الجزء ( 3 ) من مقالات جاسم الرصيف الساخرة

الأحد، ١٨ محرم ١٤٢٩ هـ

القسم التاسع : ( بووه ) امريكي و ( تفووه ) عربي

جاسم الرصيف

ــــــــــــــــــــــ

( بووه ) امريكي و ( تفووه ) عربي !!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عندما يستاء الجمهور الأمريكي من مغن ّ او من خطيب يواجهه بصيحة : ( بووه ) !! طويلة ، لحروفها معنى الرفض ، ولرنتها مبنى الإدانة !! وعندما يستاء العربي يقولها : ( تفووه ) ، قصيرة محمّلة بكل ّ الغضب ، ولا بأس اذا رافقتها بصقة احتقار ثقيلة !! .

الجريدة العربية الوحيدة التي جرؤت ونقلت ( البووه !! ) عن ( 15 ) الف جندي امريكي في معسكر( عري جفان ) الكويتي ، الذي تعرّى عن صراحة امريكية طريفة ، هي جريدة ( الخليج ) الاماراتية !! اذ انها ذكرت فيما كان عميد تجار الحروب الخاسرة ( يشحذ ) ــ بمعنييها كما يبدو ــ همم جنوده بخطبة من خطبه ( الدون كيشوتية ) المعتادة وقال لهم : ( ان التأريخ سيذكركم ) !! ردّد الجنود ( بووه !! ) امريكية طويلة بوجه قائدهم العام !! .

وليلملم الاهانة التي تلقاها وجها لوجه من جنوده ( رفع عقيرته مناديا بصوت عال : " اين المارينز ؟! " ولم يتلق ّ جوابا ــ وهذه إهانة ثانية !! ــ فقال مازحا : " يبدو انكم لم تأكلوا جيدا هذا الصباح !! " ) ، على وضوح جواب ممّن باتوا على يقين انهم مشاريع قتلى في حرب القربة المقطوعة ، لإحتلال العراق من اجل نفطه ، ومن اجل التنفيس عن احقاد قديمة وجديدة لموتورين على عرب العراق دون امم الأرض ، تمرغت فيها سمعة ( المارينز ) مع سمعة اقوى دولة في العالم في وحول اصغر مدن العراق : ( الفلوجة ) !! .

ولأن البله والغباء موهبة تولد مع الانسان ، كما هي موهبة الذكاء ، فقد صفع نبي الحمقى العالم ، المحتضر وغير المتحضر ، بحماقة قديمة إجترها ثانية هناك في خطبته القصيرة المؤطرة ( ببووه ) امريكية رنّانة طنّانة فقال : ( اننا نخوض حربا ايديولوجية ، بين ايديولوجية الأمل والحرية ، وبين ايديولوجية التعصب والكراهية التي يمثلها عدوّكم .. الولايات المتحدة اكثر امنا بوجودكم هنا ) !! واذا مافكر المرء بنقيض ماقاله ( بوش ) يجد ان هذا ينظر الى العالم من زاوية نقائض الحقيقة ، ومعكوسات التأريخ وسفالات الواقع على الأرض كما اي مخبول .

واذا كان واقع الحال الساخن في العراق ، من جهته الوطنية الرافضة للاحتلال ، يمثل ( العدو ) الذي يعنيه ( بوش ) على الأرجح الأعم ّ فلا بد ان نعترف لأميركا ( بفضل ؟! ) إتحافنا بنموذج فريد من الحمقى الحاقدين على كل شئ ، اذ لاوجود لعاقلين امريكيين يستطيعان الاتفاق على ان مقتل مليون وتشريد خمسة ملايين عربي عراقي ، يمثلون ربع شعبهم ، واكثر من ثلث قوميتهم في العراق ، يمكن ان يعد : إنجازا انسانيا ( لأيديولوجية الأمل والحرية ) التي يتشدق بها هذا الأحمق ، الا اذا كان واحد من الإثنين مجرما بالفطرة !! وقد يفسر لنا هذا بعض اسرار معنى ومبنى ( البووه ) من الجنود الأمريكان وهم يسمعون القائد العام لقواتهم المسلحة يقلب الحقائق ويعاكس التأريخ وكل القيم الإنسانية !!

ومع انه في رحلته هذه يحاول ترقيع ما تبقى من سمعته ، التي بات حتى القادة الأمريكان ومن مختلف الأحزاب ، يصفونها ( بالأسوأ ) في تأريخ رؤساء اميركا ، الا ّ انه اضطر وهو على وشك الرحيل النهائي عن المشهد الدولي ان يخفض سقف آماله باحتلال دائم للعراق فنزل بها من نموذج ( كوريا الجنوبية ) الذي كان يحلم به الى حلم البقاء ولو ( 10 ) سنوات ، على طول العقد الورقي الذي وقعه مع إمّعات المراعي الخضراء التي اقتبعت العراق زورا ، ونسب شيعة وسنة واكراد تمثيلا رخيصا لعصابات حروب محلية متعددة الجنسيات والولاءات .

المظاهرة البرّاقة ( لنجاحات ) حصل عليها عميد تجار الحروب الخاسرة على الصعيد العربي الرسمي ، ايا كانت فاعليتها ، تبقى مؤطرة محفوفة ومن كل الجهات الشعبية في المنطقة ( بتفووه ) عربية ، لايتجرأ ( بوش ) على رؤيتها ولا على سماعها ، لئلا يغرق بمعناها ومبناها ومرفقاتها بلا منقذ ولامعين ، بين لايقل عن ربع مليار انسان عربي اعلنوا احتقارهم لسياساتة التي اهانتهم ومازال تهينهم لأنه يرى فيهم انعاسكا نظيفا ( لايديولوجية التعصب والكراهية ) التي بذرها هو عامدا متعمدا لنفسه ولسياساته ( الربانية ) الخرقاء الحاقدة !! .

حسنا !! وثق التأريخ لرحلة (بوش ) هذه :

استقبال (بووه !! ) امريكي ، ووداع ( تفووه !! ) عربي !! .

فهل وعى ذلك ؟!

لا اظن ّ .

jarraseef@yahoo.com

http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO.asp?Article=220077&Sn=CASE

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــــــ

( هدية الله ) وأكاذيبه ال ( 935 )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شاءت حكمة الله سبحانه تعالى ان تضع ماسحة عجيبة في ذاكرة كل ّ كذاب لتتحف البشرية بملح حكايات ، وعبرة في الأخلاق ، تتداولها الناس عن كذابين . ولأن الكذاب ينسى اكاذيبه بحكم هذه الارادة الربّانية ، فهو يختار لنفسه شهود زور يتعاقد معهم لترويج ما تنتجه خيالاته المريضة ، واحقاده الشخصية ، بصفة وزراء ومستشارين ، تشاء حكمة الخالق ان يكونوا مصابين مثل صاحبهم بداء الكذب ، فينسون عن غفلة اكاذيبهم واكاذيب من اشتراهم .

منظمتا ( المركز من اجل السلامة العامة ) و( والصندوق من اجل صحافة مستقلة ) ، وهما امريكيتيان ابا عن جد ، احصتا اكاذيب ( هدية الله ) للكذابين خلال السنوات التي اعقبت تفجيرات ( 11 سبتمبر 2001 ) وحتى شهر ( نيسان ابريل 2003 ) ، فوجدتا انها بلغت : ( 935 ) كذبة ( فقط ؟! ) . او مامعدله ، حسب احصائي الخاص ، ( 12 ) كذبة عابرة للقارات اسبوعيا شدّت انظار الحمقى والكذابين حول العالم وجعلتهم يتراجفون رعبا من .. صدام حسين واسلحة العراق !! .

وقد سمّت المنظمتان ابواقا لهذه الأكاذيب نزولا من عميدها الخاسر الى نائبه ( ديك تشيني ) ــ الذي اطلق النار على محاميه الخاص في رحلة صيد مشتبها بأنه بطّة !! ــ مرورا بحامل نسخة من سيف الامام علي رضوان الله عليه ( دونالد رامسفيلد ) ، تلقّاها هدية من كذاب مثله هو ( ابراهيم الجعفري ) ، فالمفوّهة السمراء ( كوندي ) ، اوّل وزيرة خارجية امريكية مخوّذة مدرعة في اسطبلات المراعي الخضراء ، و امثالها من ( بول وولفوفيتز ) الى ( آري فلاشر ) و( سكوت ماكميلان ) المتحدثين الرسميين باسم البيت الذي كان ( ابيض ) .

( 935 ) كذبة موثّقة من منظمتين امريكيتين لرئيس امريكي !! .

ولكن بزّت اكاذيب المتعاقدين مع الكذاب الأكبر اكاذيب نبيّهم ، فسمعنا من ( جلال الطالباني ) وصفا ، لمن وظّفة رئيسا ، دخل تأريخ المضحكات من ابوابه وكل شبابيكه قال فيه عن مجرم الحرب ( بوش ) : ( هدية الله لنا ) !! وسمعنا عبر قناة ( الجزيرة ) القطرية عربيا يقتبع العقال و( الغترة ) ولقب ( دكتور ) عامل في الصحافة يفقعنا بوصف عجيب غريب لنبي الأكاذيب قال فيه : ( انه المحرّر .. ابن المحرّر ) ، وكان هذا قد سمع في المعسكر الأمريكي التالي لبيته العامر صيحات سخرية واستنكار من( 15000 ) جندي امريكي القيت بوجه نبي ّ الكذابين عندما قال لهم : ( ستدخلون التأريخ ) !! .

صدام حسين والعراق صارا ، قبل الغزو الأمريكي ، ملفا يوميا لمعامل صنع الأكاذيب ، التي امتدت من اميركا الى بريطانيا وانحاء اوربا ، والى منابر العملاء المحليين في الشرق الأوسط ، الذي صاروا فجأة يبحثون عن ( ديمقراطية وحرّية وشرق اوسط جديد ) على النمط الذي اخترعه عميد الحروب الخاسرة ونبي الأكاذيب !! ورأينا وسمعنا إمّعات اميركا من ( العراقيين ) المتعددي الجنسيات ، ( جلال الطالباني وعبد العزيز الحكيم ) و( طارق الهاشمي ) و( مسعود البرزاني ) و( اياد علاّوي ) ، اوصافا في نمط الحكم الذي ( سيقيمونه ) دونها اوصاف ( جنة عدن ) !! .

ولكن ؟! .

من فضائل الكذابين ، الأمريكان بشكل خاص ، انهم وبعد ان تنتهي عقود عملهم ، يعترفون بأنهم كذبوا ، كما فعلت الكثير من الشخصيات ، ومنها ( كولن باول ) وزير الخارجية في اوائل اعوام الأكاذيب ، والذي اجّج في مجلس الأمن الدولي كل انواع الأكاذيب ضد صدام حسين والعراق ، ليمهد لغزو خلا من الشرعية الدولية والأخلاقية في آن ، ثم اضطر ( للإنقلاب 180 درجة ) ضد مغطس الأكاذيب الذي كان يعوم به راضيا بعرض عريه على رياح بشرية ساخطة لاذعة السياط من جراء مقتل مليون وتشريد خمسة ملايين عراقي خلال اقل من خمس سنوات من عمر ( جنة عدن الموعودة ) .

( باول ) ، وفي قاعة ( ملليت ) بجامعة ( ميامي ) الأمريكية ، قال قبل ايام قليلة تزامنت مع كشف الأكاذيب ال ( 935 ) ، انه ايّد الغزو بناء على ( المعلومات الاستخبارية التي توفرت آنذاك ) !! والتي اعتمدت اساسا لها معلومات ثبت انها ملفقة ضد العراق وصدام حسين ممن رافقوا الدبابات الأمريكية وهي تغزو العراق لالخليصه من ( دكتاتورية ) صارت افضل وبما لايقاس من حرّيتهم الزائفة ، وليس بحثا عن اسلحة تدمير شامل عراقية ، ولابحثا عن تنظيم القاعدة ، قدرما جاءت لنهب ثروات العراق بدلالة تاج ( أفسد حكومة ) في العالم ، ودلالة اعتراف الأمم المتحدة بأن لاوجود لهكذا اسلحة ، ولا وجود للإرهاب الدولي في العراق ، قبل ان تغزوه اميركا .

( باول ) قال : ( ارتكبنا أخطاء جدّية ) ، ولم يقل خطايا لأنه في طور نقاهة من مرض الكذب المعدي ، وقال ان اميركا ( لن تربح الحرب في العراق ) !! وإمّعات عميد الأكاذيب ( متعددة الجنسيات العراقية ) مازالت تراهن على ( المشمش ) في حانة المراعي الخضراء ، واطرفها اسلاميون ( شيعة وسنة ) اتخذوا من اكبر كذاب في مستهل العصر مرجعية اساسية لهم !! والمضحكة تفيد ان : كذابي اميركا لم يتركوا لكذابي العراق اية فضيلة في الاعتراف لشعبهم الذي ( انتخبهم !؟ ) كما يدعون : انهم أخطأوا ، وانهم خاسرين ، مثل نبيهم مسيلمة الثاني .

حسنا !! .

سنسمع المزيد ، وقبل نهاية هذا العام ، من الفضائح الأمريكية ــ العراقية على شكل ( وداعات ) ساخنة ساخرة من ( هدية الله للكذابين ، المحرّر .. ابن المحرّر ) مسيلمة الثاني !! . ولكن سؤالا لايخلو من خباثة يفرض نفسه في هذه الأيام ، وقبل ان ترحل ماكنة حرب الأكاذيب الأمريكية من العراق :

هل يتجرأ أحد من العرب الذي صفقوا لغزو العراق ، مخدوعا او خادعا ، ان يعترف بأنه أخطأ بحق عرب العراق ليربح فضيلة الاعتراف بالخطأ ؟! .

وهل يتجرأ احد من مجرمي الحرب الذين يديرون الحكومة العراقية الحالية على الاعتراف بأنه مغشوش في الأقل ولم يفهم اللعبة ؟! .

لا أظن !! .

وانا على يقين ان ظني ليس إثما على دلالة : نتائج الأكاذيب ال ( 935 ) التي دمرت العراق وحوّلته الى حاضنة مثالية لتدمير دول الجوار العربي ــ شاءت ام أبت !! ــ وبشكل خاص !! .

jarraseef@yahoo.com

http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO.asp?Article=220966&Sn=CASE

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــــــــ

فصل من ( كوميديا ) الإرهاب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ولد ( ابن خائبة بن عرب ) العراقي في ارض السوادين ، القديم والجديد ، قبيل حرب ، وتزوّج ( حربية ) بنت ( ندمان ) اثناء حرب ، وانجبا بنينا وبنات في حرب الاحتلال الحادي والعشرين لبغداد . وعندما جاع ( ابن خائبة ) مع عائلته ، كما جاع في حصار اولاد العمومة ، اعلن الثورة والتمرد ، ورفع راية ( الارهابين ) : الدولي والمحلي ، على سطح غرفته الوحيدة ضد من حاصروه مظلوما !! .

فقرر ( حكيم ) الدولة ان يمنحه درسا في ( الديمقراطية ) يهدّئ من غلوائه المعاشي ويرقق مشاعره الوطنية ، لذا امر بحبس البقرة الوحيدة والمعزى اليتيمة اللتين يمتلكهما ، مع القطّة والكلب ، والدجاجات الثلاث اللواتي اضربن عن البيض نكاية بشح ّ العلف ، في ذات الغرفة التي يتعاطى حياته اليومية فيها ، فتفجر جحيم من المعارك الجانبية بين الكائنات الحيوانية والبشرية على مساحة بضعة مترات مربعة ماعادت تتسع للجميع الا بالنفس الأخير .

وعندما استدعي بعد ايام ، مقيدا معصوب العينين مكتوف اليدين ، وسئل عن حالة اجاب صراحة : سئ !! . فأمر ( الحكيم ) بحبس كلاب القرية الضالة والقطط السائبة ، وكل ماقبضت عليه ايادي اللصوص من دجاج ، في ذات الغرفة فصار ( ابن خائبة ) يبحث عبثا عن اولاده وزوجته في غبار المعارك التي اصابتهم بمزيد من الرفسات والعضّات والنقرات مصحوبة بجوع وعطش شديدين ، ومات احد اولاده ، وعندما اخذته ( الهمر )الفارهة الى ( الحكيم ) الذي ، لم ير له لونا ولاطعما ولا رائحة ، وسئل عن حاله اجاب : أسوأ !! ارجوكم خلّصوني ممّا انا فيه !! .

عندئذ امر( الحكيم ) بفض الاشتباكات بين الكلاب والقطط واخراجها من الغرفة ، واستبقى الأبقار والمعزات والدجاجات في غرفة ( ابن خائبة ) ، وفقد معظم اثاثه البسيط ، وسئل بعد ذلك عن حاله فأجاب : افضل !! . وبعد ايام امر ( الحكيم ) بتفريغ الغرفة من هذه الحيوانات ، ثم سئل المسكين عن حاله فأجاب : الحمدلله !! زالت الغمّة !! . عندئذ سمح له ان يرفع راية بيضاء على سقف غرفته الوحيدة التي مازالت محاصرة بكل الحيوانات التي اضطهدته !! .

+ + +

حسنا !! .

بعد ان احتلت اميركا وبريطانيا والقوات متعددة الجنسيات التي رافقتها العراق على اكذوبة اسلحة التدمير الشامل ، وانقسمت الناس بين آملة بعراق ( جديد ) وبين رافضة للإحتلال تحت كل الذرائع ، وجد ( الحكيم ) ان جغرافيا الرفض تشير الى مواقع العرب السنّة ، فمهّد للمسرحية بضربات حربية جرب فيها كل اسلحته القديمة والجديدة لعلهم يراجعون مواقفهم الوطنية ، ولكنه فشل حتى في تهجين اصغر مدنهم وقراهم المحاصرة بسواتر التراب والدبابات ورقابة الطائرات والجواسيس .

ولم تبق من حيلة غير مسرحية ( الحكمة ) ، فزج لهم فرق موت طائفية ، بعضها رفع شعار : ( يا لثارات الحسين !! ) ، وكأن اولاد الخائبات الحاليين هم من قتلوا الامام الحسين رضوان الله عليه ، وبعضها رفع شعار : ( الموت للروافض ) ، فراحت فرق الموت تحصد السني وتضعه في القرية الشيعية وتحصد الشيعي وترمي جثته في الحي السني ، وتفاقمت ثارات الوهم والتوهيم ، ثم فجّرت فرق الموت مرقد الإمامين ( العسكريين ) في ( سامراء ) ، فوصلت حرب التصفيات ذروتها بين واهمين ومن يتعمدون الوهم ذريعة لخدمة خيار بقاء الاحتلال لقاء ثمن صار معلوما وبالتفصيل .

ولأن ( ابن خائبة بن عرب ) واولاده المحاصرين في بيتهم الصغير ماعاد يعرف عدوّه الذي كان ( اخا لم تلده امه ) من صديقه الذي صار ( مجهول الهوية ) ، فقد قرر ( الحكيم ) ان يوقف اللعبة عند هذا الحد ّ ، لذا أمر فرق موته من الرايتين ان تستريح على إجازة مفتوحة ( لتحسين الوضع الأمني ) ، وظهرت ( الصحوات ) السنية معادلا ( للغفوات ) الشيعية في شوارع العراق ، لأن عدّاد ايام الانتخابات في اميركا راح يعد تناقصيا في مضمار السباق على كرسي الرئاسة بين ( ديمقراطيين ) امريكان اجمعوا على الرحيل عن العراق ، وبين ( جمهوريين ) متعصبين يحلمون بالبقاء مائة عام او حتى آخر نفط عراقية .

+ + +

عندما تسأل شيعيا نظيفا في اقصى الجنوب العراقي هل يريد اخذ ( ثأر !! ) الامام الحسين رضوان الله عليه من سني ( ناصبي ) في اقصى الشمال يضحك من ( حماقتك وجهلك ) ، وعندما تسأل سنيا من اقصى شمال العراق هل يرى في الشيعي ( رافضيا شذ ّ عن الاسلام ) يستاء من ( عدم فهمك ) للإسلام الصحيح والإخوة في وطن واحد !! . كلاهما يعرفان حقيقة واحدة تقول ان فرق الموت هي ( بنت الاحتلال ) ، وهي ليست شيعية ولا سنية المبنى ، ولكنها استعارت شظايا المعنى في مفردة فجّرتها العقول الاجرامية المساندة للاحتلال على ابرياء العراقيين ، ليبقى الاحتلال القوة الأكبر والأعظم في البلد ، والمرجعية العامة للجميع ، التي تنهب ماتشاء من ثرواته ، وتقتل وتسجن من تشاء من ابنائه ، وهي ( مشكورة مبرورة ) على ماتفعله ( لتحسين الوضع الأمني ) !! .

اليست هذه هي ( الكوميديا ) الدموية التي دارت رحاها على مسرح الجريمة في العراق في غرفة ( ابن خائبة ) العربي وزوجته ( حربية ) ؟! صار الاحتلال رسول ( السلام ) ورائد ( الوحدة الوطنية ) و( المصالحة ) بين ( خصوم !؟ ) توهموا بعضهم خصوما !! وصارت قوات الاحتلال هي ( المخلّص ) و( المنقذ ) الوحيد الفريد لشيعة وسنة العراق ، حتى ان وزير الدفاع العراقي ــ سهوا ــ صار يأمل ويرجو قوات الاحتلال ان تبقى حتى سنة ( 2020 ) ، وصار رئيس الجمهورية يتمنى قواعد عسكرية دائمة للاحتلال لحفظ الأمن الخاص بتجار الحروب العراقية : اكرادا وعربا سنة وشيعة !! .

وهذا فصل الختام الذي لم تسدل الستارة عنه بعد !!

+ + +

طيب !!

حيوانات الاحتلال المهجنة مازالت تحوم حول بيت ( ابن خائبة ) وزوجته واطفاله ، وهذا يدري ان فصول المسرحية لم تنته بعد ، وان هناك فصولا جديدة يعدّها ( الجمهوريون ) الأمريكان له اذا فازوا برئاسة اميركا ، وفصولا مماثلة في دهاليز ( الديمقراطيين ) قد لاتقل دموية عن اخواتها في عقيدة معاداة العرب . أحدهما سيرث مفاتيح أوجار فرق الموت ، فإمّا ان يطلق كلابه المسعورة كلها في جولة جديدة تهجّر من تبقى من عرب العراق ، سنة وشيعة ، عن بلدهم لإخلاء الساحة ، نهائيا او بالتقسيط المريح وغير المريح ، لقوات الاحتلال وشركائها من تجار الحروب ، او ان يرمي بالمفاتيح لعرب العراق ، سنة وشيعة ، ليكتشفوا الضواري المسعورة التي أكلت من لحومهم دون ذنب جنوه غير مشيئة الله في خلقهم عربا سنة وشيعة ولدوا في العراق وتواجدوا زمنيا في الاحتلال الحادي والعشرين لبغداد .

قديما يقال لمن يهم بالتصدّي لثعلب مسعور : ( تحزّم له بحزام أسد ) وحديثا يقال : تحزّم له بكل معاناة واحزان الثكالى المظلومات من اهلك !! تحزّم بخارطة مقبرتنا التي تعدّت المليون ، وحبال خيام اهلنا من المشردين الذين صاروا اكثر من خمسة ملايين مظلوم !! .

jarraseef@yahoo.com

جاسم الرصيف

ــــــــــــــــــــــــ

عروبة ( إتحاد أدباء وكتاب ) العراق

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مرة اخرى يرفض المكتب الدائم لإتحاد الأدباء والكتاب العرب عودة ماكان يدعى ( إتحاد ادباء وكتاب العراق ) الى حاضنته الأم ، على قدر الله في خلق اكثرية العراقيين عربا ، وإشترط المكتب لعودة ( إتحاد ) العراق الحالي ، الذي جمّدت عضويته عام 2003 ، ما تشترطه كل القيم الإخلاقية والوطنية في من يفترض انهم يمثلون هذه القيم بمعزل عن الاجندات السياسية ، محلية او اقليمية او دولية .

والمكتب الدائم لإتحاد الأدباء والكتاب العرب لم يضع ( لإتحاد ) العراق الحالي ــ الذي يمثل ( نخبة ) منتقاة بعناية من ( 600 ) عضو من بين اكثر من ( 2000 ) اديب وكاتب عراقي ــ شرطا ( تعجيزيا طاردا ) ، بل ذكّر بشرط توفر قيم إنسانية ، اخلاقية ووطنية ، مماثلة لما يتوفر في كل الإتحادات العربية ذات الطابع المهني ، وخاصة في أدباء وكتاب ، لابد ان يكونوا بمستوى هموم شعوبهم ، والشرط هو :

( إعلان موقفهم من الاحتلال ، وموقفهم من المقاومة العراقية ) .

فكسرت هذه ( القشّة ) ظهر ( بعير ) مايسمّى الآن ( إتحاد ادباء وكتاب ) فارق قيم( العراق ) وهو مقيم فيه .

( إتحاد ) العراق هذا لم يحتمل طلب المكتب الدائم لإتحاد الأدباء والكتاب ( العرب !! ) ، لأنه ( عربي ) ، ولأن ( اتحاد ) العراق الحالي عاجز طبعا وطبيعة عن ( إدانة الاحتلالين ) !! اما تأييد حق الشعب العراقي في ( مقاومة ) الاحتلال ، فهذا اقرب الى المستحيلات من ( اتحاد ) ، يمشي على قدمين متعاديتين ظاهرا متآلفتين باطنا ، احدهما امريكي والثاني ايراني !! في حاضنة طائفية سياسية عرقية رثة يستحيل ان تتوائم مع ماهو معمول به في كل الاتحادات وخاصة : العربية .

لقد اتحفنا هذا الإتحاد بكتاب رأى بعضهم في قصف بغداد ( عزفا سمفونيا ) ، وبعضهم قبض ويقبض حتى الآن ( 300 ) دولار عن كل مقالة ( تمجّد ) الاحتلالين الأمريكي والأيراني اللذين ( انجزا ) للإنسانية اهم ( هولوكست عربي ) في مستهل القرن الحادي والعشرين : مليون شهيد وخمسة ملايين مهجّر ومهاجر في اقل من خمس سنوات من عمر الاحتلالين اللذين يرفض ( إتحاد ) العراق إدانتهما ، ويودع ( ضميره ) في مجمّدة التناسي عن حقوق شعب محتل .

وليس مستغربا ولا عجيبا ان يتلقى المكتب الدائم لإتحاد الأدباء والكتاب العرب ردّا وصفه السيد الأمين العام محمد سلماوي ( بالسلبي ) ، إزاء مبادرة عودة ( إتحاد ) العراق !! لأن التعامل بين الطرفين هنا يعني : تماس المكتب الدائم بجهتين اجنبيتين تحتلان العراق في آن : اميركا وايران ، وكلاهما لا يطيقان سماع مفردة ( عرب ) ، قدرما يريدان زرع عيون وآذان ( عراقية ) ، وبؤرة فتنة مسرطنة ، لرصد الضمير والوجدان العربي لثلاث مائة مليون عربي يمثلهم إلاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب .

واذا كان عار هذا ( الإتحاد ) غير القابل للإمّحاء هو ( عجزه ) عن ادانة الاحتلالين ، ورفضه لتأييد حق الشعب العراقي في المقاومة ، فهو قد لطّخ تأريخه باستبعاد اكثر من ( 1500 ) اديب وكاتب ، في الداخل والخارج ، يمثلون اكثر من ( 75 % ) من مثقفي العراق ، عن سابق تصور وتصميم سياسي طائفي عنصري رسم في طهران وواشنطن لعزل العراق عن كل ّ ماهو عربي ، وعلى دلالة التخلّي العلني عن كل القيم المفترضة في ( إتحاد ) يمثل عربا لايقل عديدهم عن ( 80 % ) من الشعب العراقي ، ناقصا ضحايا ( الهولوكست ) العرب .

حسنا !! .

( سيعيد ) المكتب الدائم المبادرة الى طاولة ( الإتحاد ) العراقي لإجتماع يونيو 2008 !! .

واراهن كما تراهن الأكثرية المنبوذة عن ( جنة المراعي الخضراء ) من الأدباء والكتاب العراقيين ، ان ( إتحاد ) اميركا الأيراني ، او اتحاد ايران الأميركي ، في بغداد المحتلة ، سيرفض ( ادانة الاحتلالين ) مرة اخرى ، وسيرفض ( حق العراقيين في مقاومتهما ) !! .

ويطرح السؤال نفسه على الفور :

هل من سيحضر ممثلا ( لإتحاد العراق ) يمكن ان يسمّى ، حتى لو كتب بالعربية ، عربيا ؟! .

من جهتي ، الجواب : لا !! بكل تأكيد .

ويبقى للمكتب الدائم لإتحاد الأدباء والكتاب العرب حق إستضافة ادباء وكتاب اجانب .

jarraseef@yahoo.com

http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO.asp?Article=220531&Sn=CASE

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــــ

فرق الموت الثقافي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

لا أدل ّ على وجود ( فرق موت ثقافي ) ، تمتهن عزل العراق عن الثقافة العربية والاسلامية ، وصارت اخطر من فرق الموت المعروفة في شوارعنا التي خزنت في ذاكراتها مئات الألوف من ضحاياها الأبرياء ، الا ّ سكوت وتغاضي من نالوا القاب مسؤولين كبارا في حكومتنا ( الديمقراطية ) ، من العمّة الأيرانية في الجنوب الى العمّة الكردية في الشمال ، ودلالة هروب معظم مثقفينا ، عربا ( شيعة وسنة ) واكرادا وتركمان ومسيحيين ، من بطش فرق تخصصت في قتل المثقفين العراقيين الحقيقيين والثقافة العراقية المعاصرة لإستبدالها بثقافة عنصرية فريدة في دمويتها .

وليس ( خوفا ) ، كما يظن البعض ، من المسؤولين ( الكبار ) في حكومتنا تلك من هذه الفرق ، ولاعجزا او تعاجزا من معالجتها علنا او سرا ، وانما هو تواطؤ موثق على شراكة باتت فضيحتها تفوق فضيحة وراثية لعنز تعرض عوراتها في الأسواق دون تردد ، لأن هؤلاء تعاقدوا ، سرا وعلنا ، مع شاريين للعراق في آن : اميركا وايران ، اثبتا ان اهم ّ اجنداتهما ( الثقافية ) في البضاعة المشتراة ، العراق ، هو تغريبها عن اصلها وعن بيئتها واجتثاث تأريخها اينما وكلما ذكر ، فمنعت اللغة والأسماء العربية في الشمال ، وصارت اللغة الفارسية لغة ( التباهي ) الطائفي العرقي على العراقيين العرب في الجنوب .

واذا كانت فضيحة كتاب عراقيين ، مجّدوا منجزات الاحتلال المركب الامريكي الأيراني مقابل ( 300 ) دولار عن كل مقالة تشيد بمقتل مايقارب المليون من عرب العراق وتشريد مايقارب من خمسة ملايين منهم داخل وخارج البلد في اقل من خمس سنوات ( ديمقراطيات ) جاءت هبة من ( هدية الله ) لحمقاه ــ حسب وصف جلال الطالباني لبوش ــ وتحت تهم باتت مضحكة ، رغم مرثاويتها ، مثل : بعثيين صداميين ، واسلاميين متشددين ، ووهابيين ، وغير ذلك من اوصاف سقطت على اكثر من ( 70 ) الف معتقل من العرب السنة بدون تهمة مثبتة ، فقد بهتت فضيحة قابضي ثمن مقالاتهم من اميركا وايران امام فضائح اكبر واعمق اثرا منها ، لابل واخطر .

مالايقل عن( 7000 ) مسلح ، ايراني النسب لااحد يعرف حتى اسمائهم الحقيقية الكاملة ، يسيطرون الآن على ( الأمانة العامّة للروضتين الحسينية ) المسؤولة عن مرقدي الإمامين الحسين والعباس في كربلاء ، وقد حولوا بعض غرف المرقدين مع البيوت المجاورة الى مراكز اعتقال وتعذيب ومخازن اسلحة . ويرأس هؤلاء شخصان احدهما معروف باسم ( افضل ) والثاني ( ابو دكة ) ، وكلاهما ايرانيان !! حسب مصادر كربلاء نفسها ، ومصادر الوقف الشيعي العراقي نفسه .

وكأنها نكتة سمجة تلقى ، صرّح احمد الحسيني عضو مجلس محافظة كربلاء ، رئيس لجنة الأوقاف والسياحة الدينية : ( نحن لانعلم اين تذهب اموال الحضرتين الحسينية والعباسية ) ، فيما صرحت مصادر شيعية : ( الوقف الشيعي لاعلاقة له حاليا بجمع النذور والهبات ، وان عناصر حماية الروضتين تنفذ هذه المهمة دون رقابة ) !! وذكرت معظم المصادر ان : ( واردات الحضرتين تصل الى مابين ثلاثة الى اربعة مليارات دولار عدا الهبات والهدايا العينية ) وان هذا الميليشيا تسيطر على مدخولات الروضتين ( منذ اربع سنوات ) وتمول نفسها من واردات مرقدين عربيين ضد عرب العراق وعرب الجوار في آن !! .

وعندما نضع مايجري في ضرائح دينية عربية عراقية ، لايمكن لأحد ان يجادل في نسبها ، ازاء ما هو غير ديني مثل تفجير تمثال الخليفة المنصور بالله باني بغداد ، وخطف تمثال الشاعر العبقري المتنبي بحجة ترميمه ولم يظهر ، ولن يظهر ، ومحو كل التسميات العربية ذات الدلالة على اصل العراق العربي واعتزازه بتاريخة الاسلامي العربي في جنوب البلد ، بالتزامن والتجايل مع ماجري وما يجري في الشمال الذي حرّم تداول اللغة العربية في مخاطباته ، وبات العربي من العراق يحتاج الى كفيل كردي واذن اقامة من ( البيش مركة ) !!

وازاء ظاهرة التكلم باللغة الفارسية في البصرة ( تفاخرا ) على عربها ، وازاء ( البطولة ) في احتقار اللغة العربية في الشمال ، نضع انفسنا كعراقيين شاء الله لنا انو نولد عربا على مقربة ( شبر واحد ) من الاعتراف ( وبالقوة ) بأن الإمام علي ، وولدية الحسن والحسين ، رضوان الله عليهم ، من اصل فارسي ، على دلالة التثقيف الجاري في كل مفاصل الثقافة الرسمية ان : ( آل البيت ) لابد ان يكونوا فرسا ايرانيين ليحترموا ويبجلوا وتقبل اياديهم واقفيتهم في العراق !! وبتنا على مسافة ( اصبعين ) من الاعتراف بأن ( بيش مركة ) الطالباني والبرزاني ينحدرون من نسل بنى تأريخ العراق مذ نزل به ( آدم ) عليه السلام حتى اليوم الذي نزلت فيه ( هدية الله ) لحمقاه على حماقة الاحتلال !! .

واذا كانت مواقع ( فرق الموت الثقافي ) تضع اصابعنا على اوكار حواضن خرائط سرطان العنصرية المركّبة ومنابت التفتيت في العراق وفي دول الجوار العراقي بشكل خاص .فإن السؤال الدي يفرض نفسه هو : متى تضع الأمة العربية جهاز مناعة من امراض الثقافة العنصرية المعدية ؟! .

jarrseef@yahoo.com

http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO.asp?Article=220656&Sn=CASE

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــ

مفخّخات ثقافية

ــــــــــــــــــــــــــ

واهم ، ومضلّل ، كل ّ من يظن انها : ( زوبعة ) اعلامية هبّت وانتهت ، تلك التي حصلت في شهر آب 2006 ، عندما عيّر ( باقر جبر صولاغ ) ــ الأيراني النسب والعراقي الإقامة ، وزير الداخلية آنذاك ــ وعبر قناة الجزيرة القطرية ، العرب ( بالبعير ) رمزا ثقافيا لهم ، في معرض تطاوله على الأمير سعود الفيصل الذي تحدث عن المد ّ الأيراني في العراق ، وعلى دلالة ان هذا حارب التصريح بمفخخة ( ثقافية ) مازالت حيّة ، نجح الأيرانيون ( العراقيون بالإقامة فقط ) وتجار الحروب الأكراد باستدراج حليفهم الأمريكي وحلفائهم الأوربيين والاسرائيليين على ترديدها ببغاوية مضحكة :

والمفخخة ( الثقافية ) هذه التي تلمّظ بها ( صولاغ ) وغيره ، خطّط لها ان تكون ( خارقة حارقة ) للعراقيين في مختبر تجارب ، وشعوب دول الجوار العراق تمهيدا سرطانيا لرسم حدود ( خارطة الدم ) ، التي تسربت ( سهوا مريبا ) من البنتاغون الأمريكي ، لتطال بدمويتها الطائفية العنصرية دول الشرق الأوسط كلها لاحقا على شكل : ( الشرق الأوسط الكبير ) ، ثم ( الصغير ) ، ثم ( بالمشمش !! ) على جدار الرفض العربي الصلب لها ، وكشف حقيقة انها مفخخات طائفية عنصرية خلّب على الأرض ، حيّة ومتفجّرة في رؤوس من يسعون اليها .

وحدود المفخّخة ( الثقافية ) رسمها ( صولاغ ابو دريل ) على شكل تصريح ملحق باعلان ( البراءة ) الأيرانية من ( ثقافة ) البعير العربي ، جاءت على شكل توضيح لم يخل من تهديد بأن عديد الشيعة في العراق هو : ( 17 ) مليونا !! وعزف على ذات المفخخة ( جلال الطالباني ) ، في ذات الشهر ، وفي معرض تصريح لقناة العربية ، ان عديد الأكراد هو : ( 7 ) ملايين !! و( بيش مركته ) قادرة على اجتياح كل المناطق العربية المجاورة ( لكردستان ) خلال ( ساعات ) !! وثلّث رئيس حزب تركماني بان عديد التركمان هو : ( 6 ) ملايين !! وبذلك بلغ عديد الأكراد والشيعة والتركمان وحدهم : ( 30 ) مليونا !! بزيادة ثلاثة ملايين عن احصاء الحكومة العراقية الرسمي لعموم الشعب العراقي !! .

ليست صدمة تفجير : ان يكتشف المتابع أن بعض الأرقام تتوالد بطريقة اسرع من توالد الارانب !! وليست من غرائب الأمور وعجائب المضحكات ان يتجاهل مسؤولون ( رسميون ) ما لايقل عن ( 15 ) مليون عربي سنّي في العراق يسكنون اثقل المحافظات كثافة بالسكان : بغداد ، والأنبار ، وصلاح الدين ، ونينوى ، والتأميم ( كركوك ) ، وديالى ، وبابل ( الحلّة ) ، وبعض البصرة والعمارة ، لأن المفخّخة ( الثقافية ) التي اتفق ( رسميون ) عراقيون على تعاطيها والترويج لها والتهديد بها هي ان العرب السنة : ( اقلية ) ، لااثر ولاتأثير لها في غير تقارير تناولتها على تفخيخ ثقافي مؤدلج ايضا ، ومنها تقرير ( بيكرــ هاملتون ) الأمريكي ، الذي اقرّ ان حرب امريكا في العراق ( خاسرة ) على صخرة العرب السنة ايا كانت نسبتهم .

مفخّخة الثقافة ( الديمقراطية ) هذه ، على تضليل جلي ّ ، تشظّت ( حارقة خارقة ) فطالت شظاياها أوّلا قوات الاحتلال التي سلكت الطريق الذي رسمه لها ادلاّء غير عرب وغير عراقيين ، وطالت ثانيا راسمي خطة التضليل الثقافي ، على دلالة انهم تحوّلوا الى سجناء خارج اسوار معسكراتهم ، عاجزين عن التجوال بين من يفترض انهم من اولئك ال ( 30 ) مليون من طوائفهم وعرقياتهم . واثبتت الأيام ان ( المفخّخات الثقافية ) ، التي تعاطاها هؤلاء ، سلاح متفجّر قد يرتد ويقتل من يخطئ في استعماله ، كما يحصل الآن في قتال ( شيعي ــ شيعي ) طاحن في الجنوب ، ورعب كردي ( عراقي ) من ( ابناء عمومة ) اكراد من دول الجوار ، كانوا ضيوفا علقات على اموال العراقيين ، ثم تحولوا مع وصول اوّل دبابة تركية الى حدود العراق الى ( ارهابيين ) غير مرغوب بهم .

واذا كانت هذه المفخخة الثقافية : تزوير التعداد ، قد بدأت في الذوبان والاضمحلال اعلاميا فقط ولكنها بقيت فاعلة رسميا ، فما زالت تشتعل مفخخة ( ثقافية ) اخرى اكثر دموية وخطورة على جناح ( ديني ) في هذه المرة : اذ تبين ، وبعد الاحتلال فقط ، ان المرجعيات الدينية لشيعة العراق ليست عربية ، ولا عراقية !! وصارت محجّا لقوات الاحتلال ، من خلال مؤيديها ( العراقيين ) غير العرب ، ومعملا لفتاوى تكرّس ( الفوضى الخلاّقة ) باسم العراقيين زورا ، وبذرة مشوهة تستنبت نفسها على ميلاد ( الشرق الأوسخ الجديد ) ، كما رسمته ( خارطة الدم ) الأمريكية الاسرائيلية ، كخلاصة لحروبها التي قتلت مئات الالوف من العراقيين العرب الأبرياء ، شيعة وسنة ، على الهوية الطائفية ، وهجّرت اكثر من اربعة ملايين في اقل من خمس سنوات ( ديمقراطيات ) من العمّة الأيرانية في جنوب العراق الى العمّة الكردية في شماله .

والسؤال الذي يفرض نفسه الآن على شعوب ودول الشرق الأوسط ازاء سرطانات التثقيف على ( خرائط الدم ) الطائفية العنصرية التي وبئ بها العراق :

هل ثمة قانون لمكافحة ( الارهاب الثقافي ) ، وامثلة منه تلك المفخّخات التي ذكرناها ؟! .

jarraseef@yahoo.com

http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO.asp?Article=220773&Sn=CASE

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــ

عندما ترتد ّ الثقافة ضد ّ اهلها

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من المعروف ان للقضية الكردية في الشرق الأوسط كتابها وقادتها ، كما هو معروف في آن ان هذه القضية بالذات خضعت كليا لمقاييس مصالح دول من خارج الشرق الأوسط توظف القضية الكردية وفقا لتقاطع او التقاء مصالحها في المنطقة ، ووفق مقاييسها هي لامقاييس الحاجة عند الأكراد ، واقعية ام غير واقعية ، في اربع دول حصرا هي : العراق وايران وتركيا وسوريا ، وظهر ، وفقا لهذه المجاري والمجريات ، مصطلح ثقافي كردي هو ( الكردايتي ) المكافئ لمصطلحات العروبة والعثمنة والفارسية .

لامؤاخذة على قومية تتخذ لنفسها مصطلحا يوجز تراثها وعاداتها وتقاليدها في مفردة واحدة ، وهذا حق انساني لابد لأي عاقل ان يقرّه ويتعامل معه باحترام ، مادامت حتى القبائل التي تنتمي الى قومية واحدة قد اتخذت لنفسها رموزا ومصطلحات تميّز المستحب النبيل من عاداتها وتقاليدها ، ومن ثم لامثلبة على الاطلاق في التعامل مع ( الكردايتي ) على انه مصطلح يعبّر عن قومية عريقة نقر ّ بوجودها وكامل حقوقها الانسانية في الشرق الأوسط .

قبل احتلال العراق ، مر ّ معارضون عرب كثر للحكومة آنذاك من شمال العراق ، والتقوا بقادة احزاب اكراد معارضة ايضا ، واتفقت كل الأطراف : عربية وكردية وتركمانية وغيرها على ان وحدة الأرض ، ووحدة الشعب العراقي بكل مكوناته ، امر مقدس لايمكن لأي حزب او اي شخص ان يمسّه تحت ذرائع عنصرية او طائفية ايا كانت ، ومر ّ الجميع على عهد غير مكتوب ، ولايحتاج الى كتابة اصلا في فهم المواطنة الصحيحة في اي بلد من بلدان العالم المتحضرة وغير المتحضرة .

وبعد احتلال العراق ، تغير مسار الثقافة الكردية ، وصار على الضد ّ مما اعلنه وتبناه ، وانسحبت سبّة ( شوفينية ) من حكومة صدام حسين الى كل ماهو عربي ، وزيدت مفردة ( ارهابي ) بعد كل اسم عربي ، حتى ان كثيرا من الكتاب والقادة الأكراد قالوا صراحة ان ( عروبة العراق قد انتهت ) ، ورغم وجود عرب بنسبة ( 85 % ) من مجموع الشعب العراقي ، ومسحت حتى الأسماء العربية للخلفاء الراشدين عن الجوامع الكردية فضلا عن كل التسميات العربية الأخرى .

وطرحت ( الكردايتي ) بشكل آخر يخالف تماما مضمون ماسمعه وما قرأه كتاب عرب تعاطفوا انسانيا ووطنيا مع القضية الكردية ، ومنها ظهر مصطلح ( القومجية العربية ) شتيمة للعرب المؤمنين بقدر الله في خلقهم عربا ، كما هو قدر الله في خلق غيرهم اكرادا او من قوميات اخرى ، ولكن الأكراد تبنوا ذات المضمون الذي شتموه في العرب عندما شملوا برحمة ( الكردايتي ) كل الميليشيات الكردية المسلحة التي تحارب تركيا وايران وسوريا من شمال العراق .

ومن طريف ثقافة ( الكردايتي ) انها اكتشفت حدودا جديدة ( لكردستان ) لم تفكر بها قبل احتلال العراق ، وتبدأ من جنوب بغداد ، متجهة نحو الشمال حتى غرب ايران كله شرقا ، وشرق سوريا كله غرب ( كردستان ) ، وجنوب وشرق تركيا الى جنوب ارمينيا شمالا ، ولابأس من تخوم البحر الأبيض المتوسط لتسويق نفط كركوك والموصل ، وفق خارطة صارت صلبا ( لكردايتي ) عنصرية علنا ، تحلّق على جناح ( شيزوفرينيا ) فريدة بين احلام يقظة وواقع تاريخي على الأرض يناقضها وينفيها .

وفي هذه الأيام الحبلى بالمفاجآت يجد المتابع ان ( الكردايتي ) العنصرية ارتدّت على منظريها وقادتها حالما تحركت بضعة دبابات تركية نحو شمال العراق ، وحالما حشدت ايران بضعة من جنودها في ذات الاتجاه ، ووجدنا المنظّرين والقادة الأكراد ينصحون اكراد تركيا وايران ، من ضيوفهم القوميين ، بان : ( عهد جيفارا قد ولّى ) ، وسياسة التخلّي عن السلاح هي ( الخيار الأفضل ) لهم ، لأن ّ المنظرين والقادة اكتشفوا متأخرين جدا انهم راهنوا على حصان ثقافي خاسر في مضمار خال من الجماهيرغير الكرديةالتي قد تهب ّ لنجدته اذا ما كبى .

وقد يزداد الضغط التركي والأيراني قليلا ، فيجد منظرو ( الكردايتي ) اسبابا ومبررات اخرى للتخلّي عن ( الكردايتي ) ، بشكلها العنصري الذي نراه ، لانهم يكتشفون ووفق مجريات التأريخ الانساني ان العنصرية القومية ، او الطائفية ، حتى لو جاءت محمية بأقوى قوّة احتلال على الأرض هي سلاح ذو حدّين ينقلب ضد ّ اهله بيسر وسلاسة ، خاصة اذا جاء فارغا من مبناه الوطني الصحيح على احترام قدر الله في خلق الآخرين من غير قوميتهم ايا كانت رؤاهم في الحياة .

jarraseef@yahoo.com

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــ

وداعا ( مادلين ) مع نصائحك المجرثمة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

العجوز ( مادلين اولبرايت ) ، وزيرة خارجية بوش الأب ، التي تجاوزت سن الموت بقليل ، اذ تعدت السبعين ، لاطال عمرها ، رسمت وهي تضع قدميها في القبر كتابا ضم ( نصائحها ) المجرثمة بأحقادها المرضية على عرب العراق للرئيس القادم ، سواء اكان جمهوريا ام ديمقراطيا ، ضم خلاصة تجاربها الوبائية ، نشر قبل ايام ، وعساه خاتمة لجراثيمها .

( مذكرة الى الرئيس المنتخب ) ) هو عنوان كتاب ( مادلين ) الذي سيوضع على منضدة الرئيس الأمريكي القادم ، سنة ( 2009 ) ، ليجد فيه وتحت بند ( تحسين صورة ) الولايات المتحدة في العالم الاسلامي ، ومنه العالم العربي طبعا ، ان صورة اميركا عصيّة على التحسين من جراء حرب اميركية شنّت على العراق دون مسوّغ شرعي ودون سند اخلاقي ، وقتلت مليونا في اقل من خمس سنوات او ما معدله ( 1/ 27 ) ، وشرّدت خمسة ملايين انسان او مامعدله ( 20 % ) ، من عرب العراق حسب تعداد الأمم المتحدة وغيرها ، بفضل تحالف ( البيش المركة ) الكردية في الشمال وحاضنة ( الحكيم ) الأيراني المسرطن في الجنوب . وهؤلاء الضحايا وعوائل الشهداء لايمكن لأي رئيس امريكي ان يمسح مأساتهم بضربة حظ حتى لو استخدم البند السابع من قوانين الأمم المتحدة للمرة الألف بعد المليون من اجل صورة افضل حالا من صورة اميركا اليوم في اذهان مالايقل عن نصف الشعب العراقي كضحايا ومالايقل عن ( 90 % ) من المسلمين والعرب الذين شاء لهم الله ان يولدوا مسلمين عربا .

وتبدو العجوز عقلانية بنصيحتها في : ( عدم المجازفة بضربة عسكرية لأيران ) ، ليس حبا بالايرانيين ولا رقّة من امرأة تكاد ورقتها ان تسقط من شجرة الحياة ، بل لخوفها من حقيقة اعلنها ( محمود احمدي نجاد ) تقول ان القوات الأمريكية في العراق هي ( رهينة ) بيد الأيرانيين الذين يحكمون عراق اليوم من تحت المظلّة الأمريكية ، المضطرّة لتمثيل دور الزوج المخدوع في السياسة الأقليمية والدولية ، او بلاّع الشفرة عن غفلة العاجز عن ابتلاعها او التخلّص منها في مغاسل المراعي الخضراء .

ومع ان العجوز التي تفانت في خدمة بوش الأب تصف بوش الإبن بأنه : ( أسوأ الرؤساء في التأريخ الأمريكي ) واكثرهم مرضا ( ايديولوجيا ) ، على معنى ايمانه بالربّانيات التي تمهد لظهور المسيح الأمريكي تزامنا مع ظهور المهدي الأيراني ، من خلال قتل وتشريد اكبر عدد ممكن من العرب ، فقد علّقت هي الأخرى شماعة خرفها على تنظيم ( القاعدة ) ، كما علّقت ادارة بوش الإبن وحكومته الصنيعة في بغداد ، شماعات فشلها على ان كل عمل مقاومة عربية عراقية هو عمل ( ارهابي ) خلفيته تنظيم ( القاعدة ) ، وكأن عرب العراق السنة كلهم قاعدة للقاعدة او مشاريع ( ارهاب ) معاد للإحتلال ، ومن ثم فهي تنصح الرئيس القادم بأن يستمر في حروبه تحت هذا الغطاء ضد كل ماهو عربي !! .

وكدليل على خرف هذه الإمرأة الباحثة عن ( سمعة حسنة ) لأمريكا في مسرح الجريمة ، فهي لاتتذكر ولاتذكّر الرئيس الأمريكي القادم ان جيوشه قد القت في جنوب العراق من اليورانيوم المنضب ما يكفي لقتل وتشويه البشر هناك لمدة ( 4.5 – 5.5 ) مليار سنة ، ولاتنصحه بكيفية معالجة جراثيم التفرقة العنصرية التي نشرتها اميركا في العراق عموما ، كما لاتنصحه بمعالجة ( هولوكست ) ، صفقت له ( مادلين ) ، تمثل في مقتل مليون وتشريد خمسة ملايين عربي عراقي !! ولكنها تفترض فيه مسيحا منتظرا قد يمسح عن اميركا وجهها القبيح بلمسة واحدة !! .

بل وتوصي الرئيس القادم بكتابها المجرثم هذا ــ ولاحظوا مدى حقدها وخبثها ــ بأن يقوم بتقسيم العراق بشكل ( غير علني ) !! وكإعلان خرف شيخوخة من عجوز تعرف اين سيكون قبرها ، تقول في كتاب حقدها : ( إن الطريقة الوحيدة لإبقاء العراق دولة واحدة قد تكون في تقسيمه ، ليس رسميا او علنا ، بل بما امكن كي يتسنى للشيعة العيش في الجنوب والأكراد في الشمال والسنة بينهما ) !! وكأنها الناطق الرسمي بلسانات تجار الحروب وعملاء المراعي الخضراء ( جلال الطالباني ) و( مسعود البرزاني ) و ( طارق الهاشمي ) والمرجعية الأعلى ( للحكيم ) و (حزب الدعوة ) الأيرانيين !! .

يبدو ان قدر اميركا ان يورّث الأسوأ ، مثل ( مادلين ) ، الأسوأ من تجاربه لخلفه القادم !! .

وفاتت ( مادلين ) حقيقة من حقائق الشعوب العربية في عالم اليوم تفيد الا ّ عربيا ، ولامسلما ، ولا مسيحيا ، شريفا في الشرق الأوسط ينتظر معجزة إنسانية تخدمهم بصدق من اي رئيس اميركي قادم خلال عقود قادمة مادام يكيل بمكيالين للإنسانية ، ويرى العالم من خلال نافذة مجرثمة تتتعامل مع شعوب المنطقة كما يعامل السيّد خدمه الأقل قيمة منه .

(مادلين ) !!

انت وجراثيمك الأيديولوجية العنصرية الى .. الجحيم !! .

jarraseef@yahoo.com

http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO.asp?Article=219842&Sn=CASE

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]



<< الصفحة الرئيسية