الجزء ( 3 ) من مقالات جاسم الرصيف الساخرة

الجمعة، ٦ ربيع الأول ١٤٢٩ هـ

القسم ( 11 ) : هلوسات كوندي ورفيقها روبرت

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

هلوسات ( كوندي ) ورفيقها ( روبرت )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بالتضامن والتلازم على عقيدة ( الفوضى الخلاّقة ) في الشرق الأوسط ، كتبت اخت الرجال المخوّذة المدرّعة ( كونداليزا رايس ) ، ورفيقها في سلاح الاحتلال الأمريكي للعراق ، ( روبرت غيتس ) ، وزير الدفاع ، مقالا مشتركا ، نشر مؤخرا ، صمّم للاستهلاكين المحلي الأمريكي والدولي في آن ، بمعزل عن انسانية الشعب العراقي المحتل، تقود قراءته الى اكتشاف هلوسة مرضية صعبة الشفاء في عقول من اسسوا لإدارة الأكاذيب ال ( 935 ) التي دمرت العراق والعراقيين ، ولم تعمر غير جيوب تجار الحروب الأمريكان و( العراقيين ) المشاركين فيها .

وأول ما يصفع المتابع لأكاذيب وهلوسات ادارة نبي الحروب الخاسرة في هذا المقال ، الذي إزدان بهتافات وزيرين امريكيين في آن ، جمعتهما ضرورة محافظين يقتربون من فضيحة اعلان هزيمة كبرى على اكثر من صعيد ، داخل اميركا وخارجها بالتجايل والتزامن ، هو فقرة استهلال جاء فيها :

( خلال السنة الماضية ــ ( 2007 ) ــ لمسنا التزام " العراقيين " لتحقيق سيادتهم ، فالجيش والشرطة " العراقيان " راحا يلعبان دورا قياديا في توفير " الأمن " على جزء كبير من البلد .. والشعب " العراقي " يبني علاقات مع دول الشرق الأوسط .. ويريد السيطرة على مصيره .. ويريد علاقات اكثر طبيعية مع الولايات المتحدة ) !! .

من المعروف طبعا ان عام ( 2007 ) كان أسوأ عام لأميركا في العراق على صعيد الخسائر البشرية والمالية في آن ، كما كان من أسوأ الأعوام للشعب العراقي ، وهو غير ( الشعب ) الذي قصده الوزيران بكل تأكيد ، تحت ( المنجزات ) الدموية للاحتلال الأمريكي و( العراقيين متعددي الجنسيات ) المستوردين لحكومة ( أم ّ المخازي ) الحالية : على مقبرة اتسعت لأكثر من مليون شهيد وخيام اكثر من خمسة ملايين مهجّر ومهاجر عربي عراقي ، تحاشى الوزيران المخوّذان المدرّعان بعقيدة ( الفوضى الدموية الخلاّقة ) اي ذكر لمأساتهم في اوار حمّاهمها ضد ّ عرب العراق ، وهي ذات الحمّى التي قادتهما الى نشر هلوسة اميركية جديدة دون تردّد عبر هذا المقال الفلتة .

وفي حصر عاجل للأكاذيب الواردة فيه ، جاءت المحصلة من الفقرة المذكورة فقط ، كما يلي :

1 . ( التزام " العراقيين " لتحقيق سيادتهم ) :

جملة تنسف نفسها بنفسها ، لأن المعروف ان ( العراقيين ) الذين عناهم المقال ليسو غير ( العراقيين ) مزدوجي الجنسيات من العملاء الذين نصبتهم قوات الاحتلال على شكل حكومة فارغة من معناها ومبناها في سلوكها اليومي مع ( شعبها ) الرافض لها جملة وتفصيلا ، وعلى دلالة ان هؤلاء لايستطيعون التجوال بين من يفترض انه ( شعبهم الذي انتخبهم !!؟؟ ) الا ّ تحت مظلّة ودروع امريكية !! . ويبدي الوزيران تجاهلا مضحكا لمفهوم ( السيادة ) وهما يعرفان ان ( كبار سادة ) الحكومة الحالية تنبطح ارضا لإشارة ابسط جندي اميركي !! وهذا مايعرفه العالم كلّه ، وكأنهما يستحمقان العالم بهذه الهلوسة عن حماقة على مستوى وزراء و .. اميركان !! .

2 . ( الجيش والشرطة " العراقيان " يلعبان دورا قياديا في توفير الأمن ) :

وهذه كذبة افضح واوضح من شمس عالمنا الوحيدة الفريدة !! لأن عددا كبيرا من التقارير الأمريكية والأوربية ــ وليس العربية ولا الاسلامية ــ تشير الى ان ( 95 % ) من هذين التشكيلين المسلّحين تتألف من جناح ( شيعي ) ، لايمثل شرفاء الشيعة ، وجناح ( كردي ) ، لايمثل شرفاء الأكراد ، كلفهما الاحتلال بتوفير الحماية والأمن لتجار الحروب الذين استصحبهم معه وشكل منهم حكومة ( أم ّ المخازي ) الحالية ، ومن واجباتهم ضرب العرب السنة الرافضين للاحتلالين الأمريكي والأيراني !! وحدود ( الدور القيادي ) العسكري والقتالي لهذين التشكيلين تبدو هلامية مائعة بلا غطاء جوي ودرع امريكي مصاحب لكل تحركاتهما ضد الشعب العراقي .

3 . ( العراق يبني علاقات مع دول الشرق الأوسط ) !! :

نعم !! يمكن تسميتها بعلاقات ( حب من طرف واحد ) وبإمتياز ، او علاقات ( زواج متعة ) محدودة الأجل مدفوعة المهر مقدما ، يقتصر عمرها على عمر الاحتلال الأمريكي للعراق فقط ، ومن قبيل علاقات ( المجاملة ) و( تبويس اللحي ) ، على الطريقة العربية المعروفة ، بين اب قوي يسوّق ابنته الدميمة ( أم ّ المخازي ) لجملة من الأزواج العاجزين عن حماية انفسهم من بطشه وغضبه ، على مبنى ( متعة علاقات إجبارية ) بين ساقطة ومجبرين على السقوط ، لا اكثر ولا اقل ، مآلها مزابل التأريخ حالما يغادر ابو العروس المخبول المنطقة !! .

4 . ( الشعب " العراقي " يريد علاقات اكثر طبيعية مع الولايات المتحدة ) :

وهذه كذبة عابرة للقارات تلقى نقدا بوجه العالم الذي يعرف ، وعن يقين ، ان ما من ضحية تحب جلاّها قط ، حتى لو اجبرت واكرهت على تعاطي ( الحب ّ ) عقودا !! . واذا ظن وزيران امريكيان ، للخارجية وللدفاع ، انهما ( صادقين ) في هذه الجملة ، فهما يوثقان امام العالم غباء لا أخ ولا أخت له في التأريخ الإنساني كلّه !! . لأن شعبا من ( 27 ) مليون نسمة سقط من ابنائه اكثر من مليون شهيد ، وهجّر وهاجر منه اكثر من خمسة ملايين ، من قومية واحدة تشكل الأغلبية في هذا البلد ، لايمكن ان يبحث عن ( علاقات اكثر طبيعية ) مع جلاّد ارتكب اكبر جريمة ابادة بشرية ، اثناء حرب غير شرعية ، بحقه خلال اقل من خمس سنوات من الاحتلال ، ودون ذنب جناه غير انه مالك البلد وصاحبه الشرعي !! .

+ + +

ويستطرد الوزيران في هلوساتهما المشتركة ، عبر مقالهما ( الفلتة التأريخية ) ، دون ان يتطرقا طبعا وطبيعة الى الفشل الذريع في حلم بناء نموذج ( ديمقراطي ) للشرق الأوسط الجديد ، ولا يذكران ولو مفردة واحدة عن مأساة الشعب العراقي الحقيقي ، ولا عن جرائم الحرب ضد الانسانية في العراق التي ارتكبها جيشهما بالتعاون مع فرق الموت ، ولكنهما يراهنان عبر فقرة اخرى على ( مستقبل آخر موعود ) تقول : ( ستبدأ مرحلة حاسمة خلال الأشهر القليلة المقبلة حينما يبدأ سفيرنا في بغداد " رايان كروكر " مفاوضات تهدف الى بناء اطار لعلاقات طبيعية مع الحكومة " العراقية " لوضع مايعرف ب " وضع القوات " ضمن الإتفاقية بين البلدين ، ستكون اساسية لحصيلة ناجحة في العراق تستجيب لمصالح وأمن الولايات المتحدة الحيوية ) !! .

وبطبيعة الحال ( ستنجح ) الولايات المتحدة في ( التفاوض ) مع نفسها ، على حقيقة ان ( أم ّ المخازي ) المقيمة في اوجار المراعي الخضراء لايمكن وصفها بغير حكومة عملاء متعددي الجنسيات إستأجرتهم اميركا لأداء واجب تنفيذ المصالح الأمريكية وتوفير الأمن لها ، أيا كان نوع جرائمهم المرتكبة بحق الشعب العراقي ، لتحقيق عقيدة ( الفوضى الخلاّقة ) والمهمة ( الربّانية ) لمحافظي البيتين الأبيض والأسود ، فيما تفيد كل ّ المؤشرات على ارض العراق ان الشعب العراقي يقف بالضد ّ تماما من كل هذا التوجّه ، وكل ّ هذا الوجود ، فصارت هذه الفقرة من هلوسة الوزيرين باقة اكاذيب جديدة تضاف الى بيدر اكاذيب قديم لتضليل الشعب الأمريكي ، الذي ترفض اكثريته الحرب في العراق ، وتضليل من يمكن تضليله في بقية انحاء العالم :

1 . ثمة اعتراف ضمني ، في هذه الفقرة وغيرها من الفقرات ، بأن اميركا لم تحقق ، ومنذ خمس سنوات من ( طيب ) الإقامة في العراق شيئا يمكن التباهي به امام شعبها وشعوب العالم، لذا عوّم الوزيران المستقبل الأمريكي في العراق على اجنحة : ( ستبدأ ) و( ستكون ) و( تهدف ) على سجّادة وردية من الافتراضات المجردة القافزة فوق الواقع ، سبقتها ( 935 ) كذبة اصابت العالم بقرف مشهود من اكاذيب نجوم ادارة الأكاذيب الملحقة بقطار ( بوش ) في رحلته نحو المحطة الأخيرة من المشهد الأمريكي والدولي !! . ومن ( سينات ) الأفعال الإفتراضية هذه يقرأ الوجه الواقعي الآخر لورطة اميركا العراقية :

لا بصيص نور في نهاية النفق لقوات الاحتلال .

2 . مفاوضات ( وضع القوات ) الأمريكية في العراق ، هي مفاوضات لإطلاق سراح ( رهائن ) في قبضة الأيرانيين والمقاومة العراقية في آن ، وهم : مجمل القوات الأمريكية المسلحة والكتل الأمنية والخدمية المرافقة لها !! المخابرات الأيرانية تسللت على غفلة القادة الأمريكان ومع دباباتهم الى بغداد وفرضت سيطرة واسعة على المراعي الخضراء التي يقيم فيها سعادة السفير الأمريكي نفسه ، ولا أدل ّ على ذلك من غيمة العمّات الأيرانية المحيطة " بريان كوكر " مباشرة ، و( المفاوضات ) التي تجري سرا وعلنا بين ( الشيطان الأكبر ) و( محور الشر ) على : ( أمن العراق ) في العراق ، وبمنتهى الصفاقة بين محتلّين لايعيران الشعب العراقي اية اهمية في مفاوضات أمنهما المشترك و( وضع قواتهما ) في بغداد والجنوب العراقي بشكل خاص !! . ومعنى مفردة ( رهائن ) الذي اطلقها ( محمود احمدي نجاد ) على القوات الأمريكية في العراق اكثر من واضح ولايحتاج الى عبقرية لتفسيره .

3 . وفرت القوات الأمريكية الغازية بحماقتها في غزو العراق ، فرصة ذهبية مجانية لدخول ( تنظيم القاعدة ) الى العراق لأول مرة في تأريخها . وقد استثمرت ( القاعدة ) غباء عجيبا في قوات الاحتلال في ترك الحدود الدولية مفتوحة منذ بدء الاحتلال وحتى هذا اليوم ، فسارعت بأيجاد قواعد زئبقية في ( 8 ) محافظات في الأقل من مجموع ( 15 ) . واستثمرت قدراته الاعلامية الجيدة فظهرت ( الأقوى ) من بين جهات المقاومة في العراق ، وصارت الشمّاعة المثالية والبعبع الذي تلقي عليه قوات الاحتلال تبعات كل جرائمها وهي تفتك بالعرب السنة ، بشكل خاص ، تحت راية محاربة ( القاعدة ) !! والعراقيون يعرفون ان العرب السنة ليسوا جميعا من تنظيم القاعدة ، وليس كل الجهات التي تحمل السلاح ضد الاحتلالين من هذا التنظيم مع انها الأكثرية في الفعل المقاوم . وكأن قوات الاحتلال الأمريكية تقدم خدمة مجانية في الترويج ( للقاعدة ) محليا واقليميا ودوليا !! .

4 . الحدود الديموغرافية ( لوضع القوات ) الأمريكية في العراق: ميليشيات ايرانية تسكن في ذات البناية التي يسكنها السفير الأمريكي " رايان كروكر " تتلقى اوامرها من طهران ، ومتأهبة لضرب القوات الأمريكية عند اول اشارة من الولي الفقيه الأيراني الذي يريد لبلاده ان تكون نووية على حساب الشعب العراقي ، من جهة ومن جهة ثانية : فرق تنظيم ( القاعدة ) التي تريد دولة اسلامية من عمق الصين الى غرب افريقيا انطلاقا من العراق ، والجهة الثالثة هي : المقاومة العراقية الساعية لتحرّير بلدها حسب من كل هذه الاحتلالات المركبة .

وتبدو القوات الأمريكية هدفا مشتركا للجميع ، وكل يريد الوصول الى اجندات مختلفة ، بعضها متضاد مع بعضه الآخر !! ومن ثم يبدو ان ( التفاوض ) مع حكومة ( أم ّ المخازي ) المحاصرة في معسكر المراعي الخضراء تفاوضا بين حشّاشين سجينين يوجز امرهما بيت شعر لراع عربي قال فيه :

( فإذا سكرت فأنا رب ّ الخورنق والسدير وإذا صحوت فأنا رب ّ الشويهة والبعير ) !!

5 . هدف : ( بناء إطار لعلاقات طبيعية مع الحكومة " العراقية " ) : يمنح المتابع فرصة ممتازة للتعرف على حدود اوهام لم تفارق عقلية القادة الأمريكان الذين يديرون حرب اليوم ، من مستوى فهمهم لمفردات ( علاقات ) و( طبيعية ) و( حكومة عراقية ) !! . فهي على الجانب الأمريكي تعني ان ( علاقاته ) بحكومة ( أم ّ المخازي ) الحالية هي علاقة سيّد بمسود ، بالمقابل يراها المواطن العراقي من ( المحرمات ) الدينية والأخلاقية والإجتماعية من جراء غزو غير شرعي وغير اخلاقي ، ومن محرقة العرب التي ارتكبها الاحتلال الأمريكي ، وبذلك حققت اميركا افلاسا اخلاقيا لايعوّض قط على صعيد المجتمع العراقي افقيا على امتداده على الأرض العراقية ، مع انها حققت ( نجاحا ) عموديا في : صنع حكومة !! افرادها مجرد عملاء مزدوجي جنسيات ، جاءوا مع دباباتها علنا !! .

اما ( الطبيعية ) التي يفهمها القادة الأمريكان فتوجزها : قدرة اي جندي من جنودهم على خلع او لبس الحذاء المشترى من السوق ( العراقية ) في اي زمان ومكان يشاء ، و( الطبيعية ) في سلوك مواطن عراقي هو عدم التعامل مع احذية ( عراقية ) في اقدام الجنود الغزاة !! ومن الطبيعي ان يعد الأمريكان مجموعة عملائهم : ( حكومة ) ، يراها المواطن العراقي بالمقابل مجموعة عصابات قتل ونهب ارتكبت مجزرة حرب بشعة ضد الانسانية في العراق .

ومن هنا يستخلص المرء ان تخطيط أستراتيجية امريكية لإحتلال البلد لفترة ( طويلة ) تحت مسمّى اتفاقية : ( وضع القوات ) الأمريكية في العراق ، لن تكون اكثر من هلوسة مخمورين مقامرين مازالوا محاصرين في حانة المراعي الخضراء !! .

+ + +

تقول سمراء الأكاذيب الأمريكية ال ( 935 ) ، ورفيقها في السلاح ( روبرت غيتس ) :

( في العراق ، جاء وجود قوات الولايات المتحدة وحلفائها بناء على قرارات من الأمم المتحدة ، وينتهي التفويض الحالي الذي منحته لها الأمم المتحدة في نهاية هذا العام ، واشار العراق الى انه لاينوي تجديد التفويض ويفضل ان يكون هناك ترتيب يتماشى مع العلاقات القائمة بين بلدين .. مستقلين ) !! . ومع ان الوزيرين يراهنان في هذه الفقرة بالذات على ذاكرات شعوب لاتنسى عادة كما يشتهيان في مقالهما المشترك ، الا ّ انهما يكرسان نفسيهما كذابين بإمتياز عجيب ومثير للسخرية :

1 . سبق قرار الاحتلال الأمريكي للعراق اي قرار صادر من الأمم المتحدة بشأن العراق منذ عام ( 2003 ) وحتى الآن ، ولهذا يسمّى بأنه ( غير شرعي ) ، كما يسمّى بأنه ( غير اخلاقي ) لأنه : بني اصلا على ( 935) من الاكاذيب الموثقة ، مازالت اميركا تقاتل في اروقة الأمم المتحدة لطمس معالمها في السجلات والوثائق الأممية ، قبل ان تتفشى تفاصيلها المشينة لشعوب العالم فتنحدر سمعة اميركا الى مادون الصفر ، الذي شخصه العالمان الاسلامي والعربي موقعا يليق بأردأ حكومة اميركية في التأريخ المعاصر تخلّى عن كل القيم الأخلاقية والإنسانية بذات البساطة التي نشر فيها مقال الوزيرين !! .

2 . نجح عملاء ( أم ّ المخازي ) في ايهام وتوريط اميركا في انهم ( فاعلين ومؤثرين واصحاب نفوذ ) قادرين على تأسيس ( حكم ديمقراطي حقيقي ) ، فإستصحبتهم مع دباباتها لغرض عرض ( النموذج الديمقراطي ) للشرق الأوسط ، ولكنهم مع جمع الإمّعات الحرامية هذا فوجئوا ، دون حسابات مسبقة بأصغر مدن العراق : الفلوجة ، التي لايساوي عديد سكانها عديد حي من احياء واشنطن ، تمرغ وجهها ووجوه إمّعاتها ولصوصها بتراب العراق في مقاومة طاولت اربع سنوات متوالية لم توقف غلوائها الا ّ اسلحة الفسفور المحرمة دوليا ، التي استخدمتها قوات الاحتلال ضد اهل مدينة مازالوا محاصرين بيتا بيتا ، ويتنقلون بأذونات ورخص مستنسخة عن ديمقراطية اسرائيل مع عرب فلسطين . ولمّا انتشرت شرارة المقاومة الى مدن العراق العربية اضطرت قوات الاحتلال للاعتراف ( بصدمة المقاومة العراقية ) عبر تقرير ( بيكر ـ هاملتون ) الشهير الذي لم يغلق بعد ، وعبر خسائرها البشرية ومنها خسائر من اصيبوا بالجنون من هول ضربات المقاومة العربية العراقية .

3 . إكتشفت ادارة حمقى الحروب متأخرة جدا ان ماكان يدعى ( بالمعارضة العراقية ) في ايران ، التي استصحبتها مع دباباتها قد باعت ( البضاعة ) التي استولت عليها ، العراق ، مرتين : مرّة لشار امريكي غبي ، ومرة اخيرة لمرجعيتها الأساسية في المواطنة أيران ، ولكن بعد ان تسلل ( ماؤها ) من تحت بساط من استصحبها وسيطرت على معظم مفاصل حكومة ( أم ّ المخازي ) ، فاضطر حمقى ( بوش ) لإبتلاع شص ّ الصيد الأيراني ، وماعادت بقايا كرامتهم المهانة في اصغر مدن العراق العربية تسمح بهدر كرامة مضاف من خلال الإعتراف بحقيقة انهم صاروا مجرد : ( رهائن ) في قبضة ايران كما اعلن ( محمود احمدي نجاد ) .

4 . وانطلت على الأمريكان خدعة تجار الحروب الأكراد ، الذين تظاهروا بأنهم دعاة ( ديمقراطية ) من نمط علماني فريد سيستقطب العراقيين ، ثم اسفروا عن وجه اجندتهم في الانفصال بعد تهيئة مستلزمات الثروة من آبار العراق النفطية القريبة من تجمعاتهم على خارطة ( كردستان ) من جنوب بغداد الى جنوب ارمينيا وتخوم البحر الأبيض الأبيض المتوسط ، وغرّتهم علاقاتهم بأميركا واسرائيل فراحوا يهددون دول الجوار ويتدخلون في شؤونها الداخلية ، فكان رد ّ فعل ايران وتركيا ان حولوا الحليف الكردي العراقي لأميركا الى مكفخة اهانات يومية عبر الحدود الدولية ، واضطرت اميركا ان تعلن انها ( لن تدافع عنهم اذا تعرضوا لهجوم من دول الجوار ) وبلعت شصّا ثلاثيا تركيا ايرانيا كرديا عراقيا صعب الابتلاع صعب التقيؤ ، من جراء فراغ عقول مخططي ستراتيجية ( الفوضى الخلاّقة ) .

5 . بعد ان وصلت اميركا الى حدود معرفة حجم ورطتها في العراق ، اضطرت الى الإستعانة بالأمم المتحدة جناحا دوليا وذراعا ( شرعيا ) لها ، فاستصدرت منها تفويضا بالتعاون مع عملائها في حكومة ( أم ّ المخازي ) على ( وجود شرعي !! ) لحماية تجار الحروب متعددي الجنسيات ، الذين اعلنوا ( استقلالا ) بات من قبيل المضحكات بين الدول المستقلة حقا ، وصاروا مثلا ناصعا للفساد والاجرام الدولي الموثق ، واختفى الى غير رجعة حلم ( الديمقراطية النموذج ) ، مع حلم ( الشرق الأوسط الكبير ) ، الذي صار ( صغيرا ) تصاغر مع هروب الحلفاء من العراق ، واشتداد عضد المقاومة العراقية ، حتى اختفى هو الآخر من اجندات حمقى ( بوش ) المحبطين .

والخلاصة :

ان اميركا وجدت الا ّ مناصّ ، امام حقائق الفشل الذريع في العراق ، الا ّ ان تغادر من الأبواب ذاتها التي فتحتها لك لمن هب ّ ودب ّ نحو العراق على ان تستبقي ( نافذة صغيرة ) للعودة من خلال : ( العلاقات القائمة ) بين سيّد مضطر للرحيل ، وعبيد مضطرين للبقاء ساهرين على مصالحه في بغداد المحتلة !! وهذا مالم يتطرق له تقرير الوزيرين صراحة ، ولكنه جاء على الوجه الآخر من المقال ، الذي يبدو رثاء و ( لطمية ) مستعارة عن العراقيين بكنهة ولكنة اميركية !! .

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــ

رياح البرزاني ، عاصفة الأتراك ، ونفاق ( بان )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( من يزرع الريح يحصد العاصفة ) !! .

مثل معروف من مبناه متطابقا مع معناه على مايجري في شمال العراق ، الذي زرع فيه البرزاني ، وصاحبه الطالباني ، غرور من امتهن الخيانة ضد وطنه فهدّد دول الجوار( بالويل والثبور وعظائم الأمور ) ، لأنه تاجر بالخيانة واستضاف بعضا من ( اولاد العمومة ) المسلّحين على نفقة الشعب العراقي ، وعلى حساب أمنه الوطني ، وقدسية حدوده ، ( فحصد عاصفة ) لم يتحسب لها في غلواء احلام يقظته على سلّة وعود اميركية تجاوزها منطق السوق العراقي والأقليمي والدولي في آن .

هجوم الربيع التركي ، الذي كان متوقعا ، بدأ مبكرا عن نفاد صبر تركي ، وعن مبدأ عسكري يفيد ان : ( الهجوم افضل وسائل الدفاع ) ، وربما اسرعها ، في زج ّ ( 10000 ) آلاف جندي ، من مجموع ( 100 ) الف جاهزين للهجوم الأصلي ، في معارك جس ّ نبض استطلاعية تحصل الآن في مناطق ( نيروه ريكان ) و( سره رش ) وجبل ( قنديل ) في محافظة دهوك على المثلث العراقي التركي السوري ، ضد المتمردين الأكراد الأتراك من حزب العمال الكردستان ( بي كي كي ) ، مصحوبة بقصف مدفعي مكثف من المدفعية والطائرات التركية ، ومن المتوقع ان تمتد جبهة العاصفة التركية على طول الحدود حتى المثلث الحدودي التركي العراقي الأيراني في الأيام القادمة كلما تحسنت الظروف المناخية .

البرزاني ، المحاصر عراقيا واقليميا ، لم يجد لنفسه مغيثا غير ( رمضاء ) نبي الأكاذيب ال ( 935 ) من ( هجير ) تركيا ، فطيّر له استغاثة عاجلة يدعوه فيها ( دعوة الأخ لأخيه ) : ( للتدخل ومعالجة الوضع المتأزم مع تركيا ) ، ولم تفته طبعا وطبيعة فرصة ( الشكوى ) من شركائه في تجارة احتلال وبيع العراق في حكومة ( أم ّ المخازي ) الذين وصف موقفهم بأنه : ( هزيل !!) ، فأكد بشكواه مهزلة زارعي الريح في ارجاء العراق من : نبي الأكاذيب الدولية الشهيرة نزولا الى ابسط مقاتلي البرزاني الذين انزووا مرعوبين من الأتراك بعد ( بطولات ؟! ) مشهودة معدودة ضد عرب العراق الذين يمثلون اكثرية الشعب العراقي .

ووفق مقولة قديمة تقول :

( خذ الحكمة من افواه المجانين )!! .

صرّح النائب الكردي محمود عثمان بأن : ( الولايات المتحدة منحازة لتركيا ) !! . ولأن الرجل هو فيلسوف الحكمة الأقدم في حاضنة تجار الحروب الأكراد فقد ( صدق !! ) على غير ماهو متوقع منه ومن امثاله !! . ولكنه سرعان ماعاد الى الهلوسة المضحكة المعروفة عنه وعنهم في قوله : ( يفترض في الحكومة " العراقية " ان تطلب من اميركا الضغط على تركيا لإنهاء عمياتها العسكرية ) !! . ولم يكتف بهذه النكتة ، لأنه اضاف ماهو اكثر اضحاكا منها : ( .. باعتبار ان الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية الحفاظ على أمن .. العراق ) !! . ثم غرّب وشرّق في آن في قوله : ( على الحكومة العراقية ان تطلب عقد جلسة لمجلس الأمن لإنهاء العملية العسكرية التركية في حال عدم استجابة واشنطن للطلب العراقي ) ، وبذلك ختم بالضربة ( القاضية ) على كل ( حكمة ) عملاء اميركا في العراق المحتل !! .

محاصر مرعوب يطلب من محاصرين مرعوبين بعيدين عنه بفك ّ الحصار عنه !! . زارع ريح يطلب ممن تهددهم عواصف المقاومة الوطنية العراقية ، بعيدين عنه ، عاجزين عن التمسك بمواقعهم النقطوية في العراق ، ان ينقذوه من عاصفة تركية غابت عن تفكيره الاحمق في شمال العراق ، الذي فرّط حتى بمصير اقرب الناس اليه : اكراد العراق !! لأنه يحلم بديمومة امتيازات مالية وسلطوية لتجار حروب الحقوا ضررا بالقضية الكردية صعب العلاج في عمقها الانساني ، وعزلوها بحماقاتهم وحبهم المرضي للمال والسلطة عن عمقها العراقي العربي والأقليمي لدى شعوب دول الجوار .

وجاءت ردود الفعل على العاصفة التركية من ( بان كي مون ) اكثر من مخيّبة لآمال تجار الحروب الأكراد وربما اعمق من ( هزيلة ) ، فقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة على اهانة المسلمين ، الأتراك الى ( احترام ) الحدود الدولية العراقية !! . وشفع ورفع دعواه الى مصاف مصالح اميركا الدولية في تأكيده على : ( وقف فوري للهجمات التي يشنها عناصر حزب العمال الكردستاني الذين ينطلقون من شمال العراق ، ويرتكبون اعمالا ارهابية في تركيا ) !! . ولا احد يعرف لحد ّ الآن ماهو رد ّ نبي الأكاذيب ال ( 935 ) على رسالة الاستغاثة البرزانية ، ولا على اعلان ( النخوة ) الأممية الصادرة من امينها العام ( بان كي مون ) ، ولكن الأكيد ، الأكيد ، ان عملاء اميركا في شمال العراق ، كما شركائهم في جريمة الاحتلال في جنوب العراق ، أدمنوا الاهانات الدولية والأقليمية على حقيقة بيت شعر يقول :

( من يهن يسهل الهوان عليه مالجرح بميّت ايلام ) !! .

غالبا ما يؤاتي الموت المنافقين مرات ومرات قبل الموت النهائي في عواصف كانوا زرّاعا حمقى لرياحها الصغيرة !! . ( فبان كي مون ) يتجاهل ان العراق بما فيه من حدود دولية هو بلد محتل ، فيما يتجاهل المستغيثون الأكراد ( بهجير ) بوش ( من رمضاء ) المقاومة العراقية والعاصفة التركية في آن .

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــــ

مجمّدة (مقتدى ) وحرارة الاحتلال

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

منذ خمس سنين تقريبا واسلاميّو الحاجّة ( كوندي ) ، سنة وشيعة ، عربا واكرادا وتركمان ، يصفعون وجه العراق بوعود حسن العلاقة مع قوات الاحتلال ( لتحرير ) العراق ، على الظن انهم ( ينجحون !؟ ) في استغباء شعب محتل ، لم ينل من ( علاقاتهم ) التي وصلت ذروة قبحها غيرمأساة حجمها : قبور اكثر من مليون شهيد وخيام اكثر من خمسة ملايين مهاجر ومهجّر !! وصارت المشاركة في ( العملية السياسية ) مشاركة جزارين لجزارين على ذات الذبيحة ( الدسمة ) : الشعب العراقي !! الذي مازال مشروع حلب در ّ المليارات على اصحاب ( العلاقات ) مع قوات الاحتلالين : ألأمريكي الأيراني ، ولم يدر على اهلنا غير حروب عصابات النهب والقتل المحمية بقوات الاحتلالين !! .

+ + +

كنا نتوسّم من شرفاء العراقيين ، في ايام الاحتلال الأولى ، وممن ينحدرون من عوائل وعشائر معروفة في العراق ان يكونوا السد ّ الذي يحمي وحدة الشعب العراقي ، ولكم ( ابهجتنا ) وورفعت فينا قيمة المواطنة شعارات مثل : ( اخوان سنة وشيعة !! هذا الوطن مانبيعة !! ) ، ولكم ابهجتنا ثورة ( الفلوجة ) التي صارت فاتحة للمقاومة الوطنية ، وصمود ثوارها لأربع سنين متوالية وهي المدينة التي لاتساوي في مساحتها ونفوسها حيّا من احياء واشنطن او نيويورك !! .

ولكن ؟! .

منذ خمس سنوات والمسؤولون الاعلاميون في التيار الصدري ، وهم كثرة عجيبة ، يفقعون الأجواء السياسية العراقية بكل ما هو متناقض وعجيب ، حتى ماعدنا نعرف ان كانوا ( عربا عراقيين ) يدافعون عن قدر الله الذي شاء لهم ان يولدوا عربا مثل غيرهم من العراقيين الذين يعانون من احتلالين : امريكي وايراني ام انهم ( فرقة ايرانية ) سكنت العراق قبل الاحتلال ، وصار من حقها ( الديمقراطي ) بعده ان تتنافس مع تبعيات اخرى عراقية وغير عراقية من اجل ( حصتها ) من غنيمة الإرث العراقي التي جناها الاحتلالان .

( أكّد ) المسؤول الاعلامي لمقتدى الصدر من النجف ، قبل ايام ، ان ( السيّد ) يفكر ( جادّا ) بإنهاء قرار تجميد نشاطات ميليشياه ، لأسباب عدّة اولها فشل الحكومة في تعقيب من ارتكبوا ( افعالا دنيئة او جرائم ) باسم جيش المهدي وتحويل جهد الحكومة وقوات الاحتلال طبعا لإلقاء القبض على العناصر المحسوبة على ( السيّد ) بدلا ممن يريد هذا التخلّص من ( تبعاتهم ) ليستعيد وجها آخر غير الوجه الدموي القبيح الذي جايل ظهور جيشه مع دخول قوات ( بدر ) وعناصر حزب ( الدعوة ) الأيرانية .

وفي الوجه الآخر من التصريح ، الذي جاء بعد ( تفكير جاد ّ ) من قبل ( السيّد ) على تمديد التجميد لمدة ستة اشهر اخرى تنتهي في شهر آب / اغسطس من هذا العام ، يمكن للمتابع ان يقرأ جملة من الحقائق على ارض ( المهدي ) ، تشير الى ان هذه الميليشيا ، واسوة بميليشيات ( مسلمي كوندي ) شيعية وسنية ، لم تقدم للشعب العراقي موقفا ( وطنيا ) واحدا بدون ثمن ، علني او سرّي !! وحتى طلب ( البراءة ) ممن ارتكبوا ( افعالا دنيئة او جرائم ) يمكن ان يقرأ معكوسا ضدها من خلال عمر قصير امضته في شوارع العراق وازقته السياسية :

اولا :

قبل الاحتلال لم يكن ( مقتدى الصدر ) من الشخصيات ذات الوزن الديني او الاجتماعي ، عدا كونه ابن رجل دين بارز لم ينجح في نيل شهادة الدراسة الثانوية في الأقل ، ولم ينجح في نيل شهادة حتى من المدارس الدينية ، ولكنه ظهر بعد الاحتلال تحت مسمّى ( رجل الدين الشاب ) الذي نجح في تغيير اسم الحي الذي يسكنه من ( مدينة الثورة ) الى ( مدينة الصدر ) ، ثم نال لقب ( قائد ) ، و( مؤسس ) ، و( حجة اسلام ومسلمين ) ، دون المرور بأية مدرسة علمية او دينية ، حتى نال لقب ( اخطر رجل في العراق ) من الاعلام الأمريكي ، يسعى الآن لدرجة ( آية الله ) ، ولا ادري العظمى ام الصغرى ، بعد ان نجح في زج مالايقل عن خمسة وزراء وثلاين نائبا في برلمان الاحتلالين ، كلهم كانوا ( حفاة عراة ) وصاروا من اصحاب الملايين الدولارية والقصور والشقق من ضلع الشعب العراقي الدسم وتحت ذات الأكذوبة الوطنية الكبيرة : ( المشاركة في العملية السياسية ) .

ثانيا :

ظهر ( مقتدى ) وهو يرتدي كفنه ( مقاتلا !؟ ) للاحتلال الأمريكي في النجف عام ( 2004 ) ، قبل ان ينال الحظوة العظمى بالوزارات ومجلس النواب ، ، فظن كثيرون بأن جيشه سيساهم في ( تحرير العراق ) من الاحتلالين ، حتى ان العرب السنة الذين رفضوا الاحتلال منذ يومه الأول اعلنوا مؤازرتهم له بل وزاروه في النجف ، ولكنه غير اتجاهه ب ( 180 ) درجة بعد ( مفاوضات !!؟؟ ) مع الحكومة ، وصار ركنا من اركانها المؤازرة للاحتلالين بشكل مباشر وغير مباشر من خلال اصوات وزرائه ونوابه ( المهدويين ) من الضلع الأيراني الذي يحتمي الآن تحت ظلاله ( السيّد )علنا الى الضلع الأمريكي الذي يحتمي تحت خيمته وزراءه ونوابه .

ثالثا :

من بين التيار الصدري ظهرت ابشع فرق الموت الطائفية قبل وبعد تفجير مرقد سامراء ، وظهرت مفردة ( نواصب ) سيفا يجتز رقاب العرب السنة الذين حموا وصلّوا في المرقد العسكري قرونا ، ولم ترحم فرق موت ( السيّد ) عجوزا ولا امرأة ولا طفلا سنيا ، حتى ان ( حجج الاسلام والمسلمين ) وشيوخ ( الطريقة الصدرية ) اعلنوا مرارا ان مقاتليهم لايحتاجون الى ( فتاوى السيّد ) في قتل ( النواصب في بغداد والمدن المجاورة !! وظهر ( الزرقاوي ) على الكفة الدموية الأخرى من الرعب الطائفي كرد فعل ( كفر الشيعة ) واحل ّ دمائهم واستباحها ، ولم يستثن كما صاحبه الأول احدا باسم السنة العرب !! وكل ذلك جرى تحت انظار عرب شيعة وسنة لم يكفروا بعضهم حتى اليوم ، ولم يؤيدوا قتل برئ على مذهبه ايا كان السبب ، ولكن الحصيلة جاءت على شكل اكثر من خمسة ملايين عراقي مهاجر ومهجّر مع مئات الألوف من القبور التي سكنها ابرياء كل ذنبهم انهم وقعوا بيد هذا او بيد ذاك في اكبر جريمة حرب تستهل وجه هذا القرن .

رابعا :

تزامنت نشاطات جيش مقتدى مع نشاط قوات بدر وحزب الدعوة الأيرانيين في تشكيل ما يسمى بالجيش ( العراقي ) ، وكأن نشاط جيش مقتدى الدموي جاء للتغطية والتعمية على هذا المرور نحو مفاصل الدولة الرسمية في اهم اركانها : الجيش وشرطة الأمن اللذين أديا ذات الأعمال الاجرامية التي قامت بها ميليشيا المهدي ، ولكن تحت غطاء وزارة الدفاع ووزارة الداخلية !! ولم نسمع او نرى ان ( مقتدى ) او ميليشياته قد تصدت لهذا التسلل الأيراني المفضوح ، بل سمعنا عن ( مفاوضات ) تجري بين الطرفين لإقتسام الغنائم من موانئ البصرة وانابيب النفط فيها حتى مدينة الصدر مرورا بمجلس النواب ومجلس الوزراء .

خامسا :

كلما اقترب موعد الإنتخابات الأمريكية لرئاسة اميركا تبدأ ظاهرة العنف الطائفي التي تديرها ميليشيات ( الصدر) و( بدر ) و( الدعوة ) الأيرانية بالتلاشي والاختفاء لتمرير حزب نبي الأكاذيب ال ( 935 ) الى رئاسة اميركا التي اعلن مرشحها ( مكّين ) حلمه : احتلال العراق لمدة ( 100 ) عام اخرى وحتى آخر قطرة نفط عراقية!! ولاتخلو التهدئة من اجور مدفوعة لآل البيت الأبيض من سادة الريح السوداء وميليشياتهم ، سنية وشيعية ، كما هو واضح ومفضوح فضيحة عنز وراثية في سوق تجارة حروب محلية .

جمّدوا نشاطاتهم حتى ينجح الحزب الجمهوري الأمريكي الذي خلقهم درنات سرطانية بين صفوفنا ، ولكن ماذا سيفعلون اذا فاز رئيس اميركي يريد ان ينفض اياديه من جرائم تجار الحروب ( العراقيين ) ؟! .

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

صولاغ وهوش يار في معجنة العسكري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لايكاد يمر يوم دون ان تصفع اسماعنا وتخدش نظراتنا مخزية جديدة من مخزيات حكومة ( أم ّ المخازي ) المنطلقة بشراعين ، اولهما تقوده دفة ودف ّ ( الشيطان الأكبر ) القديم وثانيهما يقوده يتيم ( محور الشر ) ّ اللئيم الشريكين في ذات المراعي ، ولكأن المخزيات صارت ( عادة حليمة ) في سوق النخاسة ( القديمة ) !! .

( سامي العسكري ) ، مستشار ( جواد او نوري المالكي ) رئيس الوزراء الخانعين لهوى شر ّ الشراعين في آن ، فتح النار على حين بغتة ( ديمقراطية ) ضد ( هوش يار زي باري ) وزير الخارجية المكرّدة ( المكرودة ) ووصفها : ( أفشل الوزارات وأكثرها فسادا !! ) ، ومع ان مؤشرات السوق ، في سفينة الشيطان ، تؤصّل وتنسب هذا الهجوم المفاجئ الى رف ّ ( حسد عيشة بين لصوص ) ، ولكن ( العسكري ) قال كلمة حق حتى لو اراد بها باطلا تلمسه اللاجئون العراقيون قبل الكشف ( العسكري ) هذا ، من لم نائب لم يكن ( ساميا ) في مجلس نواب جرت تحت خيمته اكبر جريمة ابادة ضد العرب في مستهل هذا القرن .

من المعروف ومنذ الأيام الأولى التي تولى صاحب اكبر لغد دبلوماسي ( هوش يار زي باري ) انه عين سفراء اكراد ، بعضهم لايجيد العربية لغة الأكثرية من الشعب العراقي ، وبعضهم لاتؤهله شهاداته الدراسية ولاتجربته الوظيفية لمنصب سفير عدا شهادة الولاء المطلق لميليشيات الريح الصفراء في حاضنة ( كردستان العظمى ) من جنوب بغداد حتى القطب الشمالي ، وصار جل ّ نشاط هؤلاء هو الترويج للإنفصال عن العراق ، والتنافس مع اسرائيل علنا على حضوتها في مقر الشيطان الأكبر .

وثمة عشرات الوقائع الصحيحة التي تؤكد حق وباطل ( العسكري ) الذي ساقه لطمة ( ديمقراطية ) ، في غير اوانها ، بوجه جاره في اوجار المراعي الخضراء ، لايتسع المجال لذكرها غير الاشارة الى ان كل سفارة عراقية يتولاها سفير كردي لاتتكلم غير الكردية ولاتعتز بغير الخرقة الصفراء علما تعمل تحت اجنداته ، مع ان عديد الأكراد لايتجاوز في افضل حالاته ( 12% ) من العراقيين ، ولكن اكراد ( كوندي ) عرّسوا وعرّشوا في كل مناحي الدبلوماسية التي تمثلها سفينة الشيطان المبحرة في بحر الدم العربي العراقي البرئ .

ويبدو ان ( حسد العيشة بين اللصوص ) قد أخذ ( العسكري ) الى ( بيان جبر صولاغ ) ، الأيراني ، ايضا فإكتشف هذا متأخرا ، ويا للعجب ، ان حامل نوط ( ابو دريل ) من الدولتين النوويتين الأعظم في العالم : اميركا وايران ، وحامل نوط ( حاميها حراميها ) من ذات المصدرين : ( لايحمل اختصاصا في الشؤون المالية ، ولم يقم بزيارة مقر وزارته ، ويديرها عن بعد عن طريق مستشاريه ومدرائه العامين ، منذ توليه المنصب وحتى الآن ) ، كما قال لإذاعة ( سوا ) الأمريكية !! .

وسارع ( المالكي ) لنفي عار جديد في إتخاذه ( العسكري ) مستشارا ، ليجنب نفسه معركة جانبية ، على هامش معاركه الكبرى ضد عرب العراق الرافضين للإحتلالين ، من رباعية الدفع والجر ّ في الإئتلاف الايراني والكردي من ( آل البيتين والثلاث ورقات ) ، وصرح بأن ( العسكري ) يمثل نفسه نائبا من نواب حجة العملاء ( كوندي ) في سفينة المراعي الخضراء ، التي حملت من انماط العمالة زوجا من كل لون في الفيضان الذي دعا ربّه اليه نبي الأكاذيب الى ( 935 ) فاستجاب له في من نراهم يرشقون بعضهم بالفساد الذي اسسوا له بالتضامن والتكافل .

ظريف ( العسكري ) انه سبق وان صفع شريكه في جريمة الاحتلالين ( مسعود البرزاني ) بتصريح تزامن مع الهجمات التركية الأولى على شمال العراق عندما قال : ( الأكراد يعرفون انهم عراقيين في الأزمات فقط )!! ، ومع ان الرجل كان صادقا في هذه المرّة ايضا وساق كلمة حق ، ولكنه اراد بها باطل البراءة مما فعل هو وامثاله عندما بصموا امام ( بريمر ) ضاحكين على تجزئة العراق الى حصص لتجار الحروب الذين جاءوا مع دبابات الاحتلال .

والأظرف ان ( هوش يار زي باري ) رد ّ على صفعة ( العسكري ) واصفا اياّها ب : ( إتهام رخيص وباطل ) ، مع انها شهادة شاهد من اهل الفساد ذاته ، واشار ( هوش يار ) الى ان وزارته ( تدرس جادة رفع شكوى قضائية ) ضد الرخيص الباطل ( العسكري ) ، وحبكة النكتة في سبب الدعوى حسب ( هوش يار ) هي : ( لمعرفة الجهات التي تقف وراء سامي العسكري التي دفعته لإطلاق هذه التهم جزافا ) !! . مع انهما جارين في ذات المرعى المحاصر من العراقيين الذين تاهت كل حقوقهم في باطل ثلّة الباطلين الأمريكي والأيراني !!.

ولم تعرف لحد ّ الآن ردود فعل ( صولاغ ) الذي يدير وزارته بالهاتف ، ولكنني أحذر ( سامي العسكري ) ، ومن باب الرحمة والحرص على شاهد هام من شهود محاكم جرائم الحرب الدولية القادمة ، من ( الدريل ) الذي صمّم خصيصا له بكل تأكيد بعد كل هذه الفقعات ( الديمقراطية ) بحق شركائه بالتكافل والتضامن في جريمة احتلال العراق .

جاسم الرصيف

ــــــــــــــــــــــــــ

وائل وعلاّوي والمعزى العراقية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كما البحث عن ابرة خياطة سقطت في محيط ، بات الرهان على وجود صادق واحد فقط ، نظيف يد وضمير ، في حكومة ( أم ّ المخازي ) ضربا من المحال ، وحلما من احلام المنجمين . ولأن حتمية شركات الفساد أن : يختلف منتسبوها فينشرون غسيل بعضهم الأكثر من قذر ، كما تنشر قطعان الماعز فضيحتها الوراثية على ذيول لاتستر عوراتها في سوق الفضائح ، فقد حفل الشهر الثاني من ( عام الجرذ )العراقي هذا بالكثير الذي نختار منه نموذجا برلمانيا فريدا .

النائب ( وائل عبد اللطيف ) ، الذي يصف نفسه ( مستقلا ) في مجلس ( آل البيتين ) والأكاذيب الأمريكية ال ( 935 ) قال للصحافة مؤخرا : ( المواطن العراقي يتلقى معاملة سيئة في الدول ، والسفارات والممثليات " العراقية " لاتحرك ساكنا سوى تقديم ولائها لأحزابها ) !! . ويبدو كلام ( عبد اللطيف ) لطيفا من ( وائل ) ، الذي تناسى انه أسس مثل غيره من نواب ( كوندي ) لأبشع إحتلالين لبلد عربي ، كما تناسى انه من الباصمين على المحاصصة الطائفية والعرقية !! . ثم نسف حكمته الفريدة تلك بعد ثوان عندما بشّرنا : ( بقرب إعلان تشكيل تنظيم سياسي جديد باسم ــ وانتبهوا رجاء : ــ حزب الدولة ) !! .

وهو قد اختار لتشكيلته هذا الإسم الرنان ، ربما لأن ( الدولة ) الحالية أسرفت وغالت في ( كرمها وكرم اخلاقها !؟ ) للشعب العراقي ، فقدمت له مقبرة إتسعت لأكثر من مليون شهيد خلال خمس سنوات مع خيام لخمسة ملايين مهاجر ومهجّر ، ( فحق ّ ) لها أن تؤسس ( لإنسانيتها !؟ ) الفريدة حزبا تحت مسمّاها ( الكريم ) على ساحة النكتة الغبية التي القاها هذا ( العبقري ) الجديد في قوله وتأكيده على : ( أهمية نبذ المحاصصة الطائفية والقومية في تشكيل الحكومة المرتقبة ) !! .

طريف ( عبد اللطيف ) : انه عندما كان عضوا في كتلة ( أياد علاّوي يجرح مايداوي ) ، التي إستقل عنها قبل ايام ، كان من الباصمين الباسمين على ماينبذه الآن ويزكّي نفسه عنه ، وكأنه خطيئة بحق العراقيين ارتكبها مجهول !! أو انه : رجل جاء فجأة من ( زحل ) فأبدى ضد المجرمين كل هذا الزعل !! . ويعمّق الغباء في رؤاه في قوله : ( إن تشكيل الحكومة على أساس حزبي لايمثل واقع العراق ، بل يولد النفور ) !! . وكأن الرجل لم ينل من عطايا الاحتلالين عن تحزبه القديم كل هذه الأبهة والحماية التي يتمتع بها الآن !! .

ويوّثق السيد النائب غبائه في جهله الفاضح العجيب لمفهوم ( حكومة ) ، وكأنها كيان لاعلاقة له من بعيد او قريب ( بالدولة ) في مقولته الفقعة تلك !! ثم يوظف كلمة حق يراد بها باطل في قوله : ( .. التوافق لاتمثل جميع السنة ، والإئتلاف لاتمثل كل الشيعة ، والأحزاب الكردية لاتمثل الأكراد ) !! . فبات محسودا على ( ذكائه ) الخارق في هذا الإكتشاف ، الذي عرفه العراقيون عربا ( سنة وشيعة ) واكرادا وتركمان منذ اليوم للاحتلال ، الذي انبثقت فيه تلك المكونات الجزبية من غبارات الدبابات الأمريكية ودخان القصف وأجداث العراقيين الأبرياء .

والكتل التي ذكرها ( عبد اللطيف ) ، والتي لايستطيع اليوم وغدا العيش بدونها ، وبدون بركات الحماية المقدمة من أمّها قوات الاحتلال ، هي التي اسست بطائفيتها وعرقيتها العنصرية البغيضة لأبشع إبادة بشرية ضد عرب العراق ، الذين مازال هذا وأمثاله يتاجرون بقبور قتلاهم وخيام مهجريهم ومهاجريهم على دلالة ان هذا العبد ، من كتلة ( علاّوي ) ، لم يكن ( لطيفا ) بأهله عندما جاء غازيا مغيرا مع دبابات الاحتلال ، ولم يكن ( لطيفا ) بالعراقيين عندما بصم امام ( بريمر ) سئ الصيت على المحاصصة الطائفية والقومية التي يشكو منها الآن ليؤسس حزبا .. ( للدولة !! ) التي اهانت ومازالت تهين كل عراقي شريف .

وعندما كان هذا يعمل بنشاط لأكثر من اربعة اعوام في كتلة ( علاّوي ) لم يسمع احد منه قولا ( عبقريا ) مثل هذا حتى وزع تجار الحروب الأكراد رشاهم السخية لأفراد منتخبين من هذه الكتلة ، فحرد (عبد اللطيف ) ، ربّما لرداءة الرشوة التي نالها وربما لأنه لم ينلها ، وكشف العورة المخبوءة تحت ذيل معزاه ، إذ اعلن ان ( اياد علاّوي ) مشروع دكتاتور ، وانه أمر نوابه بتمرير صفقة لصالح الأكراد على حصة من ميزانية الدولة بنسبة ( 17 % ) ، فيما الوثائق تشير الى ان عديد الأكراد في العراق هو ( 12 % ) ، والفارق المالي المقبوض لايقل عن ( 5 ) مليارات دولار ، وزع( الطالباني ) و( البرزاني ) مقدما منها لواسعي الفم والمعدة ، من هذه الكتلة وغيرها ، مكرمات سخية ودسمة من ( المقسوم ) في عالم العمالة ( العراقي )!!

لاغرابة ولاعجب في مشاريع ( وائل عبد اللطيف ) ، بوصفه رجلا من الصفوف الأخيرة من متعددي الجنسيات من عملاء الاحتلالين ، شعر بأن صاحبه ( اياد علاّوي ) قد تجاوزته المخابرات الأمريكية والبريطانية ، ( إكسبايرد ) ، للبحث عن وجوه بديلة لم تسود ّ بعد في مرآة العراقيين ، فطرح نفسه وجها جديدا على فضيحة صاحبه الذي نال اكثر من كفايته من ( المقسوم الكردي ) فأمر إمّعاته بالتصويت لنهب ثروات العراق لصالح ( سي بندية ) كردستان الذين زورا تعدادهم واستوردوا اكرادا من دول الجوار باتوا علقات تلتهم من الجسد العراقي عربا واكرادا وتركمان !! .

ولله في حكوماتنا ونوابها حكمة قد تفهم من فضيحة العنز الوراثية كما يبدو !! .

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــــ

إهانتان علنيتان ، والثالثة ؟!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سئل عجوز حكيم عمّا يقوله بحق قاتل ظالم غادر فأجاب : أدعو له بطول العمر وقلّة القدر !! .

+ + +

أعلن السيد الرئيس ، بلا سيادة عراقية ، من عرين الضباع في السليمانية أنه ألغى اتفاقية الجزائر عن شط العرب العراقي مع ايران لعام ( 1975 ) لأنها مهينة للشعب العراقي ، الذي يعرفه هو ، والتي ترتب من جرائها هروب كافة ( البيشمركة ) المدعومين من ايران في حينها ، وفي هذا الحين أيضا لظروف أخرى ، من شمال العراق . وخلال ساعات غير رأيه بالأمر وخفف اللهجة على امكانية ( حوار ) بهذا الأمر ، وغير ذلك من ضبابيات الغيوم لعل القط ّ يبدو في نظر الآخرين نمرا مخيفا .

وفي الزيارة التأريخية ( لمحمود أحمدي نجاد ) لعرين الضباع في المراعي الخضراء المحاصرين بالشعب العراقي الذي نعرفه نحن ، لم يكتف الضيف بالدعس سرا على ذيل قط ّ من ورق لايخف فأرة في حاضنته المحمية بكل التروس الأمريكية ، بل وأعلن من خلف ذات المنبر الذي وقف عنده الرئيسان أن إتفاقية الجزائر مازالت سارية المفعول !! وتكلم بنطلون السيد الرئيس ( البيشمركة ) ولم ينطق فمه برد ّ على هذه إلإهانة المزدوجة له ، و( لشعبه ) الذي يتكلم نيابة عنه ولانعرفه ، ولمن نصّبوه رئيسا من ورق متجحفلين على مبعدة بضعة أمتار من الرئيسين ويمثلون أقوى دولة في العالم !! .

( محمود أحمدي نجاد ) ، في مركن ضباع الاحتلال المحاصر في بغداد ، لم يوجه الاهانة عن مظهرية فارغة ، بل عن حقيقتين كبيرتين ( تجاهد ) قوات الاحتلال والميليشيات المساندة لها في الا ّ تعترف بهما علنا امام العالم ، مع انهما حاصلتين في العراق من شماله الى جنوبه :

وأولاهما : ان ( الجنود الأمريكان رهائن لدى ايران ) لأن الفرس الذين إستعاروا وجوها عراقيا يطوقونهم من

أقصى الجنوب الى بغداد ومركن الضباع نفسه ، وقد أثبتت الأيام أن هذا الجيش يترنح تحت ضربات

( الأقلية السنية ) وحدها ، في غياب مقاومة من ذات الوزن من ( الأكثرية الشيعية ) ، حسب

توصيفات الاحتلال ، بعد ان سيطرت قوات بدر وقوات حزب الدعوة على مفاصل الحياة في مدن

الجنوب وقيّدت حركة الوطنيين من العرب الشيعة وفقا لمتطلبات الدبلوماسية الأيرانية ومصالح ايران

تماما كما تقوم بهذه الوظيفة ميليشيات ( الصحوة ) في تقييد حركة العرب السنة المقاومين .

وثانيهما : تعني ان الشعب الذي تتحدث عنه ضخامة السيد الرئيس الطالباني ، وهم بأيجاز عصابته الخاصة

التي أعلنت تحالفها مع قوات الاحتلال ، ولامنفذ لها في حالة إنسحاب الحليف الأمريكي بغتة او

بالتقسيط غير الحدود الأيرانية لتهريب ما خف وغلا من ثروات الشعب العراقي المنهوبة الذي نعرف

أنه يعاني من احتلالات مركبة يمثل الطالباني واحدا من نجومها .

ومرت الاهانة الفارسية ( مرور الكرام ) لأن لا أميركا ولا جلال الطالباني قادرين على ردّها للضيف الذي أهان مضيفه في عقر داره غير الحصينة .

+ + +

وبعد توالي الإهانات التركية لتجار الحروب الأكراد ، التي طالت الأكراد الشرفاء ايضا وبكل أسف ، طار الطالباني الى تركيا ليؤمن لرجاله ورجال شريكة في جريمة احتلال العراق مسعود البرزاني منفذ هروب تركي بديل للأيراني عند الضرورة ، لأن رياح المقاومة العراقية بدأت تهز ، ( هدأت الأحوال في بغداد أم لم تهدأ ) موازين المصالح الدولية على فشل موثق للاحتلال ، الذي لم يستطع البشمركة وطيلة سنيه الخمس إطلاق طلقة نارية واحدة ضد الجيش التركي ، الذي اوجد لنفسه مالايقل عن اربعة قواعد في شمال العراق منذ عام ( 1991 ) ولحد الآن ، والذي صعّد إهاناته لتجار الحروب الأكراد المحاصرين في مملكة كردستان .

ولحس جلال الطالباني الإهانة التركية ، بعد الأيرانية ، عندما حط ّ في المطار التركي فإستقبله الناطق بإسم الحكومة التركية بلا بساط أحمر ولا حرس شرف ولا النشيد ( الوطني لكردستان العظمى ) ، ومررت الصحف التركية الإهانة على جملة ( زيارة عمل ) مضحكة للأتراك ، مبكية للأكراد الشرفاء بكل تأكيد ، أسفرت عن ظهور ضخامة الرئيس المناضل وهو يطالب حزب العمال الكرستاني التركي إمّا : ( بإلقاء السلاح ) أو( الرحيل عن كردستان ) !! فتحوّل مضيف ( اولاد العمومة الأتراك ) الى داعية استسلام علني لهم لمجرد ان يضمن لنفسه ولعصاباته ممر هروب ابيض ينفع في اليوم الأسود .

ليس عجيبا أن يذل ّ المرء نفسه لمطامع شخصية ، كما نرى في النماذج التي إستوردتها الفوضى الخلاّقة لإحتلال العراق ، ولكن العجيب ان هؤلاء قد أدمنوا الإهانات الدولية والأقليمية بعد المحلية ، فنشروا وباء الذل ّ الى من يفترض انه أقرب الناس اليهم ، إذ لاذنب للأكراد الشرفاء من خارج حزبي الطالباني والبرزاني يكافئ معاناتهم في شمال العراق بين : حجارة ذل ّ تجار الحروب الأكراد ، وحجارة الأتراك التي ما إنفكت تطحن قراهم بحثا عن ضيوف البرزاني والطالباني المتمردين .

+ + +

فلا عجب ان يسمع المرء اليوم من الشعب العراقي ، الذي نعرفه وندافع عنه ، دعوات سخيات لهؤلاء ( بطول عمر وقلّة قدر ) كما نرى علنا في ايام إلإهانات هذه ، و ( الله لايسترهم من الثالثة ) التي لم تأت بعد .