراقية خلال اقل من خمس سنوات من عمر الاحتلال . طبعا هو ماذكره التقرير الصيني الذي اعتمد وثائق لما جرى ، ولكن اميركا توثق وفقا لمعاييرها المزدوجة التي صارت علامة تجارية خاصة بها وحدها في حقوق الانسان ، على حقوق منتخبة لها وحقوق ادنى لأي كائن بشري من خارج خارطة تعنصرها المخزي ضد الآخرين .

واذا كان مروجو خرق الحقوق الانسانية لصالح أميركا وأيران ، ( عربا ) و( عراقيين ) ، قد أثقلت لساناتهم بالعطايا والهبات متعددة الجنسيات ، فماعادت ضمائرهم تتحمل وزر لفظ كلمة ( إحتلال ) حاصل تقرّه وتعترف بحصوله معظم الدول والشعوب ، يناقض حقوق الانسان جملة وتفصيلا ، فهؤلاء ماعادت لساناتهم قادرة عن ذكر اكبر مجزرة بشرية طالت مليون منا وهجرت خمسة ملايين ، لأن المروّجين في محصلة الأمر والنتيجة شركاء حقيقيين في الجريمة ، ولايمكن ان يعدّوا قطعا لامع المسلمين ولا مع العرب في ميزان حقوهم الانسانية بعد أن اعلنوا سابقا ، ولاحقا في مؤتمر برلمان ( اربيل ) المحتلة أنهم : إما مع اميركا ، أو مع ايران ، او مع الاثنين معا ، في جريمة الحرب الحاصلة في العراق .

وصفعات التقارير عن حقوق الانسان تتراكب في عالمنا العربي وحده على مشهد مضحك مبك ، فالبرلمان ( العربي ) ، الذي لطّخ نفسه بعار الاجتماع في ( اربيل ) المحتلة في شمال العراق ، يأتي تغاضيا موثقا معلنا من هذا البرلمان عن أكبر جريمة حرب إبادة ضد عرب العراق استهلت القرن هذا ، على تواطؤ احمق من حكومات عربية لإحتلال العراق ، باتت تجني الآن ثمرات حماقتها تباعا ، فلاتنام الليل من جراء ما ارتكبت بحق نفسها ، وحق قدر الله في خلقنا إخوة بالولادة مسلمين وعربا ، غالبا ما توقعهم حكوماتهم بكل موبقات خرق الحقوق الانسانية ، لأن الاحتلال المركب للعراق لم ينتج ( نموذجا ديمقراطيا ) كما وعدت ادارة ( كوندي ) بل انتج انواعا من الارهاب الدولي والمحلي لم تخطر كما يبدو على بال المعنيين بشؤون ( حقوق الانسان ) لدى كل الأطراف .

حسنا !! .

يرفض ( عراقيون ) تسمية عراقهم ( محتلا ) ، كما يرفضون تسمية الجزر العربية الثلاث التابعة للإمارات العربية المتحدة ( محتلة ) ، والرافض ليس عراقيا بل هو ايراني او اميركي اقتبع اسم العراق ، يدوس علنا على كل حقوق الانسان التي اقرتها شرائع الله وشرائع البشر ، كما هو معروف في كل الدول العربية التي انبطحت برلماناتها في اربيل لإرادة أمريكية !! . وجاء الرافض نفسه محتلا غازيا بتسهيل من أميركا ودول عربية ، فيما يقف الضيف العربي طالب ( الحق ) بتحرير العراق والجزر العربية المحتلة عاجزا بمرض ( اللا ّحول واللا ّقوة ) ، وهو من أوائل من انتهكت حقوقهم الانسانية على اياد امريكية وايرانية معا .

وهنا يفرض السؤال المركّب نفسه :

علام نبحث ، نحن المسلمين والعرب ، وحدنا عن حقوق إنسانية ، كنا ومازلنا أول من إخترقها بحق انفسنا وحق اهلنا معا ــ وعسانا آخر من شجع الأجنبي على خرقها في بلادنا وضد شعوبنا ــ لمجرد ان يضمن الأجنبي هذا لنا : مبيت ثرواتنا في خزائنه الأمينة ؟! .

اليس من الأدخر لوقتنا ، من شكاوانا المضحكة المبكية ، ان نعلن اننا بعنا اوطاننا بالجملة والمفرد لمن ينتهك حرماتنا مع كل حقوقنا : لأميركا وحدها وحليفتها ايران ، ونعلن التخلّي والى الأبد عن مطالباتنا المملة غير المجدية لمن إحتلنا طائعين بأن : يعيد لنا من باب ( الصدقة والاحسان ) ما منحناه أيّاه ورؤوسنا تدك ّ ارض الذل ّ العربي التي نراها الآن ؟! .

نعم كان تقرير( كوندي ) عن حقوق الانسان : ( وقحا ومنافقا ) بامتياز ، ولكن عدم اعتراف بعض المحسوبين علينا من البرلمانات المشكوك بعروبتها ، وهم يجتمعون في ( اربيل ) المحتلة بأن العراق والجزر العربية الثلاث ليست مناطق ( عربية محتلة ) ، كان اكثر وقاحة وقلّة حياء من كل ما احتفظ به التأريخ من : وقاحات ودونية أخلاق .


الجمعة، ٦ ربيع الأول ١٤٢٩ هـ

القسم ( 11 ) : هلوسات كوندي ورفيقها روبرت

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

هلوسات ( كوندي ) ورفيقها ( روبرت )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بالتضامن والتلازم على عقيدة ( الفوضى الخلاّقة ) في الشرق الأوسط ، كتبت اخت الرجال المخوّذة المدرّعة ( كونداليزا رايس ) ، ورفيقها في سلاح الاحتلال الأمريكي للعراق ، ( روبرت غيتس ) ، وزير الدفاع ، مقالا مشتركا ، نشر مؤخرا ، صمّم للاستهلاكين المحلي الأمريكي والدولي في آن ، بمعزل عن انسانية الشعب العراقي المحتل، تقود قراءته الى اكتشاف هلوسة مرضية صعبة الشفاء في عقول من اسسوا لإدارة الأكاذيب ال ( 935 ) التي دمرت العراق والعراقيين ، ولم تعمر غير جيوب تجار الحروب الأمريكان و( العراقيين ) المشاركين فيها .

وأول ما يصفع المتابع لأكاذيب وهلوسات ادارة نبي الحروب الخاسرة في هذا المقال ، الذي إزدان بهتافات وزيرين امريكيين في آن ، جمعتهما ضرورة محافظين يقتربون من فضيحة اعلان هزيمة كبرى على اكثر من صعيد ، داخل اميركا وخارجها بالتجايل والتزامن ، هو فقرة استهلال جاء فيها :

( خلال السنة الماضية ــ ( 2007 ) ــ لمسنا التزام " العراقيين " لتحقيق سيادتهم ، فالجيش والشرطة " العراقيان " راحا يلعبان دورا قياديا في توفير " الأمن " على جزء كبير من البلد .. والشعب " العراقي " يبني علاقات مع دول الشرق الأوسط .. ويريد السيطرة على مصيره .. ويريد علاقات اكثر طبيعية مع الولايات المتحدة ) !! .

من المعروف طبعا ان عام ( 2007 ) كان أسوأ عام لأميركا في العراق على صعيد الخسائر البشرية والمالية في آن ، كما كان من أسوأ الأعوام للشعب العراقي ، وهو غير ( الشعب ) الذي قصده الوزيران بكل تأكيد ، تحت ( المنجزات ) الدموية للاحتلال الأمريكي و( العراقيين متعددي الجنسيات ) المستوردين لحكومة ( أم ّ المخازي ) الحالية : على مقبرة اتسعت لأكثر من مليون شهيد وخيام اكثر من خمسة ملايين مهجّر ومهاجر عربي عراقي ، تحاشى الوزيران المخوّذان المدرّعان بعقيدة ( الفوضى الدموية الخلاّقة ) اي ذكر لمأساتهم في اوار حمّاهمها ضد ّ عرب العراق ، وهي ذات الحمّى التي قادتهما الى نشر هلوسة اميركية جديدة دون تردّد عبر هذا المقال الفلتة .

وفي حصر عاجل للأكاذيب الواردة فيه ، جاءت المحصلة من الفقرة المذكورة فقط ، كما يلي :

1 . ( التزام " العراقيين " لتحقيق سيادتهم ) :

جملة تنسف نفسها بنفسها ، لأن المعروف ان ( العراقيين ) الذين عناهم المقال ليسو غير ( العراقيين ) مزدوجي الجنسيات من العملاء الذين نصبتهم قوات الاحتلال على شكل حكومة فارغة من معناها ومبناها في سلوكها اليومي مع ( شعبها ) الرافض لها جملة وتفصيلا ، وعلى دلالة ان هؤلاء لايستطيعون التجوال بين من يفترض انه ( شعبهم الذي انتخبهم !!؟؟ ) الا ّ تحت مظلّة ودروع امريكية !! . ويبدي الوزيران تجاهلا مضحكا لمفهوم ( السيادة ) وهما يعرفان ان ( كبار سادة ) الحكومة الحالية تنبطح ارضا لإشارة ابسط جندي اميركي !! وهذا مايعرفه العالم كلّه ، وكأنهما يستحمقان العالم بهذه الهلوسة عن حماقة على مستوى وزراء و .. اميركان !! .

2 . ( الجيش والشرطة " العراقيان " يلعبان دورا قياديا في توفير الأمن ) :

وهذه كذبة افضح واوضح من شمس عالمنا الوحيدة الفريدة !! لأن عددا كبيرا من التقارير الأمريكية والأوربية ــ وليس العربية ولا الاسلامية ــ تشير الى ان ( 95 % ) من هذين التشكيلين المسلّحين تتألف من جناح ( شيعي ) ، لايمثل شرفاء الشيعة ، وجناح ( كردي ) ، لايمثل شرفاء الأكراد ، كلفهما الاحتلال بتوفير الحماية والأمن لتجار الحروب الذين استصحبهم معه وشكل منهم حكومة ( أم ّ المخازي ) الحالية ، ومن واجباتهم ضرب العرب السنة الرافضين للاحتلالين الأمريكي والأيراني !! وحدود ( الدور القيادي ) العسكري والقتالي لهذين التشكيلين تبدو هلامية مائعة بلا غطاء جوي ودرع امريكي مصاحب لكل تحركاتهما ضد الشعب العراقي .

3 . ( العراق يبني علاقات مع دول الشرق الأوسط ) !! :

نعم !! يمكن تسميتها بعلاقات ( حب من طرف واحد ) وبإمتياز ، او علاقات ( زواج متعة ) محدودة الأجل مدفوعة المهر مقدما ، يقتصر عمرها على عمر الاحتلال الأمريكي للعراق فقط ، ومن قبيل علاقات ( المجاملة ) و( تبويس اللحي ) ، على الطريقة العربية المعروفة ، بين اب قوي يسوّق ابنته الدميمة ( أم ّ المخازي ) لجملة من الأزواج العاجزين عن حماية انفسهم من بطشه وغضبه ، على مبنى ( متعة علاقات إجبارية ) بين ساقطة ومجبرين على السقوط ، لا اكثر ولا اقل ، مآلها مزابل التأريخ حالما يغادر ابو العروس المخبول المنطقة !! .

4 . ( الشعب " العراقي " يريد علاقات اكثر طبيعية مع الولايات المتحدة ) :

وهذه كذبة عابرة للقارات تلقى نقدا بوجه العالم الذي يعرف ، وعن يقين ، ان ما من ضحية تحب جلاّها قط ، حتى لو اجبرت واكرهت على تعاطي ( الحب ّ ) عقودا !! . واذا ظن وزيران امريكيان ، للخارجية وللدفاع ، انهما ( صادقين ) في هذه الجملة ، فهما يوثقان امام العالم غباء لا أخ ولا أخت له في التأريخ الإنساني كلّه !! . لأن شعبا من ( 27 ) مليون نسمة سقط من ابنائه اكثر من مليون شهيد ، وهجّر وهاجر منه اكثر من خمسة ملايين ، من قومية واحدة تشكل الأغلبية في هذا البلد ، لايمكن ان يبحث عن ( علاقات اكثر طبيعية ) مع جلاّد ارتكب اكبر جريمة ابادة بشرية ، اثناء حرب غير شرعية ، بحقه خلال اقل من خمس سنوات من الاحتلال ، ودون ذنب جناه غير انه مالك البلد وصاحبه الشرعي !! .

+ + +

ويستطرد الوزيران في هلوساتهما المشتركة ، عبر مقالهما ( الفلتة التأريخية ) ، دون ان يتطرقا طبعا وطبيعة الى الفشل الذريع في حلم بناء نموذج ( ديمقراطي ) للشرق الأوسط الجديد ، ولا يذكران ولو مفردة واحدة عن مأساة الشعب العراقي الحقيقي ، ولا عن جرائم الحرب ضد الانسانية في العراق التي ارتكبها جيشهما بالتعاون مع فرق الموت ، ولكنهما يراهنان عبر فقرة اخرى على ( مستقبل آخر موعود ) تقول : ( ستبدأ مرحلة حاسمة خلال الأشهر القليلة المقبلة حينما يبدأ سفيرنا في بغداد " رايان كروكر " مفاوضات تهدف الى بناء اطار لعلاقات طبيعية مع الحكومة " العراقية " لوضع مايعرف ب " وضع القوات " ضمن الإتفاقية بين البلدين ، ستكون اساسية لحصيلة ناجحة في العراق تستجيب لمصالح وأمن الولايات المتحدة الحيوية ) !! .

وبطبيعة الحال ( ستنجح ) الولايات المتحدة في ( التفاوض ) مع نفسها ، على حقيقة ان ( أم ّ المخازي ) المقيمة في اوجار المراعي الخضراء لايمكن وصفها بغير حكومة عملاء متعددي الجنسيات إستأجرتهم اميركا لأداء واجب تنفيذ المصالح الأمريكية وتوفير الأمن لها ، أيا كان نوع جرائمهم المرتكبة بحق الشعب العراقي ، لتحقيق عقيدة ( الفوضى الخلاّقة ) والمهمة ( الربّانية ) لمحافظي البيتين الأبيض والأسود ، فيما تفيد كل ّ المؤشرات على ارض العراق ان الشعب العراقي يقف بالضد ّ تماما من كل هذا التوجّه ، وكل ّ هذا الوجود ، فصارت هذه الفقرة من هلوسة الوزيرين باقة اكاذيب جديدة تضاف الى بيدر اكاذيب قديم لتضليل الشعب الأمريكي ، الذي ترفض اكثريته الحرب في العراق ، وتضليل من يمكن تضليله في بقية انحاء العالم :

1 . ثمة اعتراف ضمني ، في هذه الفقرة وغيرها من الفقرات ، بأن اميركا لم تحقق ، ومنذ خمس سنوات من ( طيب ) الإقامة في العراق شيئا يمكن التباهي به امام شعبها وشعوب العالم، لذا عوّم الوزيران المستقبل الأمريكي في العراق على اجنحة : ( ستبدأ ) و( ستكون ) و( تهدف ) على سجّادة وردية من الافتراضات المجردة القافزة فوق الواقع ، سبقتها ( 935 ) كذبة اصابت العالم بقرف مشهود من اكاذيب نجوم ادارة الأكاذيب الملحقة بقطار ( بوش ) في رحلته نحو المحطة الأخيرة من المشهد الأمريكي والدولي !! . ومن ( سينات ) الأفعال الإفتراضية هذه يقرأ الوجه الواقعي الآخر لورطة اميركا العراقية :

لا بصيص نور في نهاية النفق لقوات الاحتلال .

2 . مفاوضات ( وضع القوات ) الأمريكية في العراق ، هي مفاوضات لإطلاق سراح ( رهائن ) في قبضة الأيرانيين والمقاومة العراقية في آن ، وهم : مجمل القوات الأمريكية المسلحة والكتل الأمنية والخدمية المرافقة لها !! المخابرات الأيرانية تسللت على غفلة القادة الأمريكان ومع دباباتهم الى بغداد وفرضت سيطرة واسعة على المراعي الخضراء التي يقيم فيها سعادة السفير الأمريكي نفسه ، ولا أدل ّ على ذلك من غيمة العمّات الأيرانية المحيطة " بريان كوكر " مباشرة ، و( المفاوضات ) التي تجري سرا وعلنا بين ( الشيطان الأكبر ) و( محور الشر ) على : ( أمن العراق ) في العراق ، وبمنتهى الصفاقة بين محتلّين لايعيران الشعب العراقي اية اهمية في مفاوضات أمنهما المشترك و( وضع قواتهما ) في بغداد والجنوب العراقي بشكل خاص !! . ومعنى مفردة ( رهائن ) الذي اطلقها ( محمود احمدي نجاد ) على القوات الأمريكية في العراق اكثر من واضح ولايحتاج الى عبقرية لتفسيره .

3 . وفرت القوات الأمريكية الغازية بحماقتها في غزو العراق ، فرصة ذهبية مجانية لدخول ( تنظيم القاعدة ) الى العراق لأول مرة في تأريخها . وقد استثمرت ( القاعدة ) غباء عجيبا في قوات الاحتلال في ترك الحدود الدولية مفتوحة منذ بدء الاحتلال وحتى هذا اليوم ، فسارعت بأيجاد قواعد زئبقية في ( 8 ) محافظات في الأقل من مجموع ( 15 ) . واستثمرت قدراته الاعلامية الجيدة فظهرت ( الأقوى ) من بين جهات المقاومة في العراق ، وصارت الشمّاعة المثالية والبعبع الذي تلقي عليه قوات الاحتلال تبعات كل جرائمها وهي تفتك بالعرب السنة ، بشكل خاص ، تحت راية محاربة ( القاعدة ) !! والعراقيون يعرفون ان العرب السنة ليسوا جميعا من تنظيم القاعدة ، وليس كل الجهات التي تحمل السلاح ضد الاحتلالين من هذا التنظيم مع انها الأكثرية في الفعل المقاوم . وكأن قوات الاحتلال الأمريكية تقدم خدمة مجانية في الترويج ( للقاعدة ) محليا واقليميا ودوليا !! .

4 . الحدود الديموغرافية ( لوضع القوات ) الأمريكية في العراق: ميليشيات ايرانية تسكن في ذات البناية التي يسكنها السفير الأمريكي " رايان كروكر " تتلقى اوامرها من طهران ، ومتأهبة لضرب القوات الأمريكية عند اول اشارة من الولي الفقيه الأيراني الذي يريد لبلاده ان تكون نووية على حساب الشعب العراقي ، من جهة ومن جهة ثانية : فرق تنظيم ( القاعدة ) التي تريد دولة اسلامية من عمق الصين الى غرب افريقيا انطلاقا من العراق ، والجهة الثالثة هي : المقاومة العراقية الساعية لتحرّير بلدها حسب من كل هذه الاحتلالات المركبة .

وتبدو القوات الأمريكية هدفا مشتركا للجميع ، وكل يريد الوصول الى اجندات مختلفة ، بعضها متضاد مع بعضه الآخر !! ومن ثم يبدو ان ( التفاوض ) مع حكومة ( أم ّ المخازي ) المحاصرة في معسكر المراعي الخضراء تفاوضا بين حشّاشين سجينين يوجز امرهما بيت شعر لراع عربي قال فيه :

( فإذا سكرت فأنا رب ّ الخورنق والسدير وإذا صحوت فأنا رب ّ الشويهة والبعير ) !!

5 . هدف : ( بناء إطار لعلاقات طبيعية مع الحكومة " العراقية " ) : يمنح المتابع فرصة ممتازة للتعرف على حدود اوهام لم تفارق عقلية القادة الأمريكان الذين يديرون حرب اليوم ، من مستوى فهمهم لمفردات ( علاقات ) و( طبيعية ) و( حكومة عراقية ) !! . فهي على الجانب الأمريكي تعني ان ( علاقاته ) بحكومة ( أم ّ المخازي ) الحالية هي علاقة سيّد بمسود ، بالمقابل يراها المواطن العراقي من ( المحرمات ) الدينية والأخلاقية والإجتماعية من جراء غزو غير شرعي وغير اخلاقي ، ومن محرقة العرب التي ارتكبها الاحتلال الأمريكي ، وبذلك حققت اميركا افلاسا اخلاقيا لايعوّض قط على صعيد المجتمع العراقي افقيا على امتداده على الأرض العراقية ، مع انها حققت ( نجاحا ) عموديا في : صنع حكومة !! افرادها مجرد عملاء مزدوجي جنسيات ، جاءوا مع دباباتها علنا !! .

اما ( الطبيعية ) التي يفهمها القادة الأمريكان فتوجزها : قدرة اي جندي من جنودهم على خلع او لبس الحذاء المشترى من السوق ( العراقية ) في اي زمان ومكان يشاء ، و( الطبيعية ) في سلوك مواطن عراقي هو عدم التعامل مع احذية ( عراقية ) في اقدام الجنود الغزاة !! ومن الطبيعي ان يعد الأمريكان مجموعة عملائهم : ( حكومة ) ، يراها المواطن العراقي بالمقابل مجموعة عصابات قتل ونهب ارتكبت مجزرة حرب بشعة ضد الانسانية في العراق .

ومن هنا يستخلص المرء ان تخطيط أستراتيجية امريكية لإحتلال البلد لفترة ( طويلة ) تحت مسمّى اتفاقية : ( وضع القوات ) الأمريكية في العراق ، لن تكون اكثر من هلوسة مخمورين مقامرين مازالوا محاصرين في حانة المراعي الخضراء !! .

+ + +

تقول سمراء الأكاذيب الأمريكية ال ( 935 ) ، ورفيقها في السلاح ( روبرت غيتس ) :

( في العراق ، جاء وجود قوات الولايات المتحدة وحلفائها بناء على قرارات من الأمم المتحدة ، وينتهي التفويض الحالي الذي منحته لها الأمم المتحدة في نهاية هذا العام ، واشار العراق الى انه لاينوي تجديد التفويض ويفضل ان يكون هناك ترتيب يتماشى مع العلاقات القائمة بين بلدين .. مستقلين ) !! . ومع ان الوزيرين يراهنان في هذه الفقرة بالذات على ذاكرات شعوب لاتنسى عادة كما يشتهيان في مقالهما المشترك ، الا ّ انهما يكرسان نفسيهما كذابين بإمتياز عجيب ومثير للسخرية :

1 . سبق قرار الاحتلال الأمريكي للعراق اي قرار صادر من الأمم المتحدة بشأن العراق منذ عام ( 2003 ) وحتى الآن ، ولهذا يسمّى بأنه ( غير شرعي ) ، كما يسمّى بأنه ( غير اخلاقي ) لأنه : بني اصلا على ( 935) من الاكاذيب الموثقة ، مازالت اميركا تقاتل في اروقة الأمم المتحدة لطمس معالمها في السجلات والوثائق الأممية ، قبل ان تتفشى تفاصيلها المشينة لشعوب العالم فتنحدر سمعة اميركا الى مادون الصفر ، الذي شخصه العالمان الاسلامي والعربي موقعا يليق بأردأ حكومة اميركية في التأريخ المعاصر تخلّى عن كل القيم الأخلاقية والإنسانية بذات البساطة التي نشر فيها مقال الوزيرين !! .

2 . نجح عملاء ( أم ّ المخازي ) في ايهام وتوريط اميركا في انهم ( فاعلين ومؤثرين واصحاب نفوذ ) قادرين على تأسيس ( حكم ديمقراطي حقيقي ) ، فإستصحبتهم مع دباباتها لغرض عرض ( النموذج الديمقراطي ) للشرق الأوسط ، ولكنهم مع جمع الإمّعات الحرامية هذا فوجئوا ، دون حسابات مسبقة بأصغر مدن العراق : الفلوجة ، التي لايساوي عديد سكانها عديد حي من احياء واشنطن ، تمرغ وجهها ووجوه إمّعاتها ولصوصها بتراب العراق في مقاومة طاولت اربع سنوات متوالية لم توقف غلوائها الا ّ اسلحة الفسفور المحرمة دوليا ، التي استخدمتها قوات الاحتلال ضد اهل مدينة مازالوا محاصرين بيتا بيتا ، ويتنقلون بأذونات ورخص مستنسخة عن ديمقراطية اسرائيل مع عرب فلسطين . ولمّا انتشرت شرارة المقاومة الى مدن العراق العربية اضطرت قوات الاحتلال للاعتراف ( بصدمة المقاومة العراقية ) عبر تقرير ( بيكر ـ هاملتون ) الشهير الذي لم يغلق بعد ، وعبر خسائرها البشرية ومنها خسائر من اصيبوا بالجنون من هول ضربات المقاومة العربية العراقية .

3 . إكتشفت ادارة حمقى الحروب متأخرة جدا ان ماكان يدعى ( بالمعارضة العراقية ) في ايران ، التي استصحبتها مع دباباتها قد باعت ( البضاعة ) التي استولت عليها ، العراق ، مرتين : مرّة لشار امريكي غبي ، ومرة اخيرة لمرجعيتها الأساسية في المواطنة أيران ، ولكن بعد ان تسلل ( ماؤها ) من تحت بساط من استصحبها وسيطرت على معظم مفاصل حكومة ( أم ّ المخازي ) ، فاضطر حمقى ( بوش ) لإبتلاع شص ّ الصيد الأيراني ، وماعادت بقايا كرامتهم المهانة في اصغر مدن العراق العربية تسمح بهدر كرامة مضاف من خلال الإعتراف بحقيقة انهم صاروا مجرد : ( رهائن ) في قبضة ايران كما اعلن ( محمود احمدي نجاد ) .

4 . وانطلت على الأمريكان خدعة تجار الحروب الأكراد ، الذين تظاهروا بأنهم دعاة ( ديمقراطية ) من نمط علماني فريد سيستقطب العراقيين ، ثم اسفروا عن وجه اجندتهم في الانفصال بعد تهيئة مستلزمات الثروة من آبار العراق النفطية القريبة من تجمعاتهم على خارطة ( كردستان ) من جنوب بغداد الى جنوب ارمينيا وتخوم البحر الأبيض الأبيض المتوسط ، وغرّتهم علاقاتهم بأميركا واسرائيل فراحوا يهددون دول الجوار ويتدخلون في شؤونها الداخلية ، فكان رد ّ فعل ايران وتركيا ان حولوا الحليف الكردي العراقي لأميركا الى مكفخة اهانات يومية عبر الحدود الدولية ، واضطرت اميركا ان تعلن انها ( لن تدافع عنهم اذا تعرضوا لهجوم من دول الجوار ) وبلعت شصّا ثلاثيا تركيا ايرانيا كرديا عراقيا صعب الابتلاع صعب التقيؤ ، من جراء فراغ عقول مخططي ستراتيجية ( الفوضى الخلاّقة ) .

5 . بعد ان وصلت اميركا الى حدود معرفة حجم ورطتها في العراق ، اضطرت الى الإستعانة بالأمم المتحدة جناحا دوليا وذراعا ( شرعيا ) لها ، فاستصدرت منها تفويضا بالتعاون مع عملائها في حكومة ( أم ّ المخازي ) على ( وجود شرعي !! ) لحماية تجار الحروب متعددي الجنسيات ، الذين اعلنوا ( استقلالا ) بات من قبيل المضحكات بين الدول المستقلة حقا ، وصاروا مثلا ناصعا للفساد والاجرام الدولي الموثق ، واختفى الى غير رجعة حلم ( الديمقراطية النموذج ) ، مع حلم ( الشرق الأوسط الكبير ) ، الذي صار ( صغيرا ) تصاغر مع هروب الحلفاء من العراق ، واشتداد عضد المقاومة العراقية ، حتى اختفى هو الآخر من اجندات حمقى ( بوش ) المحبطين .

والخلاصة :

ان اميركا وجدت الا ّ مناصّ ، امام حقائق الفشل الذريع في العراق ، الا ّ ان تغادر من الأبواب ذاتها التي فتحتها لك لمن هب ّ ودب ّ نحو العراق على ان تستبقي ( نافذة صغيرة ) للعودة من خلال : ( العلاقات القائمة ) بين سيّد مضطر للرحيل ، وعبيد مضطرين للبقاء ساهرين على مصالحه في بغداد المحتلة !! وهذا مالم يتطرق له تقرير الوزيرين صراحة ، ولكنه جاء على الوجه الآخر من المقال ، الذي يبدو رثاء و ( لطمية ) مستعارة عن العراقيين بكنهة ولكنة اميركية !! .

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــ

رياح البرزاني ، عاصفة الأتراك ، ونفاق ( بان )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( من يزرع الريح يحصد العاصفة ) !! .

مثل معروف من مبناه متطابقا مع معناه على مايجري في شمال العراق ، الذي زرع فيه البرزاني ، وصاحبه الطالباني ، غرور من امتهن الخيانة ضد وطنه فهدّد دول الجوار( بالويل والثبور وعظائم الأمور ) ، لأنه تاجر بالخيانة واستضاف بعضا من ( اولاد العمومة ) المسلّحين على نفقة الشعب العراقي ، وعلى حساب أمنه الوطني ، وقدسية حدوده ، ( فحصد عاصفة ) لم يتحسب لها في غلواء احلام يقظته على سلّة وعود اميركية تجاوزها منطق السوق العراقي والأقليمي والدولي في آن .

هجوم الربيع التركي ، الذي كان متوقعا ، بدأ مبكرا عن نفاد صبر تركي ، وعن مبدأ عسكري يفيد ان : ( الهجوم افضل وسائل الدفاع ) ، وربما اسرعها ، في زج ّ ( 10000 ) آلاف جندي ، من مجموع ( 100 ) الف جاهزين للهجوم الأصلي ، في معارك جس ّ نبض استطلاعية تحصل الآن في مناطق ( نيروه ريكان ) و( سره رش ) وجبل ( قنديل ) في محافظة دهوك على المثلث العراقي التركي السوري ، ضد المتمردين الأكراد الأتراك من حزب العمال الكردستان ( بي كي كي ) ، مصحوبة بقصف مدفعي مكثف من المدفعية والطائرات التركية ، ومن المتوقع ان تمتد جبهة العاصفة التركية على طول الحدود حتى المثلث الحدودي التركي العراقي الأيراني في الأيام القادمة كلما تحسنت الظروف المناخية .

البرزاني ، المحاصر عراقيا واقليميا ، لم يجد لنفسه مغيثا غير ( رمضاء ) نبي الأكاذيب ال ( 935 ) من ( هجير ) تركيا ، فطيّر له استغاثة عاجلة يدعوه فيها ( دعوة الأخ لأخيه ) : ( للتدخل ومعالجة الوضع المتأزم مع تركيا ) ، ولم تفته طبعا وطبيعة فرصة ( الشكوى ) من شركائه في تجارة احتلال وبيع العراق في حكومة ( أم ّ المخازي ) الذين وصف موقفهم بأنه : ( هزيل !!) ، فأكد بشكواه مهزلة زارعي الريح في ارجاء العراق من : نبي الأكاذيب الدولية الشهيرة نزولا الى ابسط مقاتلي البرزاني الذين انزووا مرعوبين من الأتراك بعد ( بطولات ؟! ) مشهودة معدودة ضد عرب العراق الذين يمثلون اكثرية الشعب العراقي .

ووفق مقولة قديمة تقول :

( خذ الحكمة من افواه المجانين )!! .

صرّح النائب الكردي محمود عثمان بأن : ( الولايات المتحدة منحازة لتركيا ) !! . ولأن الرجل هو فيلسوف الحكمة الأقدم في حاضنة تجار الحروب الأكراد فقد ( صدق !! ) على غير ماهو متوقع منه ومن امثاله !! . ولكنه سرعان ماعاد الى الهلوسة المضحكة المعروفة عنه وعنهم في قوله : ( يفترض في الحكومة " العراقية " ان تطلب من اميركا الضغط على تركيا لإنهاء عمياتها العسكرية ) !! . ولم يكتف بهذه النكتة ، لأنه اضاف ماهو اكثر اضحاكا منها : ( .. باعتبار ان الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية الحفاظ على أمن .. العراق ) !! . ثم غرّب وشرّق في آن في قوله : ( على الحكومة العراقية ان تطلب عقد جلسة لمجلس الأمن لإنهاء العملية العسكرية التركية في حال عدم استجابة واشنطن للطلب العراقي ) ، وبذلك ختم بالضربة ( القاضية ) على كل ( حكمة ) عملاء اميركا في العراق المحتل !! .

محاصر مرعوب يطلب من محاصرين مرعوبين بعيدين عنه بفك ّ الحصار عنه !! . زارع ريح يطلب ممن تهددهم عواصف المقاومة الوطنية العراقية ، بعيدين عنه ، عاجزين عن التمسك بمواقعهم النقطوية في العراق ، ان ينقذوه من عاصفة تركية غابت عن تفكيره الاحمق في شمال العراق ، الذي فرّط حتى بمصير اقرب الناس اليه : اكراد العراق !! لأنه يحلم بديمومة امتيازات مالية وسلطوية لتجار حروب الحقوا ضررا بالقضية الكردية صعب العلاج في عمقها الانساني ، وعزلوها بحماقاتهم وحبهم المرضي للمال والسلطة عن عمقها العراقي العربي والأقليمي لدى شعوب دول الجوار .

وجاءت ردود الفعل على العاصفة التركية من ( بان كي مون ) اكثر من مخيّبة لآمال تجار الحروب الأكراد وربما اعمق من ( هزيلة ) ، فقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة على اهانة المسلمين ، الأتراك الى ( احترام ) الحدود الدولية العراقية !! . وشفع ورفع دعواه الى مصاف مصالح اميركا الدولية في تأكيده على : ( وقف فوري للهجمات التي يشنها عناصر حزب العمال الكردستاني الذين ينطلقون من شمال العراق ، ويرتكبون اعمالا ارهابية في تركيا ) !! . ولا احد يعرف لحد ّ الآن ماهو رد ّ نبي الأكاذيب ال ( 935 ) على رسالة الاستغاثة البرزانية ، ولا على اعلان ( النخوة ) الأممية الصادرة من امينها العام ( بان كي مون ) ، ولكن الأكيد ، الأكيد ، ان عملاء اميركا في شمال العراق ، كما شركائهم في جريمة الاحتلال في جنوب العراق ، أدمنوا الاهانات الدولية والأقليمية على حقيقة بيت شعر يقول :

( من يهن يسهل الهوان عليه مالجرح بميّت ايلام ) !! .

غالبا ما يؤاتي الموت المنافقين مرات ومرات قبل الموت النهائي في عواصف كانوا زرّاعا حمقى لرياحها الصغيرة !! . ( فبان كي مون ) يتجاهل ان العراق بما فيه من حدود دولية هو بلد محتل ، فيما يتجاهل المستغيثون الأكراد ( بهجير ) بوش ( من رمضاء ) المقاومة العراقية والعاصفة التركية في آن .

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــــ

مجمّدة (مقتدى ) وحرارة الاحتلال

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

منذ خمس سنين تقريبا واسلاميّو الحاجّة ( كوندي ) ، سنة وشيعة ، عربا واكرادا وتركمان ، يصفعون وجه العراق بوعود حسن العلاقة مع قوات الاحتلال ( لتحرير ) العراق ، على الظن انهم ( ينجحون !؟ ) في استغباء شعب محتل ، لم ينل من ( علاقاتهم ) التي وصلت ذروة قبحها غيرمأساة حجمها : قبور اكثر من مليون شهيد وخيام اكثر من خمسة ملايين مهاجر ومهجّر !! وصارت المشاركة في ( العملية السياسية ) مشاركة جزارين لجزارين على ذات الذبيحة ( الدسمة ) : الشعب العراقي !! الذي مازال مشروع حلب در ّ المليارات على اصحاب ( العلاقات ) مع قوات الاحتلالين : ألأمريكي الأيراني ، ولم يدر على اهلنا غير حروب عصابات النهب والقتل المحمية بقوات الاحتلالين !! .

+ + +

كنا نتوسّم من شرفاء العراقيين ، في ايام الاحتلال الأولى ، وممن ينحدرون من عوائل وعشائر معروفة في العراق ان يكونوا السد ّ الذي يحمي وحدة الشعب العراقي ، ولكم ( ابهجتنا ) وورفعت فينا قيمة المواطنة شعارات مثل : ( اخوان سنة وشيعة !! هذا الوطن مانبيعة !! ) ، ولكم ابهجتنا ثورة ( الفلوجة ) التي صارت فاتحة للمقاومة الوطنية ، وصمود ثوارها لأربع سنين متوالية وهي المدينة التي لاتساوي في مساحتها ونفوسها حيّا من احياء واشنطن او نيويورك !! .

ولكن ؟! .

منذ خمس سنوات والمسؤولون الاعلاميون في التيار الصدري ، وهم كثرة عجيبة ، يفقعون الأجواء السياسية العراقية بكل ما هو متناقض وعجيب ، حتى ماعدنا نعرف ان كانوا ( عربا عراقيين ) يدافعون عن قدر الله الذي شاء لهم ان يولدوا عربا مثل غيرهم من العراقيين الذين يعانون من احتلالين : امريكي وايراني ام انهم ( فرقة ايرانية ) سكنت العراق قبل الاحتلال ، وصار من حقها ( الديمقراطي ) بعده ان تتنافس مع تبعيات اخرى عراقية وغير عراقية من اجل ( حصتها ) من غنيمة الإرث العراقي التي جناها الاحتلالان .

( أكّد ) المسؤول الاعلامي لمقتدى الصدر من النجف ، قبل ايام ، ان ( السيّد ) يفكر ( جادّا ) بإنهاء قرار تجميد نشاطات ميليشياه ، لأسباب عدّة اولها فشل الحكومة في تعقيب من ارتكبوا ( افعالا دنيئة او جرائم ) باسم جيش المهدي وتحويل جهد الحكومة وقوات الاحتلال طبعا لإلقاء القبض على العناصر المحسوبة على ( السيّد ) بدلا ممن يريد هذا التخلّص من ( تبعاتهم ) ليستعيد وجها آخر غير الوجه الدموي القبيح الذي جايل ظهور جيشه مع دخول قوات ( بدر ) وعناصر حزب ( الدعوة ) الأيرانية .

وفي الوجه الآخر من التصريح ، الذي جاء بعد ( تفكير جاد ّ ) من قبل ( السيّد ) على تمديد التجميد لمدة ستة اشهر اخرى تنتهي في شهر آب / اغسطس من هذا العام ، يمكن للمتابع ان يقرأ جملة من الحقائق على ارض ( المهدي ) ، تشير الى ان هذه الميليشيا ، واسوة بميليشيات ( مسلمي كوندي ) شيعية وسنية ، لم تقدم للشعب العراقي موقفا ( وطنيا ) واحدا بدون ثمن ، علني او سرّي !! وحتى طلب ( البراءة ) ممن ارتكبوا ( افعالا دنيئة او جرائم ) يمكن ان يقرأ معكوسا ضدها من خلال عمر قصير امضته في شوارع العراق وازقته السياسية :

اولا :

قبل الاحتلال لم يكن ( مقتدى الصدر ) من الشخصيات ذات الوزن الديني او الاجتماعي ، عدا كونه ابن رجل دين بارز لم ينجح في نيل شهادة الدراسة الثانوية في الأقل ، ولم ينجح في نيل شهادة حتى من المدارس الدينية ، ولكنه ظهر بعد الاحتلال تحت مسمّى ( رجل الدين الشاب ) الذي نجح في تغيير اسم الحي الذي يسكنه من ( مدينة الثورة ) الى ( مدينة الصدر ) ، ثم نال لقب ( قائد ) ، و( مؤسس ) ، و( حجة اسلام ومسلمين ) ، دون المرور بأية مدرسة علمية او دينية ، حتى نال لقب ( اخطر رجل في العراق ) من الاعلام الأمريكي ، يسعى الآن لدرجة ( آية الله ) ، ولا ادري العظمى ام الصغرى ، بعد ان نجح في زج مالايقل عن خمسة وزراء وثلاين نائبا في برلمان الاحتلالين ، كلهم كانوا ( حفاة عراة ) وصاروا من اصحاب الملايين الدولارية والقصور والشقق من ضلع الشعب العراقي الدسم وتحت ذات الأكذوبة الوطنية الكبيرة : ( المشاركة في العملية السياسية ) .

ثانيا :

ظهر ( مقتدى ) وهو يرتدي كفنه ( مقاتلا !؟ ) للاحتلال الأمريكي في النجف عام ( 2004 ) ، قبل ان ينال الحظوة العظمى بالوزارات ومجلس النواب ، ، فظن كثيرون بأن جيشه سيساهم في ( تحرير العراق ) من الاحتلالين ، حتى ان العرب السنة الذين رفضوا الاحتلال منذ يومه الأول اعلنوا مؤازرتهم له بل وزاروه في النجف ، ولكنه غير اتجاهه ب ( 180 ) درجة بعد ( مفاوضات !!؟؟ ) مع الحكومة ، وصار ركنا من اركانها المؤازرة للاحتلالين بشكل مباشر وغير مباشر من خلال اصوات وزرائه ونوابه ( المهدويين ) من الضلع الأيراني الذي يحتمي الآن تحت ظلاله ( السيّد )علنا الى الضلع الأمريكي الذي يحتمي تحت خيمته وزراءه ونوابه .

ثالثا :

من بين التيار الصدري ظهرت ابشع فرق الموت الطائفية قبل وبعد تفجير مرقد سامراء ، وظهرت مفردة ( نواصب ) سيفا يجتز رقاب العرب السنة الذين حموا وصلّوا في المرقد العسكري قرونا ، ولم ترحم فرق موت ( السيّد ) عجوزا ولا امرأة ولا طفلا سنيا ، حتى ان ( حجج الاسلام والمسلمين ) وشيوخ ( الطريقة الصدرية ) اعلنوا مرارا ان مقاتليهم لايحتاجون الى ( فتاوى السيّد ) في قتل ( النواصب في بغداد والمدن المجاورة !! وظهر ( الزرقاوي ) على الكفة الدموية الأخرى من الرعب الطائفي كرد فعل ( كفر الشيعة ) واحل ّ دمائهم واستباحها ، ولم يستثن كما صاحبه الأول احدا باسم السنة العرب !! وكل ذلك جرى تحت انظار عرب شيعة وسنة لم يكفروا بعضهم حتى اليوم ، ولم يؤيدوا قتل برئ على مذهبه ايا كان السبب ، ولكن الحصيلة جاءت على شكل اكثر من خمسة ملايين عراقي مهاجر ومهجّر مع مئات الألوف من القبور التي سكنها ابرياء كل ذنبهم انهم وقعوا بيد هذا او بيد ذاك في اكبر جريمة حرب تستهل وجه هذا القرن .

رابعا :

تزامنت نشاطات جيش مقتدى مع نشاط قوات بدر وحزب الدعوة الأيرانيين في تشكيل ما يسمى بالجيش ( العراقي ) ، وكأن نشاط جيش مقتدى الدموي جاء للتغطية والتعمية على هذا المرور نحو مفاصل الدولة الرسمية في اهم اركانها : الجيش وشرطة الأمن اللذين أديا ذات الأعمال الاجرامية التي قامت بها ميليشيا المهدي ، ولكن تحت غطاء وزارة الدفاع ووزارة الداخلية !! ولم نسمع او نرى ان ( مقتدى ) او ميليشياته قد تصدت لهذا التسلل الأيراني المفضوح ، بل سمعنا عن ( مفاوضات ) تجري بين الطرفين لإقتسام الغنائم من موانئ البصرة وانابيب النفط فيها حتى مدينة الصدر مرورا بمجلس النواب ومجلس الوزراء .

خامسا :

كلما اقترب موعد الإنتخابات الأمريكية لرئاسة اميركا تبدأ ظاهرة العنف الطائفي التي تديرها ميليشيات ( الصدر) و( بدر ) و( الدعوة ) الأيرانية بالتلاشي والاختفاء لتمرير حزب نبي الأكاذيب ال ( 935 ) الى رئاسة اميركا التي اعلن مرشحها ( مكّين ) حلمه : احتلال العراق لمدة ( 100 ) عام اخرى وحتى آخر قطرة نفط عراقية!! ولاتخلو التهدئة من اجور مدفوعة لآل البيت الأبيض من سادة الريح السوداء وميليشياتهم ، سنية وشيعية ، كما هو واضح ومفضوح فضيحة عنز وراثية في سوق تجارة حروب محلية .

جمّدوا نشاطاتهم حتى ينجح الحزب الجمهوري الأمريكي الذي خلقهم درنات سرطانية بين صفوفنا ، ولكن ماذا سيفعلون اذا فاز رئيس اميركي يريد ان ينفض اياديه من جرائم تجار الحروب ( العراقيين ) ؟! .

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

صولاغ وهوش يار في معجنة العسكري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لايكاد يمر يوم دون ان تصفع اسماعنا وتخدش نظراتنا مخزية جديدة من مخزيات حكومة ( أم ّ المخازي ) المنطلقة بشراعين ، اولهما تقوده دفة ودف ّ ( الشيطان الأكبر ) القديم وثانيهما يقوده يتيم ( محور الشر ) ّ اللئيم الشريكين في ذات المراعي ، ولكأن المخزيات صارت ( عادة حليمة ) في سوق النخاسة ( القديمة ) !! .

( سامي العسكري ) ، مستشار ( جواد او نوري المالكي ) رئيس الوزراء الخانعين لهوى شر ّ الشراعين في آن ، فتح النار على حين بغتة ( ديمقراطية ) ضد ( هوش يار زي باري ) وزير الخارجية المكرّدة ( المكرودة ) ووصفها : ( أفشل الوزارات وأكثرها فسادا !! ) ، ومع ان مؤشرات السوق ، في سفينة الشيطان ، تؤصّل وتنسب هذا الهجوم المفاجئ الى رف ّ ( حسد عيشة بين لصوص ) ، ولكن ( العسكري ) قال كلمة حق حتى لو اراد بها باطلا تلمسه اللاجئون العراقيون قبل الكشف ( العسكري ) هذا ، من لم نائب لم يكن ( ساميا ) في مجلس نواب جرت تحت خيمته اكبر جريمة ابادة ضد العرب في مستهل هذا القرن .

من المعروف ومنذ الأيام الأولى التي تولى صاحب اكبر لغد دبلوماسي ( هوش يار زي باري ) انه عين سفراء اكراد ، بعضهم لايجيد العربية لغة الأكثرية من الشعب العراقي ، وبعضهم لاتؤهله شهاداته الدراسية ولاتجربته الوظيفية لمنصب سفير عدا شهادة الولاء المطلق لميليشيات الريح الصفراء في حاضنة ( كردستان العظمى ) من جنوب بغداد حتى القطب الشمالي ، وصار جل ّ نشاط هؤلاء هو الترويج للإنفصال عن العراق ، والتنافس مع اسرائيل علنا على حضوتها في مقر الشيطان الأكبر .

وثمة عشرات الوقائع الصحيحة التي تؤكد حق وباطل ( العسكري ) الذي ساقه لطمة ( ديمقراطية ) ، في غير اوانها ، بوجه جاره في اوجار المراعي الخضراء ، لايتسع المجال لذكرها غير الاشارة الى ان كل سفارة عراقية يتولاها سفير كردي لاتتكلم غير الكردية ولاتعتز بغير الخرقة الصفراء علما تعمل تحت اجنداته ، مع ان عديد الأكراد لايتجاوز في افضل حالاته ( 12% ) من العراقيين ، ولكن اكراد ( كوندي ) عرّسوا وعرّشوا في كل مناحي الدبلوماسية التي تمثلها سفينة الشيطان المبحرة في بحر الدم العربي العراقي البرئ .

ويبدو ان ( حسد العيشة بين اللصوص ) قد أخذ ( العسكري ) الى ( بيان جبر صولاغ ) ، الأيراني ، ايضا فإكتشف هذا متأخرا ، ويا للعجب ، ان حامل نوط ( ابو دريل ) من الدولتين النوويتين الأعظم في العالم : اميركا وايران ، وحامل نوط ( حاميها حراميها ) من ذات المصدرين : ( لايحمل اختصاصا في الشؤون المالية ، ولم يقم بزيارة مقر وزارته ، ويديرها عن بعد عن طريق مستشاريه ومدرائه العامين ، منذ توليه المنصب وحتى الآن ) ، كما قال لإذاعة ( سوا ) الأمريكية !! .

وسارع ( المالكي ) لنفي عار جديد في إتخاذه ( العسكري ) مستشارا ، ليجنب نفسه معركة جانبية ، على هامش معاركه الكبرى ضد عرب العراق الرافضين للإحتلالين ، من رباعية الدفع والجر ّ في الإئتلاف الايراني والكردي من ( آل البيتين والثلاث ورقات ) ، وصرح بأن ( العسكري ) يمثل نفسه نائبا من نواب حجة العملاء ( كوندي ) في سفينة المراعي الخضراء ، التي حملت من انماط العمالة زوجا من كل لون في الفيضان الذي دعا ربّه اليه نبي الأكاذيب الى ( 935 ) فاستجاب له في من نراهم يرشقون بعضهم بالفساد الذي اسسوا له بالتضامن والتكافل .

ظريف ( العسكري ) انه سبق وان صفع شريكه في جريمة الاحتلالين ( مسعود البرزاني ) بتصريح تزامن مع الهجمات التركية الأولى على شمال العراق عندما قال : ( الأكراد يعرفون انهم عراقيين في الأزمات فقط )!! ، ومع ان الرجل كان صادقا في هذه المرّة ايضا وساق كلمة حق ، ولكنه اراد بها باطل البراءة مما فعل هو وامثاله عندما بصموا امام ( بريمر ) ضاحكين على تجزئة العراق الى حصص لتجار الحروب الذين جاءوا مع دبابات الاحتلال .

والأظرف ان ( هوش يار زي باري ) رد ّ على صفعة ( العسكري ) واصفا اياّها ب : ( إتهام رخيص وباطل ) ، مع انها شهادة شاهد من اهل الفساد ذاته ، واشار ( هوش يار ) الى ان وزارته ( تدرس جادة رفع شكوى قضائية ) ضد الرخيص الباطل ( العسكري ) ، وحبكة النكتة في سبب الدعوى حسب ( هوش يار ) هي : ( لمعرفة الجهات التي تقف وراء سامي العسكري التي دفعته لإطلاق هذه التهم جزافا ) !! . مع انهما جارين في ذات المرعى المحاصر من العراقيين الذين تاهت كل حقوقهم في باطل ثلّة الباطلين الأمريكي والأيراني !!.

ولم تعرف لحد ّ الآن ردود فعل ( صولاغ ) الذي يدير وزارته بالهاتف ، ولكنني أحذر ( سامي العسكري ) ، ومن باب الرحمة والحرص على شاهد هام من شهود محاكم جرائم الحرب الدولية القادمة ، من ( الدريل ) الذي صمّم خصيصا له بكل تأكيد بعد كل هذه الفقعات ( الديمقراطية ) بحق شركائه بالتكافل والتضامن في جريمة احتلال العراق .

جاسم الرصيف

ــــــــــــــــــــــــــ

وائل وعلاّوي والمعزى العراقية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كما البحث عن ابرة خياطة سقطت في محيط ، بات الرهان على وجود صادق واحد فقط ، نظيف يد وضمير ، في حكومة ( أم ّ المخازي ) ضربا من المحال ، وحلما من احلام المنجمين . ولأن حتمية شركات الفساد أن : يختلف منتسبوها فينشرون غسيل بعضهم الأكثر من قذر ، كما تنشر قطعان الماعز فضيحتها الوراثية على ذيول لاتستر عوراتها في سوق الفضائح ، فقد حفل الشهر الثاني من ( عام الجرذ )العراقي هذا بالكثير الذي نختار منه نموذجا برلمانيا فريدا .

النائب ( وائل عبد اللطيف ) ، الذي يصف نفسه ( مستقلا ) في مجلس ( آل البيتين ) والأكاذيب الأمريكية ال ( 935 ) قال للصحافة مؤخرا : ( المواطن العراقي يتلقى معاملة سيئة في الدول ، والسفارات والممثليات " العراقية " لاتحرك ساكنا سوى تقديم ولائها لأحزابها ) !! . ويبدو كلام ( عبد اللطيف ) لطيفا من ( وائل ) ، الذي تناسى انه أسس مثل غيره من نواب ( كوندي ) لأبشع إحتلالين لبلد عربي ، كما تناسى انه من الباصمين على المحاصصة الطائفية والعرقية !! . ثم نسف حكمته الفريدة تلك بعد ثوان عندما بشّرنا : ( بقرب إعلان تشكيل تنظيم سياسي جديد باسم ــ وانتبهوا رجاء : ــ حزب الدولة ) !! .

وهو قد اختار لتشكيلته هذا الإسم الرنان ، ربما لأن ( الدولة ) الحالية أسرفت وغالت في ( كرمها وكرم اخلاقها !؟ ) للشعب العراقي ، فقدمت له مقبرة إتسعت لأكثر من مليون شهيد خلال خمس سنوات مع خيام لخمسة ملايين مهاجر ومهجّر ، ( فحق ّ ) لها أن تؤسس ( لإنسانيتها !؟ ) الفريدة حزبا تحت مسمّاها ( الكريم ) على ساحة النكتة الغبية التي القاها هذا ( العبقري ) الجديد في قوله وتأكيده على : ( أهمية نبذ المحاصصة الطائفية والقومية في تشكيل الحكومة المرتقبة ) !! .

طريف ( عبد اللطيف ) : انه عندما كان عضوا في كتلة ( أياد علاّوي يجرح مايداوي ) ، التي إستقل عنها قبل ايام ، كان من الباصمين الباسمين على ماينبذه الآن ويزكّي نفسه عنه ، وكأنه خطيئة بحق العراقيين ارتكبها مجهول !! أو انه : رجل جاء فجأة من ( زحل ) فأبدى ضد المجرمين كل هذا الزعل !! . ويعمّق الغباء في رؤاه في قوله : ( إن تشكيل الحكومة على أساس حزبي لايمثل واقع العراق ، بل يولد النفور ) !! . وكأن الرجل لم ينل من عطايا الاحتلالين عن تحزبه القديم كل هذه الأبهة والحماية التي يتمتع بها الآن !! .

ويوّثق السيد النائب غبائه في جهله الفاضح العجيب لمفهوم ( حكومة ) ، وكأنها كيان لاعلاقة له من بعيد او قريب ( بالدولة ) في مقولته الفقعة تلك !! ثم يوظف كلمة حق يراد بها باطل في قوله : ( .. التوافق لاتمثل جميع السنة ، والإئتلاف لاتمثل كل الشيعة ، والأحزاب الكردية لاتمثل الأكراد ) !! . فبات محسودا على ( ذكائه ) الخارق في هذا الإكتشاف ، الذي عرفه العراقيون عربا ( سنة وشيعة ) واكرادا وتركمان منذ اليوم للاحتلال ، الذي انبثقت فيه تلك المكونات الجزبية من غبارات الدبابات الأمريكية ودخان القصف وأجداث العراقيين الأبرياء .

والكتل التي ذكرها ( عبد اللطيف ) ، والتي لايستطيع اليوم وغدا العيش بدونها ، وبدون بركات الحماية المقدمة من أمّها قوات الاحتلال ، هي التي اسست بطائفيتها وعرقيتها العنصرية البغيضة لأبشع إبادة بشرية ضد عرب العراق ، الذين مازال هذا وأمثاله يتاجرون بقبور قتلاهم وخيام مهجريهم ومهاجريهم على دلالة ان هذا العبد ، من كتلة ( علاّوي ) ، لم يكن ( لطيفا ) بأهله عندما جاء غازيا مغيرا مع دبابات الاحتلال ، ولم يكن ( لطيفا ) بالعراقيين عندما بصم امام ( بريمر ) سئ الصيت على المحاصصة الطائفية والقومية التي يشكو منها الآن ليؤسس حزبا .. ( للدولة !! ) التي اهانت ومازالت تهين كل عراقي شريف .

وعندما كان هذا يعمل بنشاط لأكثر من اربعة اعوام في كتلة ( علاّوي ) لم يسمع احد منه قولا ( عبقريا ) مثل هذا حتى وزع تجار الحروب الأكراد رشاهم السخية لأفراد منتخبين من هذه الكتلة ، فحرد (عبد اللطيف ) ، ربّما لرداءة الرشوة التي نالها وربما لأنه لم ينلها ، وكشف العورة المخبوءة تحت ذيل معزاه ، إذ اعلن ان ( اياد علاّوي ) مشروع دكتاتور ، وانه أمر نوابه بتمرير صفقة لصالح الأكراد على حصة من ميزانية الدولة بنسبة ( 17 % ) ، فيما الوثائق تشير الى ان عديد الأكراد في العراق هو ( 12 % ) ، والفارق المالي المقبوض لايقل عن ( 5 ) مليارات دولار ، وزع( الطالباني ) و( البرزاني ) مقدما منها لواسعي الفم والمعدة ، من هذه الكتلة وغيرها ، مكرمات سخية ودسمة من ( المقسوم ) في عالم العمالة ( العراقي )!!

لاغرابة ولاعجب في مشاريع ( وائل عبد اللطيف ) ، بوصفه رجلا من الصفوف الأخيرة من متعددي الجنسيات من عملاء الاحتلالين ، شعر بأن صاحبه ( اياد علاّوي ) قد تجاوزته المخابرات الأمريكية والبريطانية ، ( إكسبايرد ) ، للبحث عن وجوه بديلة لم تسود ّ بعد في مرآة العراقيين ، فطرح نفسه وجها جديدا على فضيحة صاحبه الذي نال اكثر من كفايته من ( المقسوم الكردي ) فأمر إمّعاته بالتصويت لنهب ثروات العراق لصالح ( سي بندية ) كردستان الذين زورا تعدادهم واستوردوا اكرادا من دول الجوار باتوا علقات تلتهم من الجسد العراقي عربا واكرادا وتركمان !! .

ولله في حكوماتنا ونوابها حكمة قد تفهم من فضيحة العنز الوراثية كما يبدو !! .

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــــ

إهانتان علنيتان ، والثالثة ؟!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سئل عجوز حكيم عمّا يقوله بحق قاتل ظالم غادر فأجاب : أدعو له بطول العمر وقلّة القدر !! .

+ + +

أعلن السيد الرئيس ، بلا سيادة عراقية ، من عرين الضباع في السليمانية أنه ألغى اتفاقية الجزائر عن شط العرب العراقي مع ايران لعام ( 1975 ) لأنها مهينة للشعب العراقي ، الذي يعرفه هو ، والتي ترتب من جرائها هروب كافة ( البيشمركة ) المدعومين من ايران في حينها ، وفي هذا الحين أيضا لظروف أخرى ، من شمال العراق . وخلال ساعات غير رأيه بالأمر وخفف اللهجة على امكانية ( حوار ) بهذا الأمر ، وغير ذلك من ضبابيات الغيوم لعل القط ّ يبدو في نظر الآخرين نمرا مخيفا .

وفي الزيارة التأريخية ( لمحمود أحمدي نجاد ) لعرين الضباع في المراعي الخضراء المحاصرين بالشعب العراقي الذي نعرفه نحن ، لم يكتف الضيف بالدعس سرا على ذيل قط ّ من ورق لايخف فأرة في حاضنته المحمية بكل التروس الأمريكية ، بل وأعلن من خلف ذات المنبر الذي وقف عنده الرئيسان أن إتفاقية الجزائر مازالت سارية المفعول !! وتكلم بنطلون السيد الرئيس ( البيشمركة ) ولم ينطق فمه برد ّ على هذه إلإهانة المزدوجة له ، و( لشعبه ) الذي يتكلم نيابة عنه ولانعرفه ، ولمن نصّبوه رئيسا من ورق متجحفلين على مبعدة بضعة أمتار من الرئيسين ويمثلون أقوى دولة في العالم !! .

( محمود أحمدي نجاد ) ، في مركن ضباع الاحتلال المحاصر في بغداد ، لم يوجه الاهانة عن مظهرية فارغة ، بل عن حقيقتين كبيرتين ( تجاهد ) قوات الاحتلال والميليشيات المساندة لها في الا ّ تعترف بهما علنا امام العالم ، مع انهما حاصلتين في العراق من شماله الى جنوبه :

وأولاهما : ان ( الجنود الأمريكان رهائن لدى ايران ) لأن الفرس الذين إستعاروا وجوها عراقيا يطوقونهم من

أقصى الجنوب الى بغداد ومركن الضباع نفسه ، وقد أثبتت الأيام أن هذا الجيش يترنح تحت ضربات

( الأقلية السنية ) وحدها ، في غياب مقاومة من ذات الوزن من ( الأكثرية الشيعية ) ، حسب

توصيفات الاحتلال ، بعد ان سيطرت قوات بدر وقوات حزب الدعوة على مفاصل الحياة في مدن

الجنوب وقيّدت حركة الوطنيين من العرب الشيعة وفقا لمتطلبات الدبلوماسية الأيرانية ومصالح ايران

تماما كما تقوم بهذه الوظيفة ميليشيات ( الصحوة ) في تقييد حركة العرب السنة المقاومين .

وثانيهما : تعني ان الشعب الذي تتحدث عنه ضخامة السيد الرئيس الطالباني ، وهم بأيجاز عصابته الخاصة

التي أعلنت تحالفها مع قوات الاحتلال ، ولامنفذ لها في حالة إنسحاب الحليف الأمريكي بغتة او

بالتقسيط غير الحدود الأيرانية لتهريب ما خف وغلا من ثروات الشعب العراقي المنهوبة الذي نعرف

أنه يعاني من احتلالات مركبة يمثل الطالباني واحدا من نجومها .

ومرت الاهانة الفارسية ( مرور الكرام ) لأن لا أميركا ولا جلال الطالباني قادرين على ردّها للضيف الذي أهان مضيفه في عقر داره غير الحصينة .

+ + +

وبعد توالي الإهانات التركية لتجار الحروب الأكراد ، التي طالت الأكراد الشرفاء ايضا وبكل أسف ، طار الطالباني الى تركيا ليؤمن لرجاله ورجال شريكة في جريمة احتلال العراق مسعود البرزاني منفذ هروب تركي بديل للأيراني عند الضرورة ، لأن رياح المقاومة العراقية بدأت تهز ، ( هدأت الأحوال في بغداد أم لم تهدأ ) موازين المصالح الدولية على فشل موثق للاحتلال ، الذي لم يستطع البشمركة وطيلة سنيه الخمس إطلاق طلقة نارية واحدة ضد الجيش التركي ، الذي اوجد لنفسه مالايقل عن اربعة قواعد في شمال العراق منذ عام ( 1991 ) ولحد الآن ، والذي صعّد إهاناته لتجار الحروب الأكراد المحاصرين في مملكة كردستان .

ولحس جلال الطالباني الإهانة التركية ، بعد الأيرانية ، عندما حط ّ في المطار التركي فإستقبله الناطق بإسم الحكومة التركية بلا بساط أحمر ولا حرس شرف ولا النشيد ( الوطني لكردستان العظمى ) ، ومررت الصحف التركية الإهانة على جملة ( زيارة عمل ) مضحكة للأتراك ، مبكية للأكراد الشرفاء بكل تأكيد ، أسفرت عن ظهور ضخامة الرئيس المناضل وهو يطالب حزب العمال الكرستاني التركي إمّا : ( بإلقاء السلاح ) أو( الرحيل عن كردستان ) !! فتحوّل مضيف ( اولاد العمومة الأتراك ) الى داعية استسلام علني لهم لمجرد ان يضمن لنفسه ولعصاباته ممر هروب ابيض ينفع في اليوم الأسود .

ليس عجيبا أن يذل ّ المرء نفسه لمطامع شخصية ، كما نرى في النماذج التي إستوردتها الفوضى الخلاّقة لإحتلال العراق ، ولكن العجيب ان هؤلاء قد أدمنوا الإهانات الدولية والأقليمية بعد المحلية ، فنشروا وباء الذل ّ الى من يفترض انه أقرب الناس اليهم ، إذ لاذنب للأكراد الشرفاء من خارج حزبي الطالباني والبرزاني يكافئ معاناتهم في شمال العراق بين : حجارة ذل ّ تجار الحروب الأكراد ، وحجارة الأتراك التي ما إنفكت تطحن قراهم بحثا عن ضيوف البرزاني والطالباني المتمردين .

+ + +

فلا عجب ان يسمع المرء اليوم من الشعب العراقي ، الذي نعرفه وندافع عنه ، دعوات سخيات لهؤلاء ( بطول عمر وقلّة قدر ) كما نرى علنا في ايام إلإهانات هذه ، و ( الله لايسترهم من الثالثة ) التي لم تأت بعد .